دينيّة
27 نيسان 2024, 13:00

"أنت تَعلم"

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الخوري بولس الريفوني

 

 يُطلّ علينا الأحد الخامس بعد القيامة ونحن في ربيع الطبيعة والكنيسة. إنّه فصح عهدنا الجديد فصح "خروجنا" من صحراء الصوم والآلام إلى أرض ميعاد انتظارنا بعد دموع عيون صحرائنا الجائعة لطعام عليّة ميراثنا ميراث وليمة الشركة مع يسوع الفادي والراعي الصالح.

 قيامة يسوع دعوة لنا كي لا نخاف بعد اليوم، فأمامنا الدّرب طويل ولكنّه واسع وغير مسدود. عندنا القاسم المشترك الأكبر في مسيرة "سينودسنا" وهو حبّنا ليسوع وكلمته الناطقة على ألسنتنا المكرّسة. الكلمة ليست فقط للتاريخ والعلم واللاهوت والفلسفة، الكلمة ليست للإعلام والخطب والمحاضرات. الكلمة للشهادة النّاطقة نورًا وحياة، خدمة وسهرًا ومداواة، الكلمة للمحبّة الّتي توصلنا إلى الحقيقة. وعلى ضوء القيامة، يسأل اليوم يسوع كل منّا كما سأل بطرس رئيس الرسل: "أتحبّني"؟ أتحبّني في عائلتك ورعيّتك ومجتمعك ومؤسّستك؟ أتحبّ حملاني ونعاجي وخرافي كما هم عليه؟ في معاناتهم وفشلهم وظلمتهم ووجعهم؟ فالرعاية تجعل منّا سلامًا وأمانًا لعالمنا بأسره، وحكمة وقوّة لمسلكيّتنا تجاه من قدّرنا الله على الإهتمام بهم. وسندًا وعضدًا لآبائنا وأمّهاتنا، تربية ونموًا لأطفالنا، وشفاء وعافية لمرضانا ومعاقينا وشيوخنا، ومحبّة لوطننا وكنيستنا.

 فمجّانيّة هذا الحبّ تضعنا مع بطرس الرسول أمام نداء مثلّث الأبعاد: "الإختيار، والرحمة، والرّسالة". فيسوع ينظر إلينا ويدعونا، ثمّ يرحم ضعفنا، وينادينا لنتبعه حيث يرسلنا كي نرعى ونراعي بعضنا البعض من دون تمييز وأنانيّة وربح خسيس، بل بالنشاط المثمر والإنطلاق لنشر فرح الإنجيل، والحوار السليم من أجل تمكين روابط الأخوّة والعيش المشترك، وتوزيع خيرات أرضنا بالتساوي ضمن حضارة إنسانيّة من أجل الخير العام.

 يايسوع، كما بذلت نفسك من أجل قطيعك وجدّدته بسرّ فدائك، لتكون له الحياة وتكون وافرة. جدّدنا اليوم واعطنا أن نتبعك بروح صادقة غير مخادعة ومنكّلة، وانزع القسوة من قلوب صانعي الحروب، وازرع سلام فصحك بين كلّ الشعوب. واعطنا أن نكون رعيّة واحدة لراع واحد. آمين.