لبنان
17 تشرين الأول 2024, 05:40

"أمام العالم المتفرّج، نعلي الصوت مجدّدًا أن أوقفوا الحرب": البطريرك يوحنّا العاشر

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت في الصرح البطريركيّ–بكركي قمّة روحيّة مسيحيّة–إسلاميّة بدعوة من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة. شارك فيها رؤساء الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة.

 

كانت للبطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس كلمة جاء فيها:

"نحن هنا لأنّ الوطن جريح ومتألّم ونازف. قلوبنا دامية، فمن حولنا الضحايا والشهداء والقتل والعنف والنزوح والأوجاع كلّها التي تعصف بنا. نحن هنا برحمات الربّ وأملنا ورجاؤنا أن يكون اجتماعنا ولقاؤنا سبيل تعزيةٍ لشعبنا، ودفعًا مع إخوتنا المسؤولين السياسيّين والمدنيّين وكلّ مسؤول لإيجاد حلول لشعبنا ولبلدنا لبنان...."

أضاف البطريرك يوحنّا: "اجتماعنا هو رسالة للعالم الخارجيّ أوّلًا علّه يرى أنّنا كنّا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بأطيافه كلّها مسلمين ومسيحيّين عائلة واحدة في لحمة وطنيّة لا يعتريها أي خلل. وهو أيضًا رسالة داخليّة إلى شعبنا لكي يرى الناسُ جميعًا أنّنا سويّة وأنْ لا شيء يفرّقنا وأنّنا في المخاطر يدٌ واحدة مسلمين ومسيحيّين..."

تابع البطريرك القول: "أمام العالم كلّه الذي يقف متفرجًا صامتًا لا يفتح فاه، نرفع الصوت مجدّدًا ومجدّدًا مطالبين المجتمع الدوليّ أن يسرع ويوقف هذه الحرب واليوم قبل غد. ما معنى هذا الإجرام؟ وأمامنا الأبرياء والنساء والأطفال والبيوت والشهداء والدمار والنزوح. ومع هذا كلّه، يقف العالم متفرجاً لا بل، أتجرّأ وأقول، داعمًا لهذه الحرب. نناشد العالم وقف الإمداد بالسلاح الذي يتمّ به الفتك والخراب. وإذا أردنا التكلّم على الارتدادات فهي كثيرة جدًّا. على رأسها قضيّة النازحين، تلك العائلات التي كانت تعيش في استقرارٍ مع أهلها وأقربائها. ما ذنبها؟؟ لماذا هذا التهجير وهذا النزوح وهذا التشرّد؟ لماذا هذه الويلات؟

هنا لا بدّ من توجيه الشكر إلى الهيئات الحكوميّة، الجيش، الدفاع المدني، المسؤولين الذين ساعدوا ويساعدون في دعم أولئك النازحين. والشكر أيضًا لمستضيفيهم. والشكر إلى سائر الهيئات الداخليّة والخارجيّة العربيّة وغيرها التي تدعم تلك العائلات النازحة بسبب الحرب.

وهنا لا بدّ من الإضاءة على أهمّيّة ترتيب بيتنا الداخليّ. أوّلًا انتخاب رئيس للجمهوريّة وبناء الدولة، دولة المواطنة واكتمال الهيئات الدستوريّة كافّة. نحن نتحمّل مسؤوليّة كبيرة في هذا الخصوص. وندعو المعنيّين إلى التكاتف من أجل الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة ..."

قال البطريرك: "اجتماعنا اليوم هو صرخة إلى المجتمع الدوليّ؛ نحن في لبنان شعب سلاميّ ولا نريد الحروب ونطالب بإيقاف الحرب فورًا فورًا وبإنهاء هذه المجزرة التي تحصد الآلاف والآلاف من شعبنا من شهداء يسقطون ومن جرحى ومن مرضى وقتلى ومن بيوت تهدم. وهو أيضًا دعوة إلى أبنائنا في لبنان أنْ اثبتوا مهما كثرت الصعاب. نحن باقون ونحن ثابتون ولن ننظر إلى الوراء بل إنّ عيوننا ستتّجه دومًا إلى الأمام".

وختم كلمته على النحو التالي: "صلواتنا إلى الربّ العليّ المجيد، إله المراحم أن يرحم الشهداء ويبلسم الجراح ويعزّي القلوب ويقوّي الجميع في هذه الظروف الصعبة والأليمة. نتساءل لماذا الكيل بمكيالين في هذا العالم؟ لماذا ما لا يسمح به هنا يسمح به هناك؟ والعكس صحيح. نناشد أصحاب الضمائر في العالم أجمع أن يكونوا أبناء السلام وأن يدفعوا إلى إيجاد حلول سلاميّة في هذا العالم المضطرب المتقلقل المتألّم.