"أظهرتم وعيًا كبيرًا وفهمًا عميقًا لرسالتكم في الكنيسة والمجتمع": البطريرك الراعي
حملت هذه الدفعة المتخرّجة اسم "دورة البطريرك إسطفان الدويهيّ 2024"، طلبًا لشفاعته وفيضِ نعم الله من خلاله على الوطن والكنيسة والشبيبة.
تميّزت هذه الدورة بمشاركة شبيبة من الأبرشّيات المارونيّة كافّة في لبنان حيث تابعها 100 شابٍ وشابّة، ومن النطاق البطريركيّ وبخاصّة أبرشيّات دمشق وحلب واللاذقيّة المارونيّة في سورية حيث تابعها 120 شابّا وشابّة عبر الإنترنت.
إستهلّ الحفل بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ وصلاة الافتتاح مع البطريرك، ثمّ عرض شريط فيديو حول لقاءات دورة التنشئة لعام 2024.
ثمّ كانت كلمة المتخرّجين جاء فيها: "أبينا البطريرك، الآباء المطارنة والكهنة والمكرّسين والمكرّسات يسرّنا أن نحتفل بتخرّجنا ونحن على مقربة شهر من إعلان تطويب البطريرك إسطفان الدويهيّ، ابن أرضنا وعظيمٌ من بطاركة كنيستنا. إنّه بطريرك العلم والمعرفة بامتياز...علّم، وأرّخ، وألّف وتناول مواضيع اللاهوت والليتورجيا وعاش زاهدًا وطالبًا القداسة... تحثّنا شخصيّة البطريرك الدويهيّ، على ألّا نتهامل في نعمة المعرفة التي وهبنا إيّاها الله، والبطريرك الطوباويّ هو من قال للشباب والمكرّسين الذين يتابعون الدراسة "الربّ انتخبكم بين ألوف ونقلكم إلى ما بين العلماء...لتفيدوا قريبكم بعلمكم وعملكم... وتتاجروا بالوزنات وتنالوا ضعف أرباحها... كلّ ذلك، من أجل شرق مفتقر إلى من يعلّمه ويهديه". كم يشجّعنا هذا الكلام ويضعنا أمام مسؤوليّتنا...وقد أهّلنا تنوّع مواضيع التنشئة بين بيبليّة وإنسانيّة وثقافيّة وتاريخيّة وأخلاقيّة وروحيّة ومسكونيّة ووطنيّة واقتصاديّة وغيرها من المواضيع، للعودة إلى أبرشيّاتنا وحركاتنا الرسوليّة ورعايانا ونحن مستعدّين لخوض غمار العطاء، والتنمية وبناء الإنسان".
قال المتخرّجون أيضًا: "ها نحن اليوم، نشكر الله على مسيرة النموّ التي مشيناها معًا، وبنينا في خلالها صداقات وعلاقات أخويّة مع شبيبة من الأبرشيّات والمناطق كلّها، ومع إخوة لنا من الأبرشيّات السوريّة تابعوا معنا هذه التنشئة افتراضيًّا....
في الختام، نعِد بأن يكون تخرّجنا هذا نقطة انطلاق نحو مسيرة إيمان أعمق لبناء إنسان أفضل، وغد أفضل، بشفاعة قدّيسينا الأمناء والحكماء وبشفاعة أمّنا مريم العذراء، أمّ الشبيبة، ودائما بنعمة ربّ الأرض والسماء وعنايته".
وكانت كلمة لِكارلوس معوّض، أمين عام مكتب الشبيبة، جاء فيها: "باسم مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة، أتوجّه إليكم أبينا البطريرك بجزيل المحبّة البنويّة والشكر العميق على أبوّتكم وغيرتكم على الشبيبة وإصراركم الدائم على ضرورة تنشئتهم وتزويدهم بأفضل معرفة ممكنة. فبفضل دعمكم المعنويّ والروحيّ، نشهد اليوم تخرّج دفعة جديدة من شبيبتنا، الذين اختاروا تسمية دورتهم على اسم البطريرك الكبير إسطفان الدويهي الذي يُعلن طوباويّا في 2 آب/أغسطس".
أضاف معوّض: "آمن البطريرك الدويهيّ بالأهمّيّة الاجتماعيّة للتربية والعلوم فاتّبع سياسة ناجحة تتمثّل في إرسال أكبر عدد ممكن من الموارنة إلى روما ليحصّلوا المعرفة، ويصبحوا قادرين على نقلها في ما بعد إلى القرى التي يعيش فيها الفلّاحون الموارنة. كما سهر أيضًا سهرًا دؤوبا كي لا تدخل على الناس التعاليم غير المستقيمة ودافع عن إيمانه وشهد له أينما حلّ. ونحن أيضًا، في مكتب راعويّة الشبيبة، نقوم بالجهد اللازم، بالتعاون مع أرقى المراجع التعليميّة وأفضلها، لتأمين مستوى عال من الثقافة والمعرفة يليق بشبيبتنا، ويعزّز شخصيّتهم الإنسانيّة، وينمّي مهاراتهم، ويدعم نشاطهم الاجتماعيّ والرسوليّ والوطنيّ".
تابع معوّض: "نحن والشبيبة، مدعوّون اليوم لاستلهام سيرة البطريرك الدويهيّ، والتنوّر بفضائله وشعاع حكمته، من أجل تحقيق نهضة ثقافيّة وفكريّة وتربويّة وإيمانيّة جديدة في قلب كنيستنا ووطننا، نظهّر من خلالها تراثنا المارونيّ العريق الذي هو في أساس هويّتنا اللبنانيّة، محافظين على تجذّرنا وأصالتنا الشرقيّة من جهة، ومنفتحين أيضًا على الحداثة الغربيّة البنّاءة من جهة أخرى، تمامًا كما فعل البطريرك الدويهيّ، شفيعنا الجديد".
أعقبت كلمة الإعلاميّ ماجد بو هدير التي أعلن فيها تقديم "جائزة المونسنيور توفيق بو هدير" للخوري جورج يرق، المشرف على مكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ ومرشده، وكارلوس معوّض، أمينه العامّ. تحمل هذه الجائزة عنوان "التميّز بملء الحبّ" تجسيدًا لما عاشه "أبونا توفيق" في حياته معطيًا من خلاله المثال حول عيش الحبّ الشموليّ من دون تمييز وتفرقة. تتمثّل هذه الجائزة بحرف T على شكل صليب حمله "أبونا توفيق" بفرح القيامة الدائمة، يتوسّطه شعار القلب الذي طبّقه وجسّده طيلة حياته، والشعلة التي أضاءها وهي تمثّل الشغف والإبداع والعطاء المستمدّ من نور الله.
كلمة الخوري جورج يرق، جاء فيها: "بعد أشهر من اللقاءات الأسبوعيّة مع هؤلاء الشباب والصبايا، أشعر أنّني الأب الذي يخرّج أولاده...أتوّجه إلى الشبيبة قائلًا: اذهبوا أيّها الشبيبة وكونوا رسلًا حيث أنتم، انقلوا ما تعلّمتوه إلى من حولكم ولا تبقوه لذاتكم...لأن هكذا فقط تنمو الثمار وتستمرّ رسالة الكنيسة".
ثمّ أتت كلمة البطريرك الراعي جاء فيها: "بتسميتكم الدورة على اسم البطريرك الدويهيّ، أظهرتم وعيًا كبيرًا وفهمًا عميقًا لرسالتكم ودعوتكم في الكنيسة وبين الشبيبة وفي المجتمع".
وأضاف الراعي قائلًا: "لولا البطريرك الدويهّي الذي درس وكتب وقام بالأبحاث وترجم ووثّق لما كان عندنا اليوم تراثًا معروفًا وليتورجيّا واضحة...إنّ أجمل ما قام به الدويهيّ أنّه أصرّ على العودة إلى لبنان بعد فترة الدراسة في روما، على الرغم من أنّ الفرصة سنحت له بإلحاح، أن يصير من أكبر المعلّمين واللاهوتيّين وأشهرهم هناك، لكنّه أجاب: "لا، أريد أن أعود إلى لبنان لأنقل المعرفة إلى الأطفال تحت السنديانة في بلدي".