"أحد أسباب صدور وثيقة "لقد أحبَّنا" هو الشعور بأنّ المجتمع فقد القلب": الأب أنطونيو سبادارو
يُستخلص من المقابلة التي أجرتها "فاتيكان ينوز " مع الأب سبادارو أنّ الرسالة العامّة الرابعة للبابا فرنسيس بعنوان "لقد أحبّنا" توضح روحانيّة البابا وبالتالي "يمكننا بشكل ما القول إنّها مفتاح لقراءة حبريّته بكاملها وذلك لأنّها مفتاح قراءة للشخصيّة الروحيّة للبابا ولا بدّ هنا من عدم نسيان إحدى العلامات الهامّة في حبريّة البابا أقصد سنة الرحمة، ما يعني أنّ الرحمة، القلب الذي يصير قريبًا والذي يحبّ بعمق، العواطف والمشاعر الحميمة هي في مركز خدمة البابا فرنسيس التي يحركّها التمييز".
وعن كيف لنا أن نلمس في الوثيقة الجديدة خبرة خورخي ماريو برغوليو الروحيّة ولقائه الشخصيّ مع المسيح وتلك المحبّة إزاء الجميع؟ أجاب الأب أنطونيو إنّ البابا يَعتبر نفسه خاطئًا خلّصته محبّة الربّ والارتداد هو ثمرة هذه المحبّة. إن لم تكن هناك علاقة مباشرة ولمس للمحبّة ومعرفة داخليّة بالربّ من أجل محبّته واتّباعه بشكل أفضل، فلن يكون هناك ارتداد حقيقيّ...
أضاف الأب أنطونيو أنّ التعليم الاجتماعيّ للبابا فرنسيس، هو ثمرة مباشرة لروحانيّته وبالتالي أيضًا لروحانيّة قلب المسيح، وأنّ البابا يقول هذا بوضوح في الرسالة العامّة الجديدة حين يشدّد على ضرورة التحلّي بالشفقة إزاء الأرض الجريحة، كيف يمدّ يسوع يده ليشفي. هو يتحدّث مثلًا في الرسالة العامّة Fratelli tutti عن أنّ العلاقات الأخويّة ممكنة لأنّنا نتشبّع بمحبّة الربّ، وبفضل هذه المحبّة تمكننا إقامة روابط أخوّة وأن نعتني أيضًا معًا ببيتنا المشترك. وتابع وكيل الدائرة الفاتيكانيّة أن ليس صحيحًا الفصل بين التعليم الاجتماعيّ والتعليم الروحيّ، فالقلب هو، من دون شكّ، في جوهر كليهما.
في إجابته على سؤال حول اختيار البابا فرنسيس هذه الفترة لإصدار رسالة عامّة تتمحور حول قلب يسوع المسيح قال الأب سبادارو إنّه يرى أنّ أحد الأسباب هو الشعور بأنّ المجتمع يفقد القلب. وأضاف أنّ هذا ما يوضحه الأب الأقدس في الوثيقة الجديدة مشيرًا إلى أمور كثيرة ومتوقّفًا عند كون العالم المعاصر المفكّك يعيش جرحًا مفتوحًا كبيرًا، وذلك بسبب غياب الرغبة في البحث عن حلول للمشاكل. والمجتمع الذي يفقد القلب هو في حاجة إلى إعادته إلى القيم الأساسيّة. وسبب آخر، هو أنّنا أمسينا عبيدًا لآلّيات السوق والخوارزميّات من جهة، ولبُعد غرائزيّ من دون رادع، من جهة أخرى.
في ختام المقابلة، سُئل الأب أنطونيو سبادارو حول دعوة البابا فرنسيس في الوثيقة الجديدة إلى عدم السخرية من التقوى الشعبيّة، وتحدّث الأب اليسوعيّ عن روحانيّة شعبيّة يتمّ التعبير عنها بكلمات وصور ترتبط بالمشاعر الإنسانيّة. كما حذّر الأب سبادارو من أنّ حساسيّة فكريّة بشكل مبالغ فيه يمكنها أن تنتزع الإنسان من واقعه، كما وهناك خطر أن يُضحيَ الإيمانُ حكرًا على نخبة بينما في الشعب يوجد قلب الإيمان الدافئ.