أوروبا
26 تشرين الأول 2021, 11:15

يونان يواصل زيارته الرّاعويّة إلى ألمانيا، فما كانت أبرز المحطّات؟

تيلي لوميار/ نورسات
يواصل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان زيارته الرّاعويّة إلى ألمانيا، حيث كانت له سلسلة نشاطات خلال نهاية الأسبوع.

فيوم الجمعة، التقى يونان بمجموعة من النّوّاب في البرلمان المحلّيّ لولاية هامبورغ، في مقرّ الأكاديميّة الكاثوليكيّة، حيث عرض أمامهم تاريخ كنيسته وانتشارها، والحركة المسكونيّة ودور السّريان الكاثوليك فيها. ثمّ تناول الأوضاع في لبنان ومنطقة الشّرق الأوسط، وما يعانيه المسيحيّون من جراء الأوضاع السّياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة المتردّية، مؤكّدًا على ضرورة أن يعيش مسيحيّو الشّرق بالكرامة الإنسانيّة والحقوق والواجبات بالتّساوي مع شركائهم في أوطانهم.

بالمقابل، وبعد أن استمع إلى مداخلاتهم وأجاب على أسئلتهم، وجّه البرلمانيّون الحاضرون الشّكر ليونان، متمنّين أن يعمّ السّلام والأمان في الشّرق كي يستمرّ الحضور المسيحيّ فيه شهادةً للإيمان بالرّبّ يسوع.

أمّا مساءً فاحتفل بالقدّاس الإلهيّ للإرساليّة السّريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة هامبورغ، وهي المرّة الأولى الّتي يقوم بها بزيارة أبويّة راعويّة إلى هذه الإرساليّة الحديثة المنشأ.

في عظته، حثّ المؤمنين الحاضرين على عدم نسيان أهلهم وأقربائهم في بلادهم الأمّ، المحافظة على الارتباط الطّائم معهم ومع كنائسهم في الشّرق، وتوجّه إليهم قائلاً: "إنّي سعيدٌ أن أكون بينكم اليوم في هامبورغ، فألتقي معكم للمرّة الأولى. نأتي من بلادنا في الشّرق حيث الظّروف صعبة جدًّا... ليبارككم الرّبّ جميعًا، صغارًا وكبارًا، كي تحافظوا على إيمانكم بالرّبّ يسوع وتقاليدكم الشّرقيّة وأخلاقيّتكم المسيحيّة قدر المستطاع، من خلال الصّلاة وإقامة القدّاس والالتزام بحياة مسيحيّة بارّة. وليمنحكم الرّبّ دائمًا الرّجاء كي تكملوا مشوار حياتكم مع الرّبّ يسوع، ولا تدَعوا شيئًا يمنعكم أن تبشّروا بملكوت الرّبّ على الدّوام، ملكوت الفرح والرّجاء والمحبّة".

بعد البركة، قطع يونان قالب الحلوى احتفالاً بالمناسبة وبيوبيليه الأسقفيّ والكهنوتيّ، والتقى المؤمنين.

هذا وتابع السّبت برنامج الزّيارة، فالتقى رئيس أساقفة أبرشيّة هامبورغ اللّاتينيّة شتيفان هيسّي، في مقرّ المطرانيّة اللّاتينيّة حيث لاقى ترحيبًا حارًّا وتثمينًا لرعايته للكنيسة السّريانيّة في ظلّ الأزمات الرّاهنة.

وبعد تداول الأوضاع الرّاهنة، عرض يونان بإسهاب لأبرز الأعمال الّتي تقوم بها البطريركيّة والأبرشيّات في الشّرق للتّخفيف من آلام المؤمنين ومساعدتهم على متابعة العيش بكرامتهم الإنسانيّة. وشكر لما تقدّمه الكنيسة اللّاتينيّة في ألمانيا من احتضان للمؤمنين السّريان القادمين من الشّرق.

أمّا الأحد فاحتفل يونان القدّاس الإلهيّ في إرساليّة مار بهنام وسارة في برلين، عاونه فيه الأكسرخوس الرّسوليّ في فنزويلا مار تيموثاوس حكمت بيلوني، وكاهن إرساليّتَي برلين وهامبورغ الخوراسقف مارون حيصا، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد.  

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس باللّغتين العربيّة والألمانيّة، وجّه يونان الشّكر إلى الخوراسقف مارون حيصا على "كلماته اللّطيفة والمعبّرة والمليئة بالرّجاء لكنيستنا هنا، والمؤسَّسة على اسم الشّهيدين مار بهنام وأخته سارة، والجميع يعرفون أنّ لدينا دير في سهل نينوى بالقرب من قره قوش، هو دير مار بهنام وسارة، ويعود بناؤه إلى القرن الرّابع، ونحن نفتخر أنّه بعد تحرير الدّير من أيدي إرهابيّي داعش الّذين هاجموه وطردوا الرّهبان وهدموا قسمًا كبيرًا من الدّير وفجّروا ضريح الشّهيدين، استطاعت الكنيسة أن ترمّمه، ولو أنّ هناك مجالاً بعد، أو بالأحرى احتياجًا كبيرًا لترميم ما هدمه أولئك الكفّار الظّالمون."  

وتوجّه إلى أطفال المناولة الأولى الّذين نالوا المناولة حديثًا، مرشدًا إيّاهم كي يثبتوا بالرّبّ يسوع ويتعلّقوا به، ويتأمّلوا بكلامه في الكتاب المقدّس، ويشاركوا في القدّاس، فيتغذّوا من سرّ جسده ودمه الأقدسين، ويتابعوا التّعليم المسيحيّ، ليكونوا تلاميذ حقيقيّين للرّبّ يسوع في خضمّ تحدّيات العالم المعاصر.  

وإلى المشاركين في القدّاس، توجّه وقال: "نتابع قدّاسنا بكلّ خشوع وفرح وأمل أنّنا نحن الّذين نعيش في هذا البلد الّذي منحَنا كلّ شيء من حرّيّة وكرامة إنسانيّة، يمكننا أن نفكّر بإخوتنا الموجودين في بلادنا المشرقيّة، أكان في العراق أو سوريا أو لبنان، وأنتم تدركون الصّعوبات والضّيقات الّتي يمرّون فيها. لذا علينا أن نعرف أن نكون حقيقةً الجماعة الكنسيّة المتّحدة برباط الإيمان والرّجاء والمحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار بهنام وأخته سارة وجميع القدّيسين والشّهداء".

وفي كلمة ترحيبيّة وبنويّة، وقبل البركة الختامية، هنّأ الخوراسقف مارون حيصا البطريرك يونان، بإسم إرساليّة برلين، بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذّهبيّ والأسقفيّ الفضّيّ، سائلاً الله "أن يبارك خدمة غبطتكم ويديمكم كما عهدناكم دائمًا، أبًا، وراعيًا مضحّيًا، تقودون قطيعكم وتبنونه، وتذودون عنه بحزم وفطنة، وتسهمون في بناء المجتمع كلّه بالمحبّة".

ثمّ قدّم الخوراسقف مارون هديّة للبطريرك يونان بإسم إرساليّة برلين، وبعدما منح البركة الختاميّة، وقطع قالب الحلوى، والّذي انتقل إلى صالة الكنيسة، فالتقى بالمؤمنين الّذين عبّروا عن شوقهم وفرحهم بلقاء أبيهم الرّوحيّ ونيل بركته الأبويّة.

أمّا صباح الإثنين فزار يونان رئيس أساقفة أبرشيّة برلين اللّاتينيّة المطران هنري كوخ الّذي أعرب عن سروره باستقباله وتقديره للجهود الّتي يبذلها في رعاية المؤمنين. بدوره نقل يونان واقع الشّرق الأوسط ومسيحيّيه وتنامي هجرتهم إلى بلاد الغرب بخاصّة إلى أوروبا، مشدّدًا على ضرورة تأمين الخدمات الرّوحيّة والرّاعويّة لهم. كما أضاء على عمل البطريركيّة وأبرشيّاتها في هذه الظّروف، شاكرًا كوخ على ما تقدّمه كنيسته في ألمانيا لاحتضان المؤمنين السّريان القادمين من الشّرق.

وللمناسبة، دوّن يونان كلمة في السّجلّ الذّهبيّ للمطرانيّة، وأهدى كوخ كتابًا تذكاريًّا، وتلا الصّلاة الرّبّانيّة والسّلام الملائكيّ باللّغة السّريانيّة، تلبية لطلب رئيس الأساقفة، ومنح بركته بالسّريانيّة أيضًا.