يونان يطلب المعجزة للبنان ليعود فيبنى على رباط المحبّة والسّلام
كلام يونان جاء في عظته الّتي أشار فيها إلى أنّ هذا "اليوم الّذي هو الأحد الرّابع من زمن الصّوم الكبير، فيه تذكِّرنا كنيستنا السّريانيّة بأعجوبة مؤثِّرة جدًّا، حيث نجد إيمان شخص غير يهوديّ، قائد مئة وثنيّ، إيمان شخص مملوء تواضعًا وثقةً بالرّبّ يسوع. أمّا القول الّذي يوجّهه هذا القائد إلى يسوع: لستُ مستحقًّا أن تدخل تحت سقف بيتي لكن قل كلمة فيبرأ فتاي، فتردّده الكنيسة دلالةً على عدم استحقاقنا تناوُل الرّبّ يسوع في سرّ القربان المقدّس، سرّ جسده ودمه الأقدسين".
ولفت إلى أنّ "الإنجيل المقدّس بحسب لوقا الإنجيليّ يخبرنا بأنّه كان لضابط رومانيّ وثنيّ خادم مريض مشرف على الموت في كفرناحوم، وهي مدينة لا تزال قائمة حتّى اليوم في الجليل على بحيرة طبرية، يلتمس هذا القائد من يسوع أن يأتي ويشفي خادمه المشرف على الموت، ويرسل أيضًا رسلًا إلى يسوع يطلب منه ألّا يتعذّب ويدخل إلى بيته، لأنّ يسوع يقدر بكلمة واحدة منه عن بُعد أن يشفي فتاه".
ونوّه بأنَّ "هذه الأعجوبة تؤكّد على أهمّيّة تواضُعنا أمام الرّبّ حتّى عندما نطلب حاجة معيَّنة أو مساعدة أو نعمة، لذا علينا أن نطلبها بتواضع ووداعة وثقة كاملة، وهذا ما يعلّمنا إيّاه هذا الوثنيّ، بأنّ الرّبّ يسوع قادر أن يشفي نفوسنا وأجسادنا. على هذه الحادثة الهامّة إذن أن تكون لنا نوعًا من المثل كي نعرف أن نعيش حياتنا مهما عصفت العواصف وتعدَّدت المخاطر والتّحدّيات. من هنا، يتوجَّب علينا، نحن الّذين آمنَّا بعد اعتمادنا ونلنا الأسرار المقدّسة، ألّا ننسى أنَّ الرّبّ يسوع هو محور ثقتنا في هذه الحياة، وهو قادر أن يشفينا من أمراض النّفس والجسد، وأن يقوّينا كي نتابع مسيرتنا على الأرض وفق ما يرضي قلبه الأقدس".
وأشار يونان- بحسب إعلام البطريركيّة-إلى أنّنا "في هذا الشّهر حضرنا إفطارات عديدة جمعت بين الكنسيّين والدّينيّين من كلّ الطّوائف والمسؤولين المدنيّين والعسكريّين، كي نعبِّر أيضًا عن مشاركتنا مع الجميع في ضرورة إنهاء الخلافات الموجودة في المجتمع اللّبنانيّ. نسأل الرّبّ أن يساعدنا ويستجيب إلى طلباتنا ويُتِمَّ هذه المعجزة الهامّة والضّروريّة، ليعود لبنان فيُبنى على رباط المحبّة والسّلام، ويكمل مشوار تجدُّده ونموِّه ونهوضه بإصلاحات ضروريّة، بالسّلام والوفاق بين جميع مكوّناته".
ووجّه البطريرك يونان "المعايدة والتّهنئة إلى كلّ من يُدعى باسم القدّيس يوسف خطيب مريم العذراء ومربّي الرّبّ يسوع، والّذي كان أقرب شخص إلى يسوع بعد مريم، وقد احتفلنا بعيده الأربعاء الماضي في ١٩ آذار. نطلب شفاعته وحمايته، إذ هو حامي الكنيسة".
وإستذكر "المثلَّث الرّحمات المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة بغداد، وقد ودّعناه منذ فجر الأربعاء الماضي، وهو عميد المطارنة الأحبار الأجلّاء آباء السّينودس المقدّس، وقد خدم أبرشيّة بغداد كاهنًا وأسقفًا لأكثر من أربعين سنة. وسنقوم بتشييع جثمانه بإذن الله في مسقط رأسه في برطلّة بسهل نينوى- العراق. نصلّي جميعًا من أجل راحة نفسه في الملكوت السّماويّ مع الرّعاة الصّالحين والوكلاء الأمناء".
وفي الختام، تضرّع "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، سيّدة البشارة، والّتي سنحتفل بعيدها بعد غدٍ في ٢٥ آذار، كي يحمي لبنان وسوريا ومنطقة الشّرق الأوسط، فتنتهي هذه الأزمات الّتي تتكاثر وتتجدَّد في السّنوات الأخيرة، وينعم الجميع بالطّمأنينة والاستقرار والعيش الكريم".