لبنان
06 تشرين الثاني 2023, 11:30

يونان: ندعو طالبين من الرّبّ أن يقوّي فينا الرّجاء

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد تقديس البيعة، أيّ بدء السّنة الكنسيّة الطّقسيّة، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكيّ في الكرسيّ البطريركيّ، المتحف – بيروت.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، قال يونان بحسب إعلام البطريركيّة إنّ "اليوم هو الأحد الأوّل من السّنة الكنسيّة، ومن الآحاد الثّمانية التي تسبق عيد ميلاد الرّبّ يسوع، وهو المخصَّص للاحتفال بتقديس البيعة وتأسيسها بحسب طقسنا السّريانيّ الأنطاكيّ".

وأضاف: "بعدما بشّر يسوعُ تلاميذَه وعرفوا أنّه هو المُرسَل من الله الآب، لم يكن سهلاً عليهم أن يؤمنوا أنّه هو ابن الله. أراد يسوع أن يسأل تلاميذه عمّا يقوله النّاس عنه، ثمّ عمّا يقولونه هم عنه. فمِن النّاس مَن يقولون إنّه يوحنّا المعمدان أو أحد الأنباء، أمّا هم، أيّ التّلاميذ، فجوابًا على سؤال يسوع، قام سمعان بطرس وتكلّم باسم التّلاميذ كالعادة، فوقف معلنًا: أنتَ هو المسيح ابن الله الحيّ.

الشّعب العبرانيّ (اليهوديّ) كان ينتظر مجيء المسيح، لكن لم يكن سهلاً على هذا الشّعب أن يقبل المسيح الذي وُلِد من مريم. أمّا بطرس، فأدلى بشهادة ليس مألوفًا أن يعترف بها إنسان، لكنّه أعلنها بإيحاء من الله بالذّات. اعترف بطرس أنّ يسوع هو ابن الله الحيّ، كلمة الله المتأنّس الذي جاء ليخلّصنا، ويسوع يهنّئه ويؤكّد له بأنّ الآب السّماويّ هو الذي أوحى له هذه الحقيقة. ويُعلِمه بأنّه سيكون الصّخرة، ومن هنا نفهم معنى بطرس، باليونانيّة واللّاتينيّة معناه صخرة، حجرة، وبالسّريانيّة ܟܐܦܐالصّخرة: أنتَ شمعون كيفا، سمعان بطرس، الصّخرة.

الأوضاع العصيبة الرّاهنة التي نعيشها في منطقة الشّرق الأوسط في هذه الأيّام الصّعبة وهذا الزّمن المليء بالقلق والاضطراب، خاصّةً في الأراضي المقدّسة، حيث يستمرّ الصّراع وتدور الحرب بين إسرائيل والفسطينيّين، مع الدّعاء كي تنتهي هذه الحرب ويسود السّلام والأمان. وهنا في لبنان، حيث تدور الاشتباكات على الحدود الجنوبيّة، وجميعنا نشعر بالقلق خوفًا من أن تنعكس هذه الأحداث الأليمة والدّامية على لبنان الذي يعاني الكثير من الأزمات والمِحَن. ومن هنا ندعو طالبين من الرّبّ أن يقوّي فينا الرّجاء، ورغم كلّ شيء، سنبقى ذلك الشّعب الذي يرجو ويقتنع أنّ الرّبّ هو وحده يخلّصنا، وأنّ أمّه وأمّنا مريم العذراء هي حامية لبنان".

وإختتم رافعًا "الصّلاة والتّضرُّع من أجل الكنيسة المقدّسة في هذا اليوم المبارك، أحد تقديسها وبدء السّنة الكنسيّة الطّقسيّة، ونحن نسمع بالاضطرابات والتّحدّيات التي تحدث في الكنيسة نفسها. وهذا الأمر يجب أن يذكّرنا أن نبقى أمناء لتعاليم الرّبّ يسوع، رغم كلّ ما نلاقيه من صعوبات ومعاناة، لأنّ الرّبّ يسوع نفسه وعد أنّه سيبقى في وسط الكنيسة ويحميها، فلن تتزعزع، ولن تستطيع قوّات الجحيم أن تمسّها بشرّ أو ضرر. هذا هو رجاؤنا وثقتنا، وأمّنا مريم العذراء تساعدنا حتّى يقوى رجاؤنا بالرّبّ يسوع".