أميركا
04 تموز 2023, 05:55

يونان من ميشيغان: لا نقبل أن نغيّر التزامنا بالرّبّ يسوع

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، ظهر الأحد، بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة الأحد الخامس بعد عيد العنصرة، على مذبح كنيسة يسوع الملك- ديترويت- ميشيغان، عاونه فيه مطران أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة برنابا يوسف حبش، القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين سرّ المطرانيّة في أبرشيّة سيّدة النّجاة الأب لوك، وكاهنا الرّعيّة الأب ربيع حبش والأب يوسف شيتو.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، الّتي ألقاها تحت عنوان "من أراد أن يكون فيكم أوّلاً فليكن خادمًا للكلّ"، استهلّ البطريرك يونان كلامه بتوجيه "الشّكر إلى سيادة المطران يوسف حبش الّذي أطرأ كثيرًا بالتّكلُّم عن البطريرك، لأنّنا كلّنا خدّام، ولا نستحقّ أن نُمدَح عندما ننظر إلى المسيح المخلّص الّذي قال: ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم".

وأشار إلى أنّ "صداقتنا الشّخصيّة طويلة مع سيادته، منذ أن كنّا نخدم في إكليريكيّة سيّدة النّجاة في دير الشّرفة– لبنان، حيث أتى سيادته ليتابع دروسه اللّاهوتيّة، قبل أن تتمّ سيامته كاهنًا، وفي العام القادم يتمّ ثلاثين سنةً في تلبيته دعوة خدمة كنيسة الانتشار في أميركا، ومن ثمّ في أبرشيّة سيّدة النّجاة الّتي كانت تشمل الولايات المتّحدة وكندا. ومعنا تابع سيادته خدمته بكلّ أمانة، أكان في نيوجرزي أو في شيكاغو- إيلينوي أو في لوس أنجلوس، إلى أن دعاني الرّبّ إلى الأسقفيّة كأوّل مطران على أبرشيّتنا السّريانيّة الكاثوليكيّة في الولايات المتّحدة وكندا، ومن ثمّ دعاني دون استحقاق شخصيّ منّي إلى الخدمة البطريركيّة".

ولفت إلى أنّ "الرّعيّة هي الكنيسة، أيّ أنتم، نحن هيكل الله، نحن جسد المسيح السّرّيّ، نحن إخوة وأخوات نرافق الرّبّ يسوع بالشّكر له على الفداء الّذي تمّمه من أجلنا، ونرافقه أيضًا ونحن نخدم كنيسته كي تكون حقيقةً عروسه النّقيّة. وبهذه المناسبة، أهنّئ كاهني الرّعيّة أبونا ربيع وأبونا يوسف لدعوتهما كي يخدماكم في هذه الرّعيّة، وتعرفون جيّدًا أنّ الخدمة الكهنوتيّة اليوم، كما هي الخدمة الأسقفيّة، هنا في بلاد الغرب ليست بسهلة. فكثير من الصّعوبات والتّحدّيات تجابه الخدّام، والبعض ينتقدونهم انتقاداتٍ لا تكون مؤسَّسةً على حقائق، وهذا الأمر ينغّص قلوبهم وهم يكملون الخدمة المطلوبة منهم. من هنا واجبنا أن نذكر دائمًا الّذين يخدموننا، رعاتنا الكنسيّين، بالصّلوات حتّى يجعلهم الرّبّ مثال الرّاعي الصّالح."  

ونوّه إلى "أنّكم أنتم أيّها المبارَكون في هذه الرّعيّة وهذه الكنيسة المسمّاة على اسم يسوع الملك، وهي من أحدث رعايا أبرشيّتنا، ونعرف الظّروف الّتي تأسّست فيها والتّضحيات الّتي قمتم بها، لأنّ أغلبكم أتوا إلى هنا مرغَمين، بعد التّهجير المخيف الّذي حدث في بغداد والموصل، ولاسيّما في رعايانا في سهل نينوى، وأكبرها طبعًا قره قوش- بغديدا، ونعرف أنّ هذه الرّعيّة اجتمعت كي تحافظ على الإيمان رغم كلّ التّحدّيات."  

وشدّد على أنّ "يسوع هو ملكنا، ملك القلوب، ولا نعترف بملك آخر، حتّى ولو كنّا في هذا البلد الّذي يُسمّى أقوى وأعظم بلدان العالم. ليس لنا ملك بشريّ يسيطر ويوجّهنا في حياتنا إلّا الملك يسوع، مع البقاء أمناء لواجباتنا الوطنيّة حيث كنّا. ومن الطّبيعيّ أن يذكّرنا هذا الأمر بالصّعوبات الّتي تلاقونها أنتم هنا، أكان الجيل الأوّل من الآباء والأمّهات، أو الجيل الثّاني من الشّبّان والشّابّات والأولاد الأطفال الّذين تكلّم يسوع عنهم وأحبَّهم وأظهر أنّهم يشبهون ملائكة السّماء".  

وتوقّف عند "الخطيئة المخيفة الّتي يذكرها مار بولس، ويشير إلى أنّه يجب أن يُبعَد من ارتكبها عن الجماعة. إنّه موضوع الحرّيّات المتفلّتة جنسيًّا، والّتي يتمّ تسويقها لنا خاصّةً عن طريق وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ومن خلال المنظّمات الّتي تدّعي الحرّيّة وتريد فرض تصوّرها للعلاقات البشريّة، على الأخصّ عندما يتمّ نفي أساس العائلة الّتي يجب أن تكون مكوَّنة من أب رجل وأمّ امرأة، ويطلبون منّا أن نقبل هذا التّعليم الّذي هو تعليم غير مقبول كنسيًّا، وكلّ الدّيانات لا تقبله. ندرك جيّدًا أنّ العائلة كانت مؤسَّسة منذ بدء الخليقة على رجل وامرأة، ومع احترامنا للجميع، لا نقبل أن يتمّ تشويه صورة العائلة الّتي نقدّرها ونحبّها ونكرّمها، وأنتم بقيتم أمناء لها، لأنّنا لو لم نكن حقيقةً أمناء للعائلة، لمَا كنّا موجودين اليوم في هذه الكنيسة، ولمَا استطعنا المجيء إلى هذا البلد الّذي استقبلَنا وأراد أن نعيش سعداء فيه."  

وأكّد يونان على أنّ "ملكنا هو الرّبّ يسوع، وعلينا أن نتذكّر أنّ واجبنا كالرّسل هو الشّهادة للرّبّ يسوع مهما كانت الصّعوبات وعظمت التّحدّيات. أهنّئكم على إيمانكم وعلى أمانتكم للكنيسة، ولا تنسوا أنّ يسوع علّمنا بشكل واضح أنّ الله محبّة، وبمحبّتنا لبعضنا البعض نستطيع أن نقوم بمسؤوليّاتنا وبرسالتنا المسيحيّة".  

وتوجّه البطريرك يونان "إلى الشّبيبة، أولادنا الأعزّاء: صحيح إنّكم معرَّضون للتّحدّيات الكبيرة في هذا البلد، تذكّروا أنّ آباءكم وأجدادكم ظلّوا أمناء على مدى مئات السّنين. ولا يعني هذا أنّه إذا توفّرت لدينا كلّ الإمكانيّات العصريّة والتّكنولوجيّة، نُخدَع وننسى جذورنا الّتي على أساسها ضحّى أهلنا بالكثير، وسفكوا دماءهم من أجل الرّبّ يسوع ومن أجل الكنيسة. مع محبّتنا للجميع، لا نقبل أن نغيّر التزامنا بالرّبّ يسوع الّذي قال: أحبّوا بعضكم بعضًا، وقال أيضًا: يترك الرّجل أباه وأمّه، ويلزم امرأته، ويكونان كلاهما جسدًا واحدًا. فحين يكون الجسد واحدًا، فهو كيان إنسانيّ واحد."  

وأنهى ضارعًا "إلى الرّبّ يسوع، ملك قلوبنا ونفوسنا، أن يوجّهنا دائمًا في طريق النّعمة بحلول روحه القدّوس، بشفاعة والدته مريم العذراء سيّدة النّجاة، وجميع القدّيسين والشّهداء، كي نبقى على مثالهم شهودًا لمحبّة الرّبّ".

وكان المطران برنابا يوسف حبش قد ألقى كلمة ترحيبيّة في بداية القدّاس، كما توجّه الأب ربيع حبش بكلمة بنويّة بإسمه وإسم الأب يوسف شيتو وشمامسة الرّعيّة ولجانها ومؤمنيها، شاكرًا البيطريرك يونان على الزّيارة هذه، والمطران يوسف حبش على جهوده لخدمة الكنيسة.

وبعدما منح البطريرك يونان البركة الختاميّة، التقى بالمؤمنين وأخذ معهم الصّور التّذكاريّة.