أميركا
10 تموز 2023, 13:20

يونان لشبيبة أبرشيّة سيّدة النّجاة- أميركا: كونوا أقوياء!

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، مساء الخميس، مؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النّجاة- الولايات المتّحدة الأميركية، بالصّلاة في كاتدرائية مار توما في مدينة ديترويت- ميشيغان، بمشاركة مطران الأبرشيّة برنابا يوسف حبش، ومدير إكليريكيّة سيّدة النّجاة البطريركيّة في دير الشّرفة ومنسّق راعويّة الشّبيبة اسحق جول بطرس، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة والمونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش، والآباء الخوارنة والكهنة في الأبرشيّة، ومجموعات من الشّبيبة تمثّل كلّ الرّعايا والإرساليّات في الأبرشيّة.

بعد الاستماع إلى ترانيم وقراءات من الكتاب المقدّس، وجّه يونان كلمة أبويّة إلى الحاضرين تمنّى فيها النّجاح للمؤتمر، وقال: "استمعنا للتّوّ إلى الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس متّى، حيث يطلب الأعميان من الرّبّ يسوع أن يفتح لهما أعينهما، ويسوع حقّق لهما ما طلباه، فتبعاه. نحن هنا لنتبع الرّبّ يسوع مهما حصل معنا في حياتنا، من أوقات صعوبات وتحدّيات، كما تعلمون جميعكم، ولاسيّما لشبيبتنا، وأنتم جميعًا في خضمّ تحدّيات التّواصل الاجتماعيّ والتّكنولوجيا".

وتابع متذكّرًا "ما يقوله الرّبّ يسوع في الإنجيل بحسب القدّيس يوحنّا للّذين يصغون إليه، بأنّه سيبذل ذاته في سبيلهم، وسيمنحهم جسده ودمه، وهو خبز الحياة. وهذا كلام ليس بالسّهل أبدًا عليهم فهمه، ويسوع قال لتلاميذه بعدما تركه الكثيرون بسبب هذا الكلام: هل أنتم أيضًا تريدون تركي وحدي؟ فجاهر بطرس قائلاً: إلى أين نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك يا ربّ؟ بالتّأكيد هو الرّبّ الّذي ألهم بطرس أن يتكلّم بهذا باسم الرّسل الإثني عشر وسائر أتباع يسوع. يسوع يتكلّم مع كلّ واحد منكم كلّ حين من خلال علاقة الصّداقة الحميمة. هو يتكلّم معنا من خلال الإنجيل، ومن خلال سرّ جسده ودمه الأقدسين، وعلينا أن نلتزم باتّباع يسوع بعدما وعدناه أن نتبعه ونعمل بكلامه.

يسوع تكلّم أيضًا مع كلّ واحد منّا من خلال تعليم الكنيسة الّذي يوجّهنا ويرشدنا لنحيا علاقة الصّداقة والمحبّة الحميمة مع الرّبّ يسوع، نحن الإكليروس والعلمانيّين، نحن شعب الله الّذي يصغي إلى كلامه ويقبله ويعمل به. لذا نتابع السّير بثقة تامّة بالرّبّ يسوع الّذي يدعونا إلى عيش المحبّة والأخوّة والتّفاعل مع إخوتنا الّذين نعيش معهم، ولاسيّما أعضاء الكنيسة. يريدنا يسوع أن نصغي إلى بعضنا البعض، ونفتح قلوبنا لنتشارك الصّعوبات والتّجارب الّتي يعانيها الآخرون، ونسير بها معًا إلى الرّبّ يسوع. إذًا يتابع الرّبّ يسوع التّحدّث مع كلّ واحد منّا من خلال الكتاب المقدّس والأسرار وتعليم الكنيسة، ومن خلال الشّراكة الأخويّة فيما بيننا".

وتوجّه يونان إلى الشّبيبة بالقول: "أحبّائي، الرّبّ يسوع لا يتركنا أبدًا، وأنتم الشّبّان والشّابّات تعرفون جيّدًا الصّعوبات والتّحدّيات الّتي تعيشونها في هذه الأيّام. كونوا أقوياء، وتذكَّروا دائمًا أنّ آباءكم وأمّهاتكم قاسوا الكثير في الشّرق كي يحافظوا على وديعة الإيمان، وكي يكونوا شهودًا حقيقيّين للرّبّ يسوع. تذكَّروا أنّ العالم اليوم لا يعطينا السّعادة، وتسمعون كثيرًا عن ضحايا المخدّرات واليأس عند الشّباب والانتحار وسواها، تذكَّروا أنّ الرّبّ يسوع وحده يعطيكم الفرح الحقيقيّ.

أتمنّى لكم لقاءات حقيقةً فَرِحَة، ابقوا دائمًا فرحين، تعرَّفوا على بعضكم البعض وكونوا أصدقاء، فنحن نحتاج إلى المعرفة الحبّيّة بين شبيبتنا، كي نستمرّ بالشّهادة للرّبّ يسوع، ونبقى حقيقةً أبناء وبنات لأمّنا مريم العذراء، فخورين بما حقّقه آباؤنا وكهنتنا والمؤمنون الّذين ضحّوا من أجل تأسيس وازدهار رعايانا هنا في أميركا. وهكذا سنتمّم إرادة الرّبّ يسوع، وستبقى نقول له: إلى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك يا ربّ؟ بارككم الرّبّ جميعًا".

كما ألقى المطران مار برنابا يوسف حبش كلمة عبّر فيها عن "الفرح بعقد هذا اللّقاء بنعمة الرّبّ، إذ نلتقي كتلاميذ الرّبّ يسوع وأتباعه، والفرح علامة حياتنا، فالرّبّ يسوع جاء كي يكون لنا الفرح، نحن شعب الفرح، فرح الرّبّ يسوع"، وقال: "أنتم لستم ضيوفًا، بل أنتم أهل البيت، ويتقدّم الجميعَ غبطةُ أبينا البطريرك، فنلتقي معًا ونتشارك الفرح. المسيحيّون الأوائل والكنيسة الأولى كانوا يلتقون معًا حول الرّبّ يسوع، كأولاد للرّبّ وإخوة وأخوات.

يعلّمنا الرّبّ يسوع المحبّة والفرح كي نكون كنيسة واحدة تعيش الوحدة والسّينودسيّة، أيّ العيش والسّير والعمل معًا. وكعلامة على ذلك، نتأمّل معًا بلقاء الرّبّ يسوع مع تلميذَي عمّاوس اللّذين كانا سائرَين يائسَين محبطَين دون أمل ولا رجاء، لأنّهما اعتقدا أنّ يسوع لم يعد موجودًا بينهم، ولم يعودوا يستطيعون اتّباعه. رآهما يسوع حزينَين ويائسَين، فعزّاهما وشجّعهما وثبّتهما، وكلّمهما عن الكتب المقدّسة الّتي تعلن مجيئه، ثمّ مكث معهما إذ مال النّهار وحلّ اللّيل. فيسوع حاضرٌ دائمًا كي يدخل حياتنا ويعطيها معنى وقيمة، فهو الطّريق والحقّ والحياة.

نحن اليوم نتبع يسوع وننشر فرح إنجيله حولنا، فكلّ وعوده صادقة، وهو لا يتركنا وحدنا أبدًا. يسوع معنا اليوم وفي كلّ حين، وهو يرشدنا بإرشاد وتعليم كنيسته. فلندعُ اليوم الرّبّ يسوع، ولنزرع المحبّة والفرح حولنا، فهو يعطينا الثّبات، وهو أمينٌ أن يمنحنا ما نحتاجه، بل أن يهبنا جسده ودمه، سرّ الحياة، والغذاء الّذي لا يزول، وعلامة النّصر. عندما تناول التّلميذان الخبز من يسوع، انفتحت أعينهما وعرفاه. يسوع معنا كلّ حين بطريقة سرّيّة، مع كلّ واحدٍ منّا، مع الكنيسة، ومن أجل الكنيسة. فلنؤمن بالرّبّ يسوع، ولنمتلئ فرحًا، وننشر فرح الرّبّ يسوع فيما بيننا ومع الآخرين.

أدعوكم كي تكونوا عناصر فرح، وتتمتّعوا بحلاوة الرّبّ، فالحياة مليئة بالصّعوبات، لكن مع يسوع يتحوّل النّور إلى ظلمة واللّيل إلى نهار، وذلك يتحقّق بالسّير معًا بقيادة الرّبّ يسوع، وهدي روحه القدّوس، وشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء. وليس أجمل وأقوى من السّير مع الرّبّ في الكنيسة ومن خلالها، فهي أمّنا، أحِبُّوها والتزِموا بها، أحِبُّوا الكنيسةَ السّينودسيةَ أمَّكم. أهلاً وسهلاً بكم يا سيّدنا صاحب الغبطة بين أولادكم، فجميعنا أولادكم، ونفرح جدًّا بحضوركم ونيل بركتكم. أدامكم الرّبّ وحفظكم بالصّحّة والعافية والعمر المديد".

وبعد التّأمّل وتقديم الصّلوات على نيّة الكنيسة ورعاتها، ومن أجل نجاح أعمال هذا المؤتمر، منح يونان جميع الحاضرين بركته الرّسوليّة عربون، معلنًا انطلاق أعمال الؤتمر.