العراق
15 أيلول 2023, 07:50

يونان في عيد الصّليب من قره قوش: يحقّ لنا أن نفتخر بالصّليب

تيلي لوميار/ نورسات
"إرفعوا رؤوسكم فإنّ خلاصكم قد اقترب"، تحت هذا العنوان توجّه بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان إلى المشاركين في عظة قدّاس عيد الصّليب المقدّس الّذي احتفل به على مذبح كنيسة مار يوسف- قره قوش بمشاركة لفيف من المطارنة.

وفي هذه العظة، قال البطريرك يونان بحسب إعلام البطريركيّة: "إنّنا نحتفل اليوم بعيد ارتفاع الصّليب مع الكنيسة الجامعة شرقًا وغربًا، وهذا العيد هو ذكرى إنقاذ عود الصّليب والسّير به مرفوعًا بين القرى والمدن المسيحيّة. لذلك نحافظ على هذا التّقليد بإشعال النّار كي نعبّر عن فرحنا بالصّليب، ومن جبل إلى جبل ومن قرية إلى قرية يعرف المسيحيّون أنّ الصّليب قد أُنقِذ وعاد ممجَّدًا. وهكذا حافظت الكنيسة على هذا العيد، فتكرّم الصّليب الّذي تنشد له بوصفه "ܐܳܬܳܐ ܕܫܰܝܢܳܐ ܘܢܺܝܫܳܐ ܕܙܳܟ̣ܽܘܬܳܐ راية الأمان وعلامة النّصر".

وأضاف: "يشاركنا فرحة هذا الاحتفال بالقدّاس أصحاب السّيادة إخوتنا ممثّلو أعضاء السّينودس، أيّ مجمع الأساقفة، فالسّينودس ليس كما يفكّر البعض، وكأنّه اجتماع شركة، أو مجموعة من النّاس، أو أحزاب، أو اجتماع يخصّ الدّولة، إنّما مجمع للأساقفة رعاة الكنيسة الواحدة. فكلّ كنيسة شرقيّة لديها سينودس، أيّ أنّ الأساقفة مع البطريرك يسيرون معًا كي يكتشفوا ويتعرّفوا على إرادة الرّبّ وكيف يخدمون كنيستهم.

إنّنا نفرح حين نجد هذا العدد الكبير من الشّمامسة بمختلف رتبهم، وطبعًا أنتم الّذين تعبّرون حقيقةً عن الكنيسة الّتي هي جماعة المؤمنين الّذين يفخرون بالصّليب. وقد سمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل كورنثوس، وهي مدينة في اليونان، بشّرها بولس، أنّ: كلمة الصّليب عند الجاهلين حماقة، أمّا عندنا نحن المؤمنين فهي حكمة الله. ويحقّ لنا أن نفتخر بالصّليب، ليس فقط أن نرسمه على وجوهنا وصدورنا، ونضعه ونفتخر به أمام الآخرين، لكنّ الصّليب الحقيقيّ هو- كما نتذكّر- درب الآلام الّذي ساره الرّبّ المخلّص، والخشبة الّتي عليها رُفِع كي يفدينا ويخلّصنا".

وذكّر البطريرك يونان المؤمنين أنّنا "موجودون في هذا الصّباح المبارك في كنيسة مار يوسف، ونعلم أنّ مار يوسف هو حامي العائلة المقدّسة، وهو يحمي الكنيسة اليوم كما حمى العائلة المقدّسة. تهجّر معها، وذاق الآلام والضّيقات معها، ولا نزال نلجأ إلى مار يوسف كي يحمي كنيسته هنا في بغديده، في العراق وسوريا ولبنان والعالم كلّه، كي يعرف المسيحيّون أنّه على هذه الخشبة الّتي كانت تُسمَّى خشبة العار افتدانا يسوع، ونحن ننقل هذه البشارة، بشارة الفداء، بالمحبّة والسّلام للجميع".

وإختتم العظة قائلاً: "أضرع إلى الرّبّ يسوع كي يبارككم دائمًا، ويجعل من هذا الصّليب الّذي نفتخر به، علامة خلاص لجميع البشر. ونهنّئ رعيّة مار يوسف، الرّعاة والشّمامسة والمؤمنين، بهذا الصّليب المقدّس، ونهنّئ ونشكر المتبرّعين، سائلين الرّبّ، كما أنشدنا للتّوّ، أن يحفظكم جميعًا بصليبه".

وقبل نهاية القداس، أقام غبطته تشمشت الصّليب المقدّس، رفع خلالها صليبًا جديدًا قدّمه مؤمن هديّة إلى هذه الكنيسة، وبارك به المؤمنين، سائلاً الرّبّ أن يحفظهم بالصّحّة والعافية وكمال النِّعَم ويحميهم من الشّرور والمخاطر والمضرّات.

وبعد البركة الختاميّة، التقى يونان المؤمنين ومنحهم بركته الأبويّة.