أميركا
11 تموز 2023, 05:55

يونان ترأّس قدّاس ختام مؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة

تيلي لوميار/ نورسات
بعد افتتاحه لمؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النّجاة في أميركا، ومشاركته في فعاليّاته، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، ظهر الأحد، بالقدّاس الختاميّ للمؤتمر في كاتدرائيّة مار توما- ديترويت- ميشيغان، بمعاونة مطران الأبرشيّة برنابا يوسف حبش، ومدير إكليريكيّة سيّدة النّجاة البطريركيّة في دير الشّرفة ومنسّق رعويّة الشّبيبة اسحق جول بطرس، ولفيف من الكنهة.

بعد الإنجيل المقدّس، عبرّ يونان عن فرحه بهذه المشاركة في عظة قال فيها نقلاً عن إعلام البطريركيّة: "نلتقي اليوم في هي الكاتدرائيّة المباركة كي نحتفل بالذّبيحة الإلهيّة الختاميّة لمؤتمر شبيبة أبرشيّة سيّدة النّجاة، والّذي تمّ ببركة الرّبّ بنجاح في الأيّام الأخيرة. في هذا المؤتمر التقى الشّبّان والشّابّات قبل كلّ شيء كي يشكروا الرّبّ على النِّعَم الّتي أعطاهم إيّاها، وكي يعرفوا أن يلتقوا معًا بالمحبّة والاحترام المتبادَل، وكي يتعهّدوا أن يرجعوا إلى رعاياهم هنا في الولايات المتّحدة، وإلى بيوتهم وأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، ويبقوا شهودًا حقيقيّين للرّبّ يسوع.

سمعنا من القراءة الأولى من النّبيّ إرميا الّذي هو من القرن السّادس قبل المسيح، إذ يذكّر شعب الله المختار أنّنا في أيّام الضّيق نلتجئ إلى الله ونطلب منه المعونة. وسمعنا من القراءة الثّانية من مار بولس في رسالته إلى كنيسة كورنثوس حيث يذكّرنا أنّنا نحن تلاميذ المسيح لا نهرب من العالم، بل نعيش في العالم، لكن يجب علينا أن نبقى أمناء للرّبّ يسوع، ولا نشترك مع العالم الّذي يبتعد عن الرّبّ، فهو قال لتلاميذه: أُرسِلكم إلى العالم ولكنّكم لستم من العالم.

إنّكم تعرفون جيّدًا المواضيع الّتي تهدّد إيماننا المسيحيّ اليوم في هذا البلد وفي بلدان الغرب عامّةً، ولاسيّما في أوروبا، إذ يعتبرون أنّنا كلّنا مؤمنون بالله الواحد، إلى أيّ دينٍ انتمينا، وينسون أنّ إيماننا نابعٌ من الرّبّ يسوع الّذي علّمنا المحبّة لله والقريب، والأمانة لوصايا الله، وأنّ العائلة هي رجل وامرأة، أب وأمّ، يتركان أهلهما ويصبحان جسدًا واحدًا، ولهما مسؤوليّة أن يؤسّسا عائلة ويربّيا أولادهما كما تربّوا هم، وخاصّةً نحن في الشّرق، إذ تربّينا كي نكون العائلة المصلّية الّتي تضرع إلى الله وتتّكل عليه، حتّى في أيّام الشّدّة والضّيق، وتعلّمنا أنّ الرّجل والمرأة مدعوّان أن يكمّلا بعضهما البعض.

في المقطع الّذي سمعناه منذ قليل من الإنجيل المقدّس، يذكّر يسوع تلاميذه أنّ: أنا أتيتُ إلى العالم لا لأُخدَم بل لأخدُم. لذلك أذكّركم، أيّها الأحبّاء، أنّنا نحن المدعوّين للرّعاية الرّوحيّة في كنائسنا، علينا أن نَخدُم لا أن نُخدَم. وفي الإنجيل نجد أمّ يعقوب ويوحنّا تتقدّم إلى يسوع وتطلب منه أن يفكّر بولديها، يعقوب ويوحنّا، حين يأتي في ملكوته. وهنا نعرف جيّدًا أنّ كلّ أمّ تحبّ أولادها، وتأتي لتطلب أن يترقّى أولادها في الدّرجات الكنسيّة، وكأنّ الكهنوت وظيفة يستحقّ الموظَّف فيها أن يترقَّى في الدّرجات بعد فترة معيّنة. ومن الطّبيعيّ أن تهتمّ الأمّ بأولادها، ولكنّنا نعرف أنّ يسوع قال جئتُ لأخدُم، بمعنى أنّ دعوة البطريرك والمطران والكاهن هي أن يخدم الكنيسة بروح المسيح".

وأنهى يونان عظته متوجّهًا إلى الشّبيبة قائلاً: "أعزّائي وأصدقائي الشّبّان والشّابّات، حضَرْنا وشارَكْنا وتابَعْنا معكم هذا المؤتمر، واختبَرْنا معكم الفرح والرّجاء الّذي تشهدون له بين بعضكم البعض، وبالتّأكيد لن يكون هذا المؤتمر الأخير للشّبيبة. إن شاء الله سيُعقَد المؤتمر القادم في ولاية أميركيّة أخرى، وتُدعى إليه شبيبة الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا أيضًا، كي تتعرّفوا حقًّا على بعضكم أكثر وتتعاونوا وتتضامنوا أكثر، وتساندوا بعضكم البعض، حتّى تحبّوا الله وتحبّوا الكنيسة، وتكونوا فخورين برّبنا يسوع المسيح مخلّصكم".

بدوره رحّب المطران حبش بالبطرير يونان في كلمة بالبطريرك يونان واصفًا إيّاه بـ"أب البيت"، مشيرًا إلى أنّ "الأبناء لا يرحّبون بالأب، بل يتوّجون فرحتهم وسعادتهم عندما يكون الأب بين أولاده، نحن أولادكم سيّدنا، ونحن فرحون جدًّا بكم اليوم".

وتابع: "بفرح كبير نختتم اليوم مؤتمر الشّبيبة الرّائع، وباسمكم جميعًا، أيّها الشّبّان والشّابّات، أعبّر عن الفرح والتّرحيب بغبطته، وعاينتُ مدى تأثُّركم بهذا المؤتمر، أنتم الكنيسة الشّابّة، هذه الكنيسة الّتي ستبقى شابّة ولن تشيخ أبدًا على مدى الأجيال حتّى المنتهى، لأنّ الكنيسة هي جسد الرّبّ يسوع المسيح، وأنتم الجسد الرّائع والجميل للرّبّ يسوع، أنتم مع الرّبّ يسوع وتحبّون الرّبّ يسوع، فلن تشيخوا أبدًا. يسوع هو شابّ على الدّوام، أنتم أبناء العهد الجديد. فلنكن مؤمنين ثابتين وملتزمين في كنيستنا السّريانيّة، الكنيسة البهيّة، فلنجعل من أنفسنا فخر الكنيسة. لا تخافوا، فمهما اشتدّت التّحدّيات، ستبقى الكنيسة قويّة وثابتة إلى الأبد. نؤمن بالكنيسة، ونلتزم بها، لأنّ الكنيسة هي المسيح، والمسيح هو الكنيسة.

أنا فخورٌ جدًّا وسعيدٌ جدًّا عندما أتكلّم عن الكنيسة، فهي أمّي، أبونا البطريرك هو مثالنا وقدوتنا، وعلينا التّشبّه به بمحبّته للكنيسة وغيرته عليها وإخلاصه لها. فغبطته والأساقفة والكهنة والمؤمنون، نحن جميعًا كنيسة واحدة بالمسيح. شكرًا سيّدنا البطريرك، وشكرًا للجميع، حفظكم الرّبّ كلّكم".

بعد البركة الختاميّة، استقبل يونان المشاركين في المؤتمر في قاعة الكاتدرائيّة حيث تسلّم من المطران حبش درع المؤتمر عربون محبّة وشكر وتقدير وإكرام. كما تسلّم راعي الأبرشيّة والمطران جول بطرس والكهنة وأعضاء اللّجنة المنظّمة درع المؤتمر تقديرًا لجهودهم المبذولة.