العالم
17 تشرين الأول 2022, 08:45

يونان ترأّس الرّسامة الكهنوتيّة الأولى في ماردين منذ سنوات وعقود طويلة

تيلي لوميار/ نورسات
واصل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، أيّام الخميس والجمعة والسّبت، رحلة حجّه إلى ماردين وطور عبدين في تركيا، حيث كانت له العديد من المحطّات والزّيارات والاحتفالات.

وفي ملخّص عن هذين اليومين، أعاد البطريرك يونان، عصر الخميس، تقديس وتكريس كنيسة مار أفرام في دير مار أفرام السّريانيّ التّاريخيّ- ماردين، ثمّ احتفل بالقدّاس الإلهيّ على المذبح الجديد للكنيسة.

أمّا الجمعة فقام صباحًا بزيارة دير الزّعفران التّاريخيّ، المقرّ القديم لكرسيّ بطريرك أنطاكية للسّريان، والمقرّ الحاليّ لمطرانيّة ماردين ودياربكر للسّريان الأرثوذكس. ثمّ زار بلدة قلعة مرا الّتي منها تتحدّر جذور عائلته، فكنيسة الأربعين شهيدًا للسّريان الأرثوذكس.

هذا ورسم عصرًا الشّمّاس جيمي رزق الله سركك كاهنًا للخدمة في النّيابة البطريركيّة في تركيا، وذلك خلال قدّاس إلهيّ احتفل به على مذبح كاتدرائيّة مريم العذراء (مريَمانا)- ماردين، تركيا، عاونه فيه رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة الموصل وتوابعها أفرام يوسف عبّا وأمين سرّ السّينودس المقدّس، ورئيس أساقفة الحسكة ونصّيبين يعقوب جوزف شمعي، والنّائب البطريركيّ في تركيا الخوراسقف أورهان شانلي، بحضور ومشاركة رئيس أساقفة حلب ديونوسيوس أنطوان شهدا، ومطران أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة رنابا يوسف حبش، ومدير إكليريكيّة سيّدة النّجاة البطريركيّة بدير الشّرفة ومسؤول رعويّة الشّبيبة اسحق جول بطرس. هذا إضافة إلى مشاركة السّفير البابويّ في تركيا المطران ماريك سولسزينسكي، ومطران أبرشيّة ماردين وديار بكر للسّريان الأرثوذكس ورئيس دير الزّعفران فيلكسينوس صليبا أوزمان، والنّائب الرّسوليّ للّاتين في اسطنبول المطران ماسّيميليانو بالينورو، وعدد من الآباء الكهنة من الكنائس الشّقيقة، والكهنة المرفقين ليونان: رئيس المحكمة الكنسيّة الابتدائيّة في أبرشيّة بيروت البطريركيّة الخوراسقف مارون كيوان، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، والنّائب القضائيّ في أبرشيّة بيروت البطريركيّة الأب جليل هدايا، ومدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم، والأب ريتشارد– دير الشرفة، والإرساليّات السريانية في سودرتاليا وفيستروس واسكلستونا– السّويد الأب بول قسّ داود كاهن والّذي اتّخذه المرتسم عرّابًا له، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش، ورئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، ورئيس وأعضاء اللّجنة الرّاعويّة في ماردين، وجماهير غفيرة من المؤمنين، وفي مقدّمتهم الوفد القادم من اسطنبول والّذين ينيف على مئة وخمسين شخصًا، ومن بينهم والدة المرتسم وزوجته وشقيقه والأهل والأقارب والأصدقاء، والمؤمنين من ماردين ومن المناطق الأخرى في تركيا. وخدم القدّاس شمامسة النّيابة البطريركيّة في تركيا.

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، نوّه يونان باعتزاز إلى أنّ "هذه الرّسامة الكهنوتيّة هي الأولى في كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة الّتي تتمّ في ماردين منذ سنوات وعقود طويلة. إنّه عرسٌ ثانٍ نلتقي فيه مجتمعين في هذه الكاتدرائيّة التّاريخيّة، بعد أن احتفلنا البارحة بتقديس كنيسة دير مار أفرام هنا في ماردين. نلتقي اليوم لنحتفل بفرحة الرّسامة الكهنوتيّة للشّمّاس جيمي سركك، كاهنًا لخدمة النّيابة البطريركيّة السّريانيّة الكاثوليكيّة في تركيا".

وتوجّه إلى الشّمّاس جيمي بالقول: "عزيزي جيمي، لقد جاء الشّعب المؤمن من حولك كي يصلّي من أجلك، وأنتَ تعلم جيّدًا أنّ لجنة الكنيسة في اسطنبول وفي ماردين دعمَتْكَ وأحبَّتْكَ وأرادت منك أن تكمل طريق الدّعوة الكهنوتيّة لخدمة جماعتنا المؤمنة في هذه الأرض العزيزة.  

أنتَ تمثّل شبيبة كنيستنا، صحيحٌ أنّنا نتطلّع إلى الماضي، ماضي آبائنا وأجدادنا الّذين عانوا الكثير من أجل محبّة الرّبّ يسوع، لكنّ الشّبيبة تنتظرك كي تشهد لهم على الإيمان بالرّبّ يسوع، وتساعدهم كي يعاودوا عيش الرّجاء. لذلك نتّكل عليك، وننتظر منك أن تكون حقًّا الأب للأولاد، والأخ للشّباب، حتّى تتمكّن من خدمتهم بحسب قلب الرّبّ يسوع."  

ولفت إلى أنّ الشّمّاس جيمي سيكون "كاهنًا مرسَلاً، أيّ أنّك ستخدم جماعتنا المؤمنة، سواء في اسطنبول أو ماردين أو الإسكندرون. لذلك هي مسؤوليّة كبيرة جدًّا لكاهن شابّ، ولكن تذكَّرْ قول مار بولس رسول الأمم: تكفيك نعمتي، فيسوع يَعِدُك أن يمنحك نعمته كي تتمكّن من متابعة رسالتك. وستكون أيضًا المثال للشّباب بمحبّة عائلتك، وبالوحدة مع زوجتك العزيزة سارة، وبإعطائك دائمًا الاحترام والإكرام لوالدتك العزيزة صبيحة."  

وإختتم مؤكّدًا للكاهن المرتسم أنّنا "نَعِدُك جميعنا أن نصلّي من أجلك، كي يسكب عليك الرّبّ دائمًا قوّة الرّوح، حتّى تكون كلّ حينٍ كاهن الرّبّ في خدمة كنيسته المقدّسة"، سائلاً "شفاعة القدّيسة مريم العذراء، أمّنا السّماويّة، شفيعة هذه الكاتدرائيّة المباركة، من أجل الكاهن الجديد، من أجل أن تأتي مسيرة خدمته الجديدة بالثّمار اليانعة الّتي ترضي الرّبّ."  

في ختام القدّاس، ألقى الكاهن الجديد الأب جيمي سركك كلمة الشّكر، استهلّها بالآية الّتي اتّخذها شعارًا لمسيرته ودعوته الكهنوتية: "ما جئتُ لأُخْدَم بل لأخدُم"، شاكرًا الرّبّ على هذه النّعمة العظيمة، وموجّهًا شكره وامتنانه للبطريرك يونان على توجيهاته الأبويّة ومحبّته ودعمه وتشجيعه، داعيًا له بالصّحّة والعافية والعمر المديد، وشاكرًا أيضًا الأساقفة والخوارنة والكهنة والشّمامسة والمؤمنين.  

كما خصّ الكاهن الجديد بالشّكر والدته وزوجته وشقيقه، والأهل والأقارب والأصدقاء، وجميع أعضاء النّيابة البطريركيّة في اسطنبول، راجيًا من الجميع أن يصلّوا من أجله كي يكون أمينًا للدّعوة الّتي دُعي إليها، ومتعهّدًا بالطّاعة البنويّة للبطريرك، وبالإخلاص للرّسالة المقدّسة الّتي ائتُمِنَ عليها.

وكانت كلمة للأسقف نورهان شانلي، ثمّ تقبّل الكاهن الجديد التّهاني من الحضور بعد البركة الختاميّة، بعدها أزاح يونان السّتار عن اللّوحة الرّخاميّة التّذكاريّة الّتي كانت قد وُضِعَت في فترة سابقة تخليدًا لحفل إعادة تقديس وتكريس الكاتدرائيّة، والّذي كان قد ترأّسه في 10 أيّار عام 2018.

وإختتم الاحتفال بخدمة الموتى المؤمنين.

أمّا السّبت صباحًا، فزار يونان دير مار كبريال (دير العمر) التّاريخيّ في طور عبدين، وقلّاية القدّيس مار كبريال داخل الكنيسة، لينتقل بعدها إلى زيارة قبّة الملكة تيودورة، ثمّ كنيسة السّيّدة العذراء في الدّير، والّتي تتمّ حاليًّا فيها القداديس والصّلوات.  

وبعدئذٍ قام بزيارة بركة إلى قبور وذخائر القدّيسين حيث صلّى من أجل انتهاء الحروب والاضطهادات وإحلال السّلام والأمان في الشّرق والعالم، ومن أجل شفاء المرضى والمتعَبين وراحة الموتى المؤمنين.

وفي فترة بعد الظّهر، زار بلدة قلّث التّاريخيّة قرب مدينة ماردين، فتوقّف بداية في كنيسة مار يوحنّا الرّسول للسّريان الأرثوذكس في البلدة، ثمّ الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة في البلدة، ليغادر بعدها إلى مدينة ماردين ومنها إلى المطار للعودة إلى اسطنبول.