أوروبا
20 نيسان 2023, 05:55

يونان ترأّس افتتاح نصب مار أفرام السّريانيّ في جامعة اللّاتران في روما

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، في جامعة اللّاتران الحبريّة- روما، احتفال افتتاح نصب مار أفرام السّريانيّ، بمشاركة كاثوليكوس الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في الهند الكاردينال باسيليوس اقليميس، والنّائب العامّ للبابا فرنسيس على أبرشيّة روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس، والرّئيس السّابق لمجمع الكنائس الشّرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري، ورئيس المجمع الحاليّ المطران كلاوديو كوجيروتي، إضافة إلى النّائبة في البرلمان الإيطاليّ ميريللا كريستينا، والسّفير اللّبنانيّ لدى الكرسيّ الرّسوليّ الدّكتور فريد الياس الخازن، والسّفير العراقيّ لدى إيطاليا سيوان البارزاني، ولفيف من المطارنة آباء سينودس الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة ووكلاء بطاركة الكنائس الشّرقيّة لدى الكرسيّ الرّسوليّ، ولفيف من الإكليروس الّذين يخدمون الرّعايا والإرساليّات في أوروبا على رأس وفود من إرساليّاتهم.

خلال الاحتفال، ألقى يونان كلمة باللّغة الإيطاليّة، رحّب خلالها بالحضور، وذكّر- بحسب إعلام البطريركيّة- بأنّ "تراثنا السّريانيّ بكنائسه السّريانيّة الكاثوليكيّة والسّريانيّة الأرثوذكسيّة والسّريانيّة المارونيّة والكلدانيّة والآشوريّة لم يكن معروفًا في الغرب إلى أن جهد البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني رحماني الموصلي للتّعريف عن التّراث السّريانيّ، وبشكل خاصّ مار أفرام، وقدّم طلبًا إلى البابا بنديكتوس الخامس عشر سنة ١٩٢٠، كي يعلن مار أفرام ملفانًا للكنيسة الجامعة في شهر تشرين الأوّل من ذاك العام".

وأشار إلى أنّنا "كنّا نسعى للاحتفال بهذا الحدث عام ٢٠٢٠، لكنّنا أُرغِمنا على تأجيل الاحتفال بسبب تفشّي وباء كورونا، وقد وعدَنا قداسة البابا فرنسيس أن يحضر ويبارك المناسبة، لكن تعذّر عليه ذلك بسبب وضعه الصّحّيّ"، شاكرًا "الكردينال ليوناردو ساندري على جهوده ومتابعته، ورئيس جامعة اللّاتران الّذي وافق وسهّل وضع النّصب في الجامعة"، كما خصّ بالشّكر "المطران رامي قبلان الّذي هيّأ هذا الحدث، وكان هو وراء نحت هذا النّصب بتقدمة من عائلته".

ونوّه يونان إلى أنّ "البابا بنديكتوس السّادس عشر في المقابلة العامّة في تشرين الثّاني ٢٠٠٧ ذكر وعلّم أنّ البعض يعتقدون أنّ الإيمان المسيحيّ هو ثمرة الثّقافة الأوروبيّة، لكن في الحقيقة الإيمان المسيحيّ هو ثمرة الثّقافة السّامية، ومن أهمّ شخصيّاتها مار أفرام السّريانيّ. لذا نلهج بالشّكر للبابا بنديكتوس السّادس عشر على اعترافه بمساهمتنا نحن السّريان بالتّراث والإيمان المسيحيّ في أوروبا".

ولفت إلى أنّ "مار أفرام جمع بين اللّاهوت والشّعر، وأودّ أن أذكّركم أنّه في أيّامنا هذه لا حديث عن الشّعر بل عن وسائل التّواصل والتّقنيّات، لكنّ مار أفرام كان في أيّامه الشّاعر المولَّه بالرّبّ يسوع وبالعذراء مريم"، متأمّلاً "بقول مار أفرام: «ܢܶܩܥܽܘܢ ܓܰܪ̈ܡܰܝ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ܆ ܕܰܐܠܳܗܳܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܰܪܝܰܡ»، أيّ تصرخ عظامي من القبر، بأنّ مريم ولدت الله. ففي أيّامنا هذه نؤمن بذلك، أمّا في زمن مار أفرام، فلم يكن من السّهل أبدًا قبول هذه الحقيقة".

وفي الختام تضرّع إلى "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة مار أفرام، من أجل السّلام والأمان والطّمأنينة والاستقرار في روما وإيطاليا وأوروبا وبلدان الشّرق الأوسط والعالم، وكي نبقى على الدّوام أمناء للرّب يسوع ولكنيسته".

وتكلّمت النّائبة السّابقة في الاتّحاد الأوروبيّ سيمونا بالداسّارّي، فعبّرت عن الفرح الكبير بالاشتراك بهذا الحدث، "والّذي هو بمثابة فرصة للانفتاح على التّراث الشّرقيّ وغناه، وهذا يجعلنا نفكّر بما يعانيه مسيحيّو الشّرق من صعوبات واضطهادات".

من جهته أعرب الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس عن إعجابه الكبير بمار أفرام وتعلّقه به منذ أن كان شابًّا، "خاصّةً وأنّه اشتهر بمزج اللّاهوت بالشّعر، وهذا قمّة اللّاهوت كعِلم الله، ولكن بواسطة الشّعر بالإمكان اكتشاف الحقيقة"، مشيرًا إلى فرحه بأنّ باستطاعته رؤية النّصب من مكتبه في اللّاتران.

أمّا المطران كلاوديو كوجيروتي فلفت إلى أنّ "الكنيسة كانت تركّز أكثر على الكنائس البيزنطيّة باعتبار أنّها تمثّل الشّرقيّين، أمّا التّراث السّريانيّ، ولو أنّه كان موجودًا في الكنيسة، إلّا أنّه لم يكن معروفًا بالطّريقة الحاليّة كتراث للمسيحيّة الشّرقيّة"، منوّهًا إلى أنّ الكنائس مرّت بأزمات واضطهادات وتهجير قسريّ، كما حدث للكنائس الشّرقيّة في العقود والسّنوات الأخيرة، متناولاً استشهادًا من مار أفرام في مواضيع عدّة تبرز عمق لاهوته وروحانيّته.

وكانت كلمة لرئيس جامعة اللاتران البروفيسور فينشينسو بونومو الّذي رحّب بالحضور وشدّد على أهمّيّة مار أفرام في الشّرق والغرب.

بدروه رحبّ قبلان بالجميع، شاكرًا البطريرك يونان داعيًا له بالصّحّة والعمر المديد، وشاكرًا أيضًا كلّ الجهات الّتي لعبت دورًا ليصل العمل إلى نهايته. وأشار في كلمته إلى اهتمام أساقفة روما بالآباء الشّرقيّين.

ثمّ توجّه الجميع إلى الباحة الخارجيّة لجامعة اللّاتران الحبريّة ليترأّس البطريرك يونان رتبة تبريك النّصب وتدشينه.