الفاتيكان
15 أيلول 2019, 12:22

يونان: الصّليب هو بذل الذّات بأسمى عمل محبّة، إذ به خلَّصنا يسوع وخلَّص البشريّة

لمناسبة عيد الصّليب، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكي، البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، يوم السّبت ١٤ أيلول ٢٠١٩، بالقدّاس الإلهيّ، وذلك على مذبح كنيسة مريم العذراء في الوكالة البطريركيّة السّريانيّة – روما. عاون يونان في القدّاس المُعتمَد البطريركيّ لدى الكرسيّ الرّسوليّ الخورأسقف جورج مصري، والقيّم البطريركي العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، بحضور ومشاركة عدد من الآباء الكهنة السّريان القادمين من بلاد شتّى، وعدد من المؤمنين القادمين حديثًا إلى إيطاليا من سوريا والعراق.وبعد الإنجيل المُقدّس، ألقى يونان عظةً جاء فيها بحسب "إعلام البطريركيّة":

"عيد الصّليب المُقدّس يُذكّرنا باكتشاف خشبة الصّليب ببادرة من القدّيسة هيلانة والدة الملك قسطنطين في القرن الرّابع، وباسترداد خشبة الصّليب في أوائل القرن السّابع من بلاد الفرس. هذا العيد هو عيد مهمّ جدًّا في الكنيسة الجامعة بأسرها شرقًا وغربًا، فخشبة الصّليب هي الخشبة المُقدّسة التي عليها فدانا يسوع وفدى البشريّة جمعاء.


ونلتقي معكم اليوم في هذا العيد بفرح حول مذبح الرّبّ بهذه العاطفة وهذه الفضيلة، فضيلة الرّجاء أنّنا بالرّغم من كلّ ما أصابنا وممّا يحلّ بمسيحيّي الشّرق من مآسٍ ونكبات، سنظلُّ شعب الرّجاء، كما علّمنا الرّبُّ يسوع الذي ذكّرنا بأنّ من يريد أن يتبعه عليه أن يتذكّر أنّ الطريق ليس مزروعًا بالورود والرّياحين والأزهار، إنّما يجب عليه أن يحمل صليبه على كتفه ويسير وراء الرّبّ يسوع.


وفي تأمُّل بكلمة رسول الأمم مار بولس، إنّنا نُبشّر بالمسيح مصلوباً، فالصّليب بالنّسبة لليهود هو شكّ، وبالنّسبة لليونانيّين أيّ الأوثان غير المؤمنين هو حماقة وجهالة، لكنّنا سنبقى نحمل صليب يسوع على أكتافنا قبل أن نضعه على صدورنا، ونُبشّر به لأنّنا بصليب يسوع نلنا الخلاص.


وبالحديث أيضًا عن أوضاع القادمين من بلاد الشّرق، حيث لا يقدر المسيحيّون في كثير من هذه البلدان أنّ يعبّروا عن إيمانهم بالمسيح وافتخارهم بالصّليب، علمًا أنّ افتخارنا نحن المؤمنين بالرّبّ يسوع هو أنّ ابن الله بالذّات يقبل على نفسه أن يُقاد إلى الموت ويُعلَّق على خشبة، لكنّنا سنتابع البشارة بصليب يسوع، لأنّ هذا الصّليب هو بذل الذّات بأسمى عمل محبّة، إذ به خلَّصنا يسوع وخلَّص البشرية برمّتها.


وختامًا أسأل الرّبُّ يسوع أن يقوّي فينا نعمة الإيمان بقوّة الصّليب المُقدّس والإفتخار به، إذ ليس فقط رمزًا، بل هو علامة حيّة للمحبّة الحقيقيّة وبذل الذات ولخلاصنا جميعًا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء التي هي الأمّ الحنونة والمُحامية والمُدافعة عنّا أينما كنّا، هنا وفي بلاد الشّرق."


وبعد أن منح البطريرك يونان البركة الختاميّة، استقبل الكهنةَ والمؤمنين في باحة الوكالة البطريركيّة، فنالوا بركته الأبويّة واستمعوا إلى إرشاداته وتوجيهاته، وأخذوا معه الصّور التّذكاريّة.