يونان احتفل بعيد الصّعود مع إرساليّة النّازحين العراقيّين في لبنان
في عظته، تأمّل يونان بعيد الصّعود، ودعا إلى ضرورة الانطلاق للرّسالة دائمًا "بروح واحد وقلب منفتح، وبالتّضامن"، لافتًا إلى الحاجة إلى "وحدة الرّوح، خاصّةً في أيّام المِحَن والصّعوبات، ونحن نعرف جيّدًا العقليّة الحديثة الّتي تنتشر في العالم بإسم الحرّيّة، وتجعل الشّخص يعتقد أنّه المرجع الأخير في كلّ شيء، في الوقت الّذي منذ بدء الخليقة يوجد الأهل، أيّ الأب والأمّ اللّذان يشكّلان العائلة، ويبنيان عائلتهما مع الأولاد. وفي تقاليدنا ندرك أنّ على الأولاد أن يكونوا حقيقةً ثمرةً صالحةً، وأن يقدّروا الأهل ويتآلفوا معهم من دون أيّ إشكال أو اختلافات أو افتراقات وانقسامات."
وأضاف: إنّ "ما يحدث في العائلة يحدث أيضًا في الكنيسة، لذا نحتاج إلى كهنة غيورين على الإيمان، يقدّمون ذواتهم لخدمة الرّعايا والمؤمنين على مثال يسوع الرّاعي الصّالح الّذي قال: جئتُ لا لأُخدَم بل لأخدُم، وأبذل نفسي عن الخراف. فعلى الكاهن أن يكون فعلاً ذاك المقدام الّذي يعرف أن يكرّس نفسه للكنيسة، ويكون المثال لإخوته وأخواته".
وللمناسبة، ذكّر يونان بالأبوين الشّهيدين ثائر عبدال ووسيم القسّ بطرس اللّذين استشهدا خلال مذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- العراق، وقد علّقت صورتهما في فناء كنيسة العائلة المقدّسة هذه، مشيرًا إلى أنّهما كانا مثالاً للكاهن الغيور المضحّي والمتفاني على جميع الأصعدة، مشدّدًا على أنّ "الكهنة إذًا دُعُوا كي يكونوا على مثال الرّبّ يسوع، يقرّبون ذواتهم بكلّ فرح وبكلّ سخاء وبكلّ شكر الله، لأنّه دعاهم إلى هذه الخدمة الكهنوتيّة. أمّا المؤمنون الّذين هم أغلبيّة أعضاء الكنيسة، فهم مدعوّون أيضًا كي يعيشوا دعوتهم ورسالتهم المسيحيّة، لأنّهم بالمعموديّة أصبحوا كهنة، فعليهم أن يبشّروا بيسوع، ويقدّموا ذواتهم شهادةً للإيمان به مهما عصفت الرّياح والزّوابع."
وفي الختام، صلّى يونان إلى الرّبّ كي "يذكّرنا أنّ دعوتنا نحن المسيحيّين هي أن نسير دائمًا مع يسوع، متّحدين به، على رجاء أن نلتقي معه في السّماء، ومع العذراء مريم الّتي نكرّمها في هذا الشّهر بشكل خاصّ، ومع القدّيسين والشّهداء، كي نكون أعضاء في الكنيسة الممجَّدة".
وقبل البركة الختاميّة، ألقى الأب كريم كلش كلمة شكر بإسم إرساليّة النّازحين العراقيّين في لبنان، على رعاية البطريرك الأبويّة المميَّزة للإرساليّة وعلى دعمه الدّائم لها، سائلاً الله أن يديمه يحفظه بالصّحّة والعافية والعمر المديد، ويوفّقه في كلّ ما يقوم به.
وبعد القدّاس، استقبل يونان المؤمنين ومنحهم بركته الأبويّة.