أميركا
11 آب 2019, 11:29

يونان: أطلُب من الرّب، وبشفاعة أمّ المعونة الدّائمة، أن تبقوا على الدّوام تلك الكنيسة الحيّة بالإيمان

لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضّيّ لتأسيس رعيّة أمّ المعونة الدّائمة في سان دييغو – كاليفورنيا، وضمن فعاليّات المؤتمر الحادي عشر لأبرشيّة سيّدة النّجاة الذي تستضيفه هذه الرّعيّة، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، في تمام السّاعة السّادسة من مساء الجمعة (بحسب التوقيت المحلّيّ لمدينة سان دييغو)، بالقدّاس الإلهيّ، في كنيسة الرّعيّة، بحسب "إعلام البطريركيّة".

عاون يونان في القدّاس كلّ من: مطران أبرشية سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة مار برنابا يوسف حبش، والنّائب البطريركيّ في القدس والأراضي المقدّسة والأردن مار غريغوريوس بطرس ملكي، والأكسرخوس الرّسوليّ في فنزويلا مار تيموثاوس حكمت بيلوني؛ بحضور ومشاركة الأسقف المُساعد في أبرشيّة سان دييغو اللّاتينيّة ممثّلاً مطران الأبرشيّة المطران جون دولان، والنّائب البطريركيّ للسّريان الأرثوذكس في غربي الولايات المتّحدة الأميركيّة المطران مار إقليميس أوكين قبلان، وكاهن رعيّة أمّ المعونة الدّائمة في سان دييغو المونسنيور عماد حنّا الشيخ، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، والآباء كهنة الرّعايا والإرساليّات السّريانيّة الكاثوليكيّة في أبرشيّة سيّدة النّجاة، وكهنة الكنائس الشّقيقة في سان دييغو، وشمامسة الرّعيّة وجوقتها، وحشود المؤمنين من أبناء الرّعيّة، ومن المشاركين في المؤتمر، والقادمين من مختلف الولايات الأميركيّة، ومجموعة من أعضاء منظَّمة فرسان كولومبوس الكاثوليكيّة من أبناء رعيّة أمّ المعونة الدّائمة.
بدايةً، دخل يونان بموكب حبريّ إلى الكنيسة، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشّمامسة وأعضاء مُنظّمة فرسان كولومبوس.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظةً، جاء فيها: 

 

"جئنا إليكُم لكي نحتفل معكم بهذه الذّكرى السّعيدة، فنُهنّئ راعيكم صاحب السّيادة مار برنابا يوسف حبش خادم أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ونُهنّئ المونسنيور عماد حنّا الشّيخ الذي بفضله تعالى تأسّست هذه الرّعيّة منذ 25 سنة. وأذكُر جيّدًا في شهر نيسان من عام 1994، حين كان مطرانًا راعيًا لهذه الأبرشيّة المُباركة، جئتُ واحتفلتُ بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسةٍ لإخوتنا اللّاتين هنا في سان دييغو، وابتدأنا بتأسيس هذه الإرساليّة التي أضحت رعيّةً، وكبرت وازدهرت كما ترون. وندعو إليه تعالى، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أن تتوسّع هذه الرّعيّة وهذه الكنيسة أضعافًا، كي تستطيع أن تجمع بين حناياها المؤمنين الصّالحين والغيّورين الذين يسعون نحو القداسة، لأنّ القداسة هي دعوتنا كمؤمنين بالرّبّ يسوع.
 

وقبل ثلاثة أيّام بالتّحديد، كانت الذّكرى المشؤومة لخمس سنواتٍ خلت لاقتلاع شعبنا من سهل نينوى كما تذكرون. وهنا نودُّ أن نعود فنُكرّر بأنّ كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة، كما شقيقتها الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة، وكذلك الكنيسة الكلدانيّة، والكنيسة المشرقيّة الآشوريّة، هي كنائس شاهدة وشهيدة، شاهدة لإنجيل الخلاص الذي هو إنجيل الحقّ والسّلام والمحبّة والفرح، وهي دومًا مُستعدّة أن تسفك دمها مستشهدةً من أجل ذاك الذي حمل إلينا هذا الإنجيل المقدّس، والذي خلّصنا بآلامه وموته وقيامته، الرّبّ يسوع المسيح الفادي. لذلك مهما عصفت العواصف ومهما اشتدّت المحن، سنبقى تلك الكنيسة الشّاهدة والشّهيدة.


وإنّنا اليوم نتذّكر بفخر واعتزاز تأسيس كنيستكم، وفي الوقت ذاته عيوننا متّجهة نحو السّماء، نحو المُخلّص الذي ندعو إليه بحرارة قلوبنا أن يحنّ على شعبه الذي يُقاسي الأمرَّين في بلاد مشرقنا، وبشكل خاصّ في العراق وسوريا، كما في لبنان ومصر والأراضي المقدّسة وسواها، ونحن علينا أن نبقى ذاك الشّعب الذي يملؤه الرّجاء، مهما كانت تلك المحنة قاسية وباهظة الثّمن.

 
وأنا وبمناسبة اليوبيل الفضّي لتأسيس رعية أمّ المعونة، أُهنّئكم أيُّها الأحبّاء، وأُهنّئ جميع الذين يساعدون في خدمة هذه الكنيسة. نعم كنيستنا صغيرة، ولكن بعونه تعالى، وبالمحبّة التي تغمر قلوبكم، هي كبيرة ومُنفتحة نحو البشارة، ونحو استقبال إخوتنا وأخواتنا القادمين إليها، وتشهد أيضًا لإنجيل الخلاص مهما كانت قليلة العدد وضعيفة الموارد.

 

ونطلُبُ من الرّبّ يسوع أن يُبارك هذه الرّعيّة، وأن يقوّي من يخدمها، المونسنيور عماد حنّا الشّيخ والشّمامسة والسيّدات والشبّان والشابّات، وبخاصّة العائلات الغيّورة على كنيسة الله، بشفاعة أمّنا السّماويّة، أمّ المعونة الدّائمة وسيّدة النّخيل، كي تبقوا جميعكم على الدّوام تلك الكنيسة الحيّة بالإيمان، والتي تعيش المحبّة، وتشهد للرّبّ يسوع، آمين."

 
وقبل البركة الختاميّة، قدّم البطريرك يونان هديّةً تذكاريّةً إلى كلٍّ من راعي الأبرشيّة المطران يوسف حبش، وكاهن الرّعيّة المونسنيور عماد حنّا الشيخ، بمناسبة اليوبيل الفضّي لتأسيس الرّعيّة، عبارة عن لوحة تذكاريّة دُوِّنَت عليها الصّلاة الرّبّانيّة والسّلام الملائكيّ باللّغة السّريانيّة، عربون شكر وتقدير. 


ومن جهته، قدّم المونسنيور عماد حنّا الشّيخ إلى يونان وإلى الأساقفة الحاضرين هدايا تذكاريّة، ومن بينها عدد خاصّ بهذه المناسبة من مجلّة "المحبّة تفرح بالحقّ" التي تصدرها رعيّة أمّ المعونة الدّائمة، فقام يونان بتوقيع نسخة من هذا العدد تخليدًا لهذه المناسبة المُباركة. وكذلك قدّم أعضاء منظّمة فرسان كولومبوس في الرّعيّة هديّةً إلى يونان بهذه المناسبة.
وبعد أن منح يونان البركة، انتقل بموكب إلى باحة الكنيسة حيث استقبل المؤمنين المُحتشدين، فنالوا بركته الأبويّة وأخذوا معه الصّور التّذكاريّة، وسط جوّ من الفرح الرّوحيّ.