الفاتيكان
26 كانون الثاني 2024, 07:30

يونان أحيا تذكار آباء وبطاركة الكرسيّ السّريانيّ الأنطاكيّ الرّاقدين بالقرب من موزييك مار شربل في الفاتيكان

تيلي لوميار/ نورسات
طلب بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان شفاعة مار شربل خلال ترؤّسه أمس الخميس تذكار آباء وبطاركة الكرسيّ السّريانيّ الأنطاكيّ الرّاقدين، والقدّاس الإلهيّ في الكابيلّا التّابعة لكنيسة هنغاريا، بالقرب من موزاييك مار شربل الّتي رفعت قبل أسبوع بجانب أضرحة البابوات في بازيليك القدّيس بطرس- الفاتيكان، وقد شاركه المطرانان أفرام يوسف عبّا وفلابيانوس رامي قبلان، إضافة إلى المعتمد البطريركيّ للموارنة لدى الكرسيّ الرّسوليّ المطران يوحنّا رفيق الورشا، والمونسنيور حبيب مراد والأب مخلص ششّا من كهنة أبرشيّة بغداد والّذي يخدم حاليًّا في إحدى الرّعايا في أبرشيّة لاتينا اللّاتينيّة في إيطاليا، وبعض الرّاهبات الدّومينيكيّات للقدّيسة كاترينا السّيانيّة المقيمات في روما.

في عظته، شكر يونان الرّبّ على عنايته بكنيسته المقدّسة وعلى مؤازرته رعاتها في خدمتهم، وبخاصة الآباء البطاركة الرّاقدين الّذين تعاقبوا على خدمة الكرسيّ البطريركيّ السّريانيّ الأنطاكيّ، سائلاً الله

شفاعتهم لمواصلة خدمة الكنيسة السّريانيّة بأمانة وإخلاص.

كما رحّب بالورشا شاكرًا إيّاه "على حضوره المحبَّب وعلى مشاركته معنا في هذه الذبيحة الإلهيّة الّتي نقيمها كعائلة واحدة بالقرب من صورة (فسيفساء) القدّيس شربل الّتي تمَّ رفعها في جوار هذه الكابيلا وفي هذا المكان المقدّس، بجانب ضريح القدّيس البابا بولس السّادس وأضرحة البابوات هنا في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، ببركة قداسة البابا فرنسيس، لِمَا لهذا القدّيس العظيم شربل من مكانة مميّزة في قلب قداسته وفي الكنيسة الجامعة، إلى جانب المكانة الخاصّة الّتي يحتلّها في قلوب الرّعاة والمؤمنين في الكنيسة المارونيّة الشّقيقة وفي كنيسة لبنان والشّرق بصورة عامّة".

ونوّه إلى أنّنا "نحن في هذا الخميس الّذي يلي صوم نينوى، نتذكّر آباءنا الرّوحيّين البطاركة الّذين خدموا الكرسيّ البطريركيّ السّريانيّ الأنطاكيّ والكنيسة عامّةً. كما أنّ الكنيسة تحتفل اليوم في الخامس والعشرين من كانون الثّاني بعيد اهتداء مار بولس، أيّ بظهور الرّبّ يسوع لشاول- بولس الّذي كان في طريقه إلى دمشق، وبحدث إلهيّ يهديه، فيصبح من أهمّ الرّسل في الكنيسة الجديدة الّتي أسّسها الرّبّ يسوع، وهو يُعتبَر أحد هامتي الرّسل في الكنيسة، مار بطرس ومار بولس".

ولفت إلى "أنّنا إذ نستذكر هذا القدّيس العظيم، مار بولس، رسول الأمم، نُعجَب بحياته وأقواله وأعماله، كما برسائله الّتي تُتلى حتّى يومنا هذا في كلّ الكنائس، وليس فقط في الكنائس الكاثوليكيّة. ونحن نبتهل إلى الرّبّ يسوع كي يساعدنا حتّى نُحيي على الدّوام ذكرَ آبائنا الّذين خدموا في الكنيسة، والّذين وُهِبوا كثيرًا من الرّبّ، وطلب الرّبّ منهم أن يعملوا ويخدموا، لأنّهم سيطالَبون أيضًا بالكثير من قِبَلِه".

وشدّد على "أنّنا جميعًا، بطريركًا وأساقفةً وكهنةً ومكرَّسين ومكرَّسات، مدعوّون كي نكون الخدّام الصّالحين في كنيسة الرّبّ، على مثال بولس وشربل وآبائنا الرّوحيّين الّذين سبقونا، كي نذكّر جميع الّذين نخدمهم أنّ دعوتنا الرّوحيّة هي دعوة إلى السّماء، وليست دعوة تنتهي على هذه الأرض الفانية، فبيتنا الحقيقيّ هو السّماء".

وتضرّع "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا السّماويّة مريم العذراء، أمّ الكنيسة، كي يحمي كنائسنا وبلادنا، وبشكل خاصّ لبنان والعراق وسوريا، هذه البلدان الّتي تعاني الكثير هذه الأيّام، وسائر بلدان الشّرق الأوسط، ولاسيّما الأراضي المقدّسة حيث تستعرّ الحرب، وخاصّةً غزّة، والمناطق الحدوديّة في جنوب لبنان، وبشفاعة مار شربل، هذا الرّاهب القدّيس الّذي ينتشر اسمه ويفوح عطر قداسته في لبنان والشّرق والعالم بأسره، وهو المثال بحياته وفضائله ونسكه وزهده وصلاته وعبادته وتأمّلاته، كي يهبنا ربُّنا السّلام الحقيقيّ ووحدة القلوب والنّفوس".

وفي الختام، وجّه يونان "تحيّة المحبّة الخالصة إلى كنيسة هنغاريا الّتي نقيم هذه الذّبيحة الإلهيّة في الكابيلا العائدة إليها هنا في الفاتيكان، ونسأل الرّبّ أن يحفظ هذا البلد العزيز هنغاريا، حكومةً وشعبًا، والكنيسةَ والمؤمنين فيه، كما كلّ كنائسنا وشعوبنا أينما كانت، وجميعها آمنت وضحّت وأعطت الكثير من الشّهداء والمعترفين. نطلب من الرّبّ أن يمنح العالم الأمن والسّلام، ولاسيّما بلداننا في الشّرق، كي يبقى الجميع ثابتين وراسخين في أرض الآباء والأجداد مهما حصل من صعوبات وتحدّيات".