الفاتيكان
17 تشرين الأول 2024, 09:00

يوم الأغذية العالميّ: البابا فرنسيس يحثّ القادة على الاستماع إلى من هم في آخر السلسلة الغذائيّة

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة يوم الأغذية العالميّ، قال البابا فرنسيس إنْ على القادة الاقتصاديّين أن يستمعوا إلى مطالب أولئك الذين هم في آخر السلسلة الغذائيّة. وفي منشور على X، شجب الإنفاق العسكريّ ودعا إلى استثمارات لمكافحة الجوع، وفق ما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

إختار البابا فرنسيس نهجًا ذا شقّيْن لرسالته في يوم الأغذية العالميّ هذا العام، حيث شجب حقيقة أنّ أموالًا طائلة تُنفق على الأسلحة والتسلّح فيما يمكن استثمارها في مكافحة الجوع، ودعا بشكل منفصل قادة العالم إلى الاستماع إلى مطالب أولئك الذين هم في آخر السلسلة الغذائيّة.

"الحرب تُبرز أسوأ ما في البشريّة: الأنانيّة والعنف وخيانة الأمانة"، قال الأب الأقدس في منشور على X بمناسبة يوم الأغذية العالميّ في 16 تشرين الأوّل/أكتوبر. وأضاف: "دعونا نرفض المنطق الذي يحتضن الأسلحة، وبدلًا من ذلك نحوّل النفقات العسكريّة الضخمة إلى استثمارات لمكافحة الجوع ونقص الرعاية الصحّيّة والتعليم".

وكما يفعل عادة في هذا الحدث السنويّ، وجّه البابا أيضًا رسالة إلى منظّمة الأغذية والزراعة (الفاو) التي تتّخذ من روما مقرًّا لها، يناشد فيها القادة الاقتصاديّين، على المستوى الدوليّ "الاستماع إلى مطالب أولئك الموجودين في نهاية السلسلة الغذائية، مثل صغار المزارعين، وإلى المجموعات الاجتماعيّة الوسيطة، مثل الأُسر، الذين يشاركون بشكل مباشر في إطعام الناس".

وفي الرسالة، التي قرأها رئيس الأساقفة تشيكا أريلانو، المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ في منظّمات الأمم المتّحدة وهيئاتها للأغذية والزراعة، تطرّق البابا إلى الموضوع الذي تمّ اختياره لليوم العالميّ هذا العام - "الحقّ في الغذاء من أجل حياة أفضل ومستقبل أفضل" - وأشار إلى أنّ التضامن والعدالة وتحويل النظم الغذائيّة ضروريّ لضمان حصول كلّ شخص على طعام مغذٍّ وبأسعار معقولة.

وكتب: "هذه أولويّة، لأنّها تلبّي أحد الاحتياجات الأساسيّة للبشر: إطعام النفس وفقًا لمعايير نوعيّة وكميّة كافية".

وأضاف أنْ، على الرغم من ذلك، "غالبًا ما نرى هذا الحقّ يقوّض ويطبّق بشكل غير عادل، مع عواقب وخيمة".

وشدّد على أهمّيّة إشراك هذه الفئات في عمليّات صنع القرار، لا سيّما عند تصميم السياسات والبرامج الغذائيّة، مشيرًا إلى أنّ "الاحتياجات الحقيقيّة للعمّال والمزارعين والفقراء والجياع وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفيّة المعزولة يجب ألّا تغفل أبدًا".

مذكّرًا قادة العالم بأنّ العدالة والأخوّة يجب أن توجّها جهودهم، قال البابا فرنسيس إنّ هذه الدعوة إلى العمل ترتكز على تعليم إنجيل يسوع المسيح: "كلّ ما تريد أن يفعله الآخرون من أجلك، فافعله من أجلهم" (متّى 7، 12).

وأشاد البابا فرنسيس بمبادرة الفاو لتحويل النظُم الغذائيّة، وحثّ على التحوّل نحو الاستدامة والشموليّة والتنوّع في إنتاج الأغذية، ودعا إلى رؤية أوسع نطاقًا لا تأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصاديّة والبيئيّة فحسب، بل تقدّر أيضًا الأبعاد الاجتماعيّة والثقافيّة لتغذية الذات.

وشدّد على أهمّيّة ضمان أن توفّر النظم الغذائيّة "تعدّدًا وتنوّعًا في الأطعمة المغذّية وبأسعار معقولة ومستدامة" لتحقيق الأمن الغذائيّ العالميّ والنظم الغذائيّة الصحّيّة للجميع.

وأخيرًا، أعاد البابا تأكيد تفاني الكنيسة في القضاء على الجوع والفقر، وأعرب عن دعم الكرسي الرسوليّ لمنظّمة الأغذية والزراعة والمبادرات العالميّة الأخرى الرامية إلى ضمان الغذاء للجميع.

واختتم قائلا: "ستواصل الكنيسة المساهمة بعناد حتّى يتمكّن الجميع من الحصول على الغذاء الكافي كمًّا ونوعًا"، مستمطرًا بركة الله على من يعملون من أجل هذه القضيّة النبيلة.