يوحنّا العاشر زار كنيسة ومنزل بولس الرّسول في طرسوس قبل عودته إلى بيروت
بداية، زار كنيسة القدّيس بولس الّتي تعتبر واحدة من أهمّ مراكز الحجّ في مرسين، وتتميّز بلوحاتها الجداريّة ونمطها المعماريّ المتميّز، وتجاور الكنيسة حدائق الكنيسة بقايا وأمثلة من الأعمدة وشواهد القبور المسيحيّة.
في الكنيسة رفع يوحنّا العاشر الصّلاة ورتّل الجميع ترتيلة القيامة.
وكانت كلمة للبطريرك يوحنّا عبّر فيها عن فرحه لوجوده مع أبناء الكنيسة في رحلة الحجّ هذه، الّتي حملت محطّات وصلوات ورسائل تعزية كبيرة، مقدّمًا شرحًا مستفيضًا عن حياة القدّيس بولس، ومؤكّدًا أنّ هناك مهدين في المسيحيّة، الأوّل هو مهد جسديّ أورشليم حيث وضع السّيّد بالجسد من العذراء مريم، والثّاني هو مهد فكريّ يتمثّل بأنطاكية العظمى حيث انطلق الرّسل وبشّروا بالمسيحيّة، طالبًا من القدّيسين بطرس وبولس أن يحفظا كنيسة أنطاكية وشعبها بقوّة الرّبّ يسوع".
بعدئذ، رتّلت السّيّدات في الباحة الخارجيّة للكنيسة تراتيل من زمن القيامة.
ثمّ توجّه البطريرك يوحنّا إلى منزل القدّيس بولس الّذي يتوسّطه بئر القدّيس بولس الرّسول المقدّس، فتبارك من المياه المقدّسة ورتّل الجميع المسيح قام.
من هذا المكان المقدّس، اختتم البطريرك يوحنّا رحلة الحجّ بعد زيارة دامت ثمانية أيّام متتالية تفقّد خلالها أبناء الكنيسة في أنطاكية، لواء الإسكندرون، ومرسين، وأقام صلوات الأسبوع العظيم، وترأّس قدّاس الفصح من على ركام كاتدرائيّة القدّيسين بطرس وبولس في أنطاكية حيث تخلّله تكريس الأنديمنسي وتصيير الأب بولس أوردولوغلو أرشمندريتًا.
كما التقى العائلات والشّبيبة والآباء الكهنة ورؤساء جمعيّات الرّعايا الأنطاكيّة، مستمعًا إلى شجونهم وهمومهم واعدًا إيّاهم بإعادة بناء البشر والحجر.
هذا وقد كان في وداعه بمطار أضنة الدّوليّ الآباء الكهنة، ورؤساء الجمعيّات في الرّعايا الأنطاكيّة.
ومن هناك، شكر أبناء الكنيسة على استقبالهم الطّيّب والمؤثّر النّابع من محبّتهم لكنيستهم، منوّهًا بصمودهم وثباتهم داعيًا إيّاهم إلى عدم الخوف واعدًا بأنّ كنائسهم ستعود كما كانت، وكذلك البيوت المتضرّرة إثر الزّلزال.
كما شكر الحكومة التّركيّة ووزارتي الخارجيّة والدّاخليّة وكلّ من ساهم في إنجاح هذه الزّيارة الأبويّة الاستفقاديّة الّتي تعتبر بمثابة رحلة حجّ بامتياز.
وفي مطار بيروت الدّوليّ، عبّر يوحنّا العاشر من صالون الشّرف عن اعتزازه بأبناء كنيسته في تلك الدّيار المقدّسة أنطاكية العظمى منوهًا بصمودهم وثباتهم في إيمانهم رافعًا الصّوت قائلاً: "أنطاكية ستبقى شعلة نور ورجاء رغم الصّعوبات وستعود أفضل ممّا كانت عليه".
كما شكر الوفد المرافق والفريق الإعلاميّ الّذي رافقه في تغطية هذه الزّيارة التّاريخيّة.