دينيّة
13 آب 2024, 12:30

يوبيل 200 سنة على بناء كنيسة السيّدة - الشبانيّة

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب البروفسّور يوسف مونّس

 

 

إنّه عيد انتقال العذراء بالنفس  

والجسد إلى السماء.

الجسد الذي أعطى جسد يسوع  

ومصيره مصير جسد يسوع.

 

تعيّد الشبانيّة بحبّ وإيمان وفخر

يوبيل 200 سنة على بناء كنيستها المكرّسة لمريم  

وارتفاع الصورة الجميلة للسيّدة  

العذراء الفريدة المنمّشة الوجه.

 

عندما كنتُ طفلًا كان أهلي يأتون بي

إلى كنيسة السيّدة القريبة من منزلنا،

وكنت أمام الدرابزين أنظر إليها وأصلّي،

وانطبعت صورتها في مخيّلتي وقلبي،  

وتردّد اسمها على شفتي.

 

يوم تركت الشبانيّة بقيت صورتها

ترافقني وهي تحرسني وتحميني وتستجيب كلّ طلباتي لها.

لكن أبرز حادثة لي معها، جرت يوم كنت عميد كلّيّة الفنون

في جامعة الروح القدس في الكسليك.

 

جلبوا لي الصورة لكي نرمّمها، وعندما انتهينا من العمل

في معهد الفنّ المقدّس، أتى بعض شباب الشبانيّة لإعادة

الصورة إلى الضيعة.

نظرت إلى وجهها الجميل فرأيته مليئًا بالنّمش،  

وكنت طوال عمري أبحث عن هذا الوجه

في تاريخ الأيقونات والصور للسيّدة العذراء،  

وجه العذراء إمّا هو أبيض، أو مرمريّ أو أسود.

 

أمّا الوجه المنمّش فهو فريد في تاريخ الفنّ الإيقونوغرافيّ

وتتميّز به سيّدة الشبانيّة التي هي سيّدة العرش، لأنّها تحمل  

ابنها على أحشائها وكأنّ أحشاءها عرشٌ له.

وأقمت لصورة السيّدة زفّة عرس قبل أن تترك الكسليك

وتعود إلى الشبانيّة.

 

 

 

 

واليوم، بمناسبة عيد السيّدة في 15 آب تعيّد رعيّة السيّدة  

في الشبانيّة يوبيل 200 سنة على بناء كنيسة السيّدة  

في الضيعة بعد أن كان فيها كنائس ثلاث.

 

عيد مبارك للشبانيّة وأهلها وعيد مبارك لجميع

من يحمل اسم سيّدة أو مريم أو ماري أو مي

أو نجمة أو وردة أو جميلة أو نجوى

أو سواها من الألقاب.

 

وأتمنّى بهذه المناسبة المباركة أن يذكرني كهنة  

الشبانيّة وأهلها ورهبانها وراهباتها بصلواتهم  

أمام صورة السيّدة المنمّشة الوجه، سيّدة الشبانيّة.

 

تضرّعي لأجلنا يا سيّدة الشبانية، تشفّعي بمرضانا

واحفظي كبارنا وصغارنا، باركي أعمالنا وذهابنا

وإيابنا وأعيدي منتشرينا بالسلامة،

وليرحم ابنك يسوع أنفس موتانا.

 

 

 

وإنّني بهذه المناسبة أذكر خصوصًا القدّيسة رفقا

التي جلست في كنيسة السيّدة وأمام صورتها

وأتمنّى أن يُقام لها تمثال في ربوع الشبانيّة.

وأذكر بخاصّة صديقي الرئيس الراحل الياس سركيس

الذي صلّى أمام صورة سيّدة الشبانيّة،

وكان يطلب منّي دومًا أن أذكره بصلاتي أمامها.

 

في النهاية إنّها عقيدة انتقال السيّدة العذراء

بالنفس والجسد إلى السماء، هذا هو المعنى اللاهوتيّ للعيد.

هنا تتوحّد التيولوجيا والأنتربولوجيا، فالجسد الذي  

أعطى يسوع جسده، مصيره مصير جسد يسوع الصاعد

إلى السماء. يسوع صعد إلى السماء، أمّا العذراء فنُقلت .

هذه العقيدة مع عقيدة أمّ الله وعقيدة الحبل بلا دنس  

هي من أهم عقائد الكنيسة .

 

فيا سيّدة الإنتقال أنقلينا من المرض إلى الصحّة

وانقلي لبنان من هذه الضيقة والشدّة إلى السلام.

 

وإنّني بهذه المناسبة أذكر خاصة القدّيسة رفقا

التي جلست في كنيسة السيدة وأمام صورتها

وأتمنّى أن يُقام لها تمثالاً في ربوع الشبانية.

وأذكر خاصة صديقي الرئيس الياس سركيس

الذي صلّى أمام صورة سيدة الشبانية،

وكان يطلب منّي دوماً أن أذكره بصلاتي أمامها.

 

في النهاية أنّها عقيدة إنتقال السيّدة العذراء

بالنفس والجسد إلى السماء، هذا هو المعنى اللاهوتي للعيد.

هنا تتوحّد التيولوجيا والأنتربولوجيا ، فالجسد الذي  

أعطى يسوع جسده ، مصيره مصير جسد يسوع الصاعد

إلى السماء. يسوع يصعد للسماء ، أمّا العذراء فتنتقل .

هذه العقيدة مع عقيدة أمّ الله وعقيدة الحبل بلا دنس  

هي من أهم عقائد الكنيسة .

 

فيا سيّدة الإنتقال أنقلينا من المرض إلى الصحّة

وانقلي لبنان من هذه الضيقة والشدّة إلى السلام.