دينيّة
25 تشرين الثاني 2024, 10:00

يسوع هو اليوبيل الحقيقيّ

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب روجيه سركيس كاهن في أبرشيّة بيروت المارونية وخادم كنيسة مار شربل الفنار

 

فدُفِعَ إِلَيه سِفْرُ النبِيِّ أَشَعْيا، فَفَتَحَ السفْرَ فوَجدَ الـمَكانَ المكتوبَ فيه: "رُوحُ الربِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشّرَ الفُقَراء وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم وأُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين وأُعلِنَ سَنَةَ رِضًا عِندَ الربّ" ثُمّ طَوَى السفرَ فَأَعادَه إِلى الخادِمِ وجَلَسَ. (لو ٤: ١٧-٢٠)

١. بشارة أي كلمة فرح، وتحرير وخروج من الظلام، وفرج

٢. يوبيل يتوجّه إلى الذين لا يمتلكون القدرة والقوّة، ولكنّ قلوبهم مُنفتحة على الإيمان. هم الذين يتعلّق مصيرهم بالله وبإخوتهم.

المسيح هو اليوبيل الحقيقيّ، فهو قد "مَحا ما كَانَ علَينا مِن صَكٍّ وما فيه مِن أَحْكامٍ وأَزالَ هذا الحاجِز" (كو ٢: ١٤). وهذا اليوبيل لا يرتبط بتوقيت مُعيّن، بل بشخصٍ هو يسوع، وهو أيضًا برنامج كلّ مؤمن وكلّ الكنيسة.

الرجاء

• هو فضيلة إلهيّة، أي عطيّة. الرجاء يرتكز على الإيمان ويتغذّى بالمحبّة.

• الرجاء ينبع من الشدّة: "لا بل نَفتَخِرُ بِشَدائِدِنا نَفْسِها لِعِلمِنا أَنَّ الشدَّةَ تَلِدُ الثَّباتَ والثَّبات يَلِدُ فَضيلةَ الاِختِبار وفَضيلةَ الاِختِبارِ تَلِدُ الرجاء والرجاء لا يُخَيِّبُ صاحِبَه" (رو ٥: ٣-٥)

• الرجاء ليس تفاؤلًا ولا وهمًا بل هو "توجّه وحركة إلى الأمام، وفي الوقت عينه ثورة وتغيير للحاضر" (مولتمن)

• الكنيسة، في قلب تحدّيات كلّ عصر، يجب أن تكون شاهدةً للرجاء "كونوا دائمًا مستعدّين لأن تردّوا على من يطلب منكم دليلَ ما أنتم عليه من الرجاء" (١بط ٣: ١٥)

• الرجاء هو أن نعيش في قلب التاريخ وأن نواجه تحدّيات الوقت الحاضر، وأن نبقى ننتظر شيئًا من الله. فالتاريخ لا يحكمه الإنسان وحده، بل إنّ الله فاعلٌ في التاريخ.

• الرجاء يعني أن نعيش التطويبات، أي أن نُعيد الاعتبار إلى الضعفاء والمساكين والفقراء والإخوة الصغار. فهم البقيّة الباقية التي يُقيم منها الله شعبًا ويعطي من خلالها خلاصًا.

• الرجاء هو انفتاحٌ على زمنٍ أبعد من هذا الزمن وانفتاح على الحياة الأبديّة التي منها يأخذ المؤمن المعنى والقوّة لهذا الزمن.

الحجّ المقدّس

• هو مُقدّس لأنّ الإنسان مُقدّس واختباره مُقدّس، ولأنّها مسيرة لبلوغ معرفة الله القدّوس.

• نتخطّى الحدود التي نعيش فيها بدافع التوْق إلى شيء جديد ومُختلف.

• على مثال مسيرة ابراهيم، نعرف الوجهة من دون أن نعرف ما سنختبره في الطريق، من هنا ضرورة الانفتاح والجهوزيّة لاختبارات جديدة.

• على مثال مسيرة الشعب في الصحراء، المسيرة هي عبور إلى أرضٍ جديدة، فيها تغيير وعبور من العبوديّة إلى العبادة. وهي أيضًا مسيرة شعب وجماعة: ننظر إلى الرفاق، فهم رفاق الدرب وهم من يُساندوننا لحظة التعب.

• المسيرة بحدّ ذاتها تلخّص نضوج الإنسان. فالمسيرة هي اختبار روحيّ يتراكم مع الوقت.

• هي مسيرة صلاة، أي انفتاح على الله: فالخلوة هي مكان أصيل لسماع صوت الله

• مسيرة ترافقها كلمة الله