يدعونا إيماننا المسيحيّ إلى النظر إلى الأمام بأمل ورجاء ولو في الصعوبات": المطران إبراهيم
إحتفل المطران إبراهيم بالقدّاس الإلهيّ في مناسبة عيد القدّيسة بربارة الشهيدة وممّا قال في العظة: "نستذكر معكم سيرة شفيعتكم القدّيسة بربارة، التي كانت نموذجًا في الإيمان والشجاعة والثبات في وجه التجارب.
عاشت القدّيسة بربارة في عصر مليء بالاضطهاد والظلم. عندما اختارت الإيمان بالمسيح، لم يُثنِها بطشُ البرابرة ولا تهديداتُهم. دمّروها جسديًّا، لكنّ روحها بقيت صامدة وقويّة. أمام تهديد الموت، لم تهتزّ بربارة، بل واجهته بإيمان عظيم. أدركت أنّ حياتها الأرضيّة ليست سوى مرحلة عابرة، وأنّها ستنال الحياة الأبديّة مع المسيح. استشهدت على يد والدها نفسِه، الذي قُتل لاحقًا بضربة صاعقة من السماء...شجاعة بربارة هي دعوة لنا نحن المسيحيّين إلى أن نتمثّل بها، فنحن أيضًا نعيش في منطقة تعصف بها الصراعات والحروب. القدّيسة بربارة تعلّمنا أنّ الحياة في المسيح تعني التمسّك بالإيمان مهما اشتدّت التجارب".
وقال المطران: "نحن كمسيحيّين في لبنان وفي الشرق عمومًا، نشبه القدّيسة بربارة في معاناتها. نواجه تحدّيات جسيمة تهدّد وجودنا وهويّتنا. نشهد دمارًا وانقسامات في منطقتنا، كما واجه بربارة برابرةٌ أرادوا أن يطمسوا إيمانها. لكن، علينا أن نستمدّ القوّة من مثالها، فكما كانت بربارة نورًا مشعًّا في الظلام، نحن أيضًا مدعوّون إلى أن نعيش شهودًا حقيقيّين للمسيح هنا...عندما نرى لبنان ومدينتنا زحلة يعانيان من أزمات، قد نشعر بالإحباط. لكنّ إيماننا المسيحيّ يعلّمنا أنّ الربّ يسير معنا في وسط العواصف. علينا أن نبقى ثابتين في إيماننا، متّكلين على عناية الله التي لا تخذلنا أبدًا."
تابع المطران إبراهيم: "كما أنّ القدّيسة بربارة قدّمت حياتها ذبيحة حبّ للمسيح، نحن أيضًا مدعوّون إلى تقديم صلواتنا وأعمالنا من أجل سلام بلدنا وازدهاره. لنرفع قلوبنا في هذه الذبيحة الإلهيّة ونتضرّع إلى الله أن يصون لبنان، ويحمي أبرشيّتنا وبقاعنا، ويمنحنا القوّة لنكون علامة رجاء وسلام في هذا العالم.
على الرغم من الصعوبات والتحدّيات التي نعيش، يدعونا إيماننا المسيحيّ إلى النظر إلى الأمام بأمل ورجاء. كما أشرق نور المسيح في حياة القدّيسة بربارة في خضمّ العتمة التي أحاطت بها، هكذا سيشرق نور الله في حياتنا وفي وطننا".
وختم: "لنؤمن بأنّ الغد يحمل لنا وعدًا جديدًا، بأنّ الربّ لن يترك شعبه، وبأنّ لبنان، على الرغم ممّا يعاني، سيقوم من كبوته بقوّة أبنائه المخلصين وببركة الله. فلنحمل هذا الأمل في قلوبنا ولنزرعه في حياة أولادنا، لأنّ إيماننا بالمسيح هو ضمانة لغد أفضل، ولأنّ محبّتنا لأرضنا تجعلنا نعمل بلا كلل لتحصين إيماننا ونهضة كنيستنا وصحوة وطننا من كبوة الأسقام. نرفع صلواتنا معًا، واثقين أنّ مَن يحمل الإيمان في قلبه، لا يعرف اليأس. آمين".