العالم
17 نيسان 2023, 09:30

وكيل البطريرك يوحنّا في أنطاكية في لقاء حصريّ مع نورسات: إنّ حجم الدّمار والوجع الإنسانيّ كبير لكن شعلة أنطاكية لن تتوقّف

تيلي لوميار/ نورسات
"لم يكن فصح السّيّد المسيح في أنطاكية العام ٢٠٢٣ فصحًا عاديًّا، إنّما كان فصحًا تاريخيًّا أعاد تثبيت الحضور المسيحيّ في أنطاكية مع قدوم البطريرك يوحنّا العاشر، كما أظهر هذا اليوم الفصحيّ للعالم أجمع أنّ أنطاكية هي كنيسة حيّة نابضة بالإيمان والشّهادة والقدّيسين رغم الوجع والدّمار والخراب."

هذا ما أوضحه وكيل البطريرك يوحنا في أنطاكية الأرشمندريت بولس أوردولوغلو في حديث حصريّ لتيلي لوميار- نورسات والّذي أجاب خلاله على جملة تساؤلات تحمل الألم والأمل معًا، وهو الّذي رافق العائلات منذ وقوع الزّلزال، ورأى بأمّ العين المأساة، وسمع صراخ وأنين الأطفال تحت الرّكام.

الأرشمندريت بولس أوردولوغلو إبن أنطاكية العظمى أحبّ الكنيسة منذ نعومة أظفاره، فكان ذاك الإنسان المتواضع المحبّ الخدوم لكنيسته وللشّعب المؤمن.

يتحدّث عبر شاشة تيلي لوميار- نورسات والدّموع تملأ عينيه قائلاً: "عندما وقع الزّلزال كنت في البلمند مع صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا في المكتب البطريركيّ، ومنذ اللّحظة الأولى طلب منّي غبطته أن آتي فورًا إلى أنطاكية للوقوف إلى جانب أخوتنا وأخواتنا المتضرّرين ولنعاين بوضوح ماذا حصل".

تابع: "جئت إلى أنطاكية ورأيت ما رأيت، وسمعت ما سمعت، فقلت يا ربّ ساعدني وقوّيني كي أساعد أخواتي وأنقذهم من تحت الرّكام، ساعدني لننقذ أطفالنا ولنخفّف من صراخهم تحت الرّكام، أنا الإنسان الضّعيف، فوقفت لبضعة دقائق ولغة الصّمت بادية على وجهي نظرًا لما رأيته من دمار مخيف، أنطاكية، الشّعب والكنيسة كلّه دمار وخراب، فلم تبق إلّا الأشجار الّتي تنطق بلغة الحياة وإعادتها يومًا ما".

أضاف: "نعم، لقد أخذت على عاتقي كلّ المسؤوليّة، وبتوجيه من صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا وبالتّعاون مع كلّ الكنائس والطّوائف، استطعنا أن نؤمّن أماكن لأبناء  أنطاكية في مرسين لأنّ بيوتهم باتت حجارة صامدة، والبعض من أخوتنا في أنطاكية غادر إلى أماكن أخرى. وبالتّالي كان همّنا الأوّل والأساس إنقاذ أخوتنا وأطفالنا وعائلاتنا، كما أنّنا قد خسرنا العديد من أبنائنا وبناتنا نتيجة هذا الزّلزال القاسي".

وأوضح الأرشمندريت بولس: "إنّ زيارة البطريرك يوحنّا الاستفقاديّة إلى أنطاكية ولواء الإسكندرون ومرسين قد أثبتت شعلة النّور في أنطاكية وأعطت لأبناء الكنيسة في هذه المنطقة الأمل والرّجاء والولادة الجديدة رغم أنّ مشوار إعادة الإعمار ليس سهلاً بسبب حجم الدّمار".

وكشف الأرشمندريت بولس أنّ البطريركيّة ستعمل أوّلاً على عودة الأهالي إلى أنطاكية وكذلك إعادة إعمار الكنائس، كما أنّ البطريركيّة قدّمت كلّ ما بوسعها من مساعدات من أجل أبنائها.

وإختتم حديثه: "أشكر غبطته لأنّه منحني رتبة الأرشمندريتيّة وأنا الشّخص الضّعيف غير المستحقّ وأعاهده باسم كلّ أبناء مدينة الله أنطاكية العظمى، أنّ أنطاكية ستعود أجمل ممّا كانت عليه وسيقرع جرس كنيستها من جديد".