وقفة تضامنية مع القاع في زحلة: لاغلاق المعابر وتعزيز وجود الجيش
بداية، النشيد الوطني أدته جوقة مار الياس المخلصية، تلته دقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء القاع، ثم صلاة لراحة نفوس الشهداء ولشفاء المرضى تلاها الفرزلي.
ضاهر
وكانت كلمة للمحامي ميشال ضاهر ابن القاع قال فيها:" من صميم معاناة مزمنة ودامية، وتاريخ مليء بالمآسي والنكبات وحرمان مدقع وواقع مرير، القاع اليوم في ذهول. كيف ولماذا حدث ما حدث ؟ لماذا ما زلنا ندفع فواتير الدم والرعب والموت والدمار. هل لأن ابناء القاع هم اصحاب النخوة والبطولة والرجولة؟ هل لأنهم يشكلون بعنفوانهم سياج هذا الوطن والمدافعينالأوائل عن ارضه وشعبه ومؤسساته؟ نحن من ارباب وحدة لبنان وعيشه المشترك، ومؤمنون ان خلاصنا في وحدتنا، فمن مآسينا وأوجاعنا ايها السياسيون اتحدوا وتنازلوا عن الخلافات السياسية الضيقة، وارتقوا الى مصلحة لبنان العليا. رغم كل ما حدث سنبقى حيث نحن، مؤمنون بلبنان ووحدته، مدافعين عن ارضنا ومقدساتنا وفخورين اننا سياج هذا الوطن، وترتفع معنوياتنا وتشتد صلابتنا بهذا الدعم الصارخ من عروس البقاع ومنبع الأسود، زحلة رمز العنفوان والصمود لك منا الف تحية".
رحمة
وألقى النائب رحمة كلمة جاء فيها: "القاع هي الألف والياء، هي العين والزناد، هي خط الدفاع الأول عن الوطن ومتراسه المنيع في وجه مغول الألفية الثالثة اعداء الحضارة الذي لا دين لهم الا الذبح والتفجير والسبي. القاع هي الإرادة الجامعة التي تتكسر على اعتابها مكائد الأشرار الذين يسعون الى بناء دولتهم التكفيرية على اشلاء الأبرياء. انها بلدة الشهداء، قدمتم من دون حساب من اجل لبنان، في صفوف الجيش وسائر القوى الأمنية. ان شهداء القاع افتدوا لبنان بالأحمر القاني وابعدوا عن البقاع مجزرة كانت تستهدفه بشرا وحجرا، لكن الإنتصار لهم يكون بأن تعي الحكومة حجم الأخطار المحدقة بها والا تعترف بالحواجز الرادعة التي تحول دون ارسال الجيش الى جرودها والجرود المحيطة لإقتلاع الإرهابيين واستئصال شأفتهم. لن يهدأ لنا بال ولن نطمئن قبل ان تجد مسألة النازحين السوريين في مشاريع القاع حلا لها يقضي بضبط اقامتهم ومراقبة تحركاتهم والتثبت من سجلاتهم واعادة من يمكنه العودة الى بلداتهم".
وقال: "ان الإنتصار الفعلي لشهداء القاع يكون بقيام دولة تعامل بلدتهم، كما البقاع، وكأنها في القلب من لبنان وليس طرفا مهملا وبقعة مرمية على قارعة الجغرافيا الوطنية، دولة تقدم كل الحوافزالتي تربط الإنسان بأرضه فتتوقف عن سياسة التطنيش والتطفيش ودفع المواطنين قسرا الى كره المنابت والجذور التي ينتمون اليها. دولة تتمسك بمعادلة قوة لبنان التي انقذته بالأمس في الجنوب واليوم في البقاع الشمالي، معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي اثبتت الأحداث والوقائع على الأرض جدواها وضرورتها".
رحال
وكانت كلمة للمطران رحال قال فيها: "اوجه كلمة شكر لكل الذين تضامنوا مع اهل القاع من جميع فئات الشعب اللبناني، كلمة شكر من الصميم الى القوى الأمنية والجيش اللبناني لأنهم قاموا بالواجب على اكمل وجه وما زالوا حتى اليوم موجودين في القاع لحماية اهل القاع. البارحة طالبت بمشاريع القاع منطقة امنية كاملة، لكي ينظم العدد الكبير من النازحين الذين يسرحون ويمرحون. اتهموني بأني ضد النازحين، انا اؤكد اليوم انني لست ضد النازحين بل أن مع تنظيم دخولهم وخروجهم. التفجيرات استهدفت اهل القاع بهدف تهجيرهم لتصبح المنطقة لجميع الخارجين عن القانون. القاع كانت مستهدفة لكي يحدث الزلزال ويدخل الغرباء الى المنطقة بأكملها. واليوم اجدد الطلب واقول، القاع بلدة زراعية نريد ان تصلها المياه، مياها كاملة وغير منتقصة، نريد من الدولة فرز الأراضي، منذ 50 سنة ونحن ننتظر قضية الفرز".
أضاف: "مشاريع القاع أرض تخص اهل القاع وليست أرضا سائبة، نطالب باغلاق كل المعابر التي يتسلل منها المفجرون والإرهابيون، نطلب ان يعزز وجود الجيش في جرود القاع وجرود رأس بعلبك، لا نريد ان يبقى فوق رأسنا لا داعش ولا النصرة ولا اي انسان. على الدولة ان تحزم امرها وتعطي للجيش حرية ان يتصرف كما يريد، الجيش مكبل ومقيد لا يستطيع ان يتصرف، نطلب الحرية التامة للجيش لكي يقوم بواجبه. نحييه اليوم ونحيي شهداءه الذين قدموا حياتهم في سبيل ان تبقى منطقة بعلبك الهرمل، ولسنا اطرافا مهملة، لا تقبل بكلمة اطراف، نحن سياج الوطن اذا سقطت القاع سقط الوطن، لا نريد ان نهمل كما في السابق. على الدولة ان تحزم امرها وتنظر كيف يجب ان تتصرف".
أبو خاطر
بدوره، دان النائب ابو خاطر جريمة القاع وقال في كلمته : " ما حصل في القاع سقط علي كالصاعقة، احسست بأن مشاعري قد اهتزت من الصميم. هذه البلدة التي اعرفها جيدا قدرها ان تكون على حدود الوطن وان تبذل اغلى ما عندها في سبيل وحدة هذا الوطن وفي سبيل العيش المشترك. اهل القاع هم القدوة والمثال، وجدوا في طبيعة صحراوية غيروا معالمها بجهودهم الفردية فالدولة غائبة في معظم الأحيان. اهالي القاع لن يرهبهم داعش ولا النصرة، هم متمسكون بأرضهم ونحن بإسم اهالي زحلة ندعمهم ونضع اليد باليد ونقدم لهم كل مساعدة ممكنة. اطلب من الدولة اللبنانية ان تحزم امرها بالنسبة الى السياسة المتعلقة بالنزوح. صحيح ان هناك خلافات على ملفات اساسية لكن المطلوب ان نتفق على ملف النزوح الذي يشكل قنبلة موقوتة من القاع الى البقاع الى كل لبنان."
جريصاتي
وقال الوزير السابق سليم جربصاتي في كلمته: "نحن قوم لا نبكي ابطالنا اليوم، شهداء القاع، ولا نبكي الم جرحانا وحرقانا في المشافي، ولا نبكي من كثرة تكرار المآسي والمجازر في القاع الأبية، منذ منتصف السبعينات وهي صامدة على الثغور، ولا نبكي بالتأكيد ما حصل بالأمس من جراء العمل الإرهابي الغادر والجبان، نحن نبكي دولة تافهة بكل المعايير والمفاهيم، ذلك ان التفه أشد وطأة علينا من الإندثار والفشل. أي تفه هذا الذي تختفي فيه دولة، كنا يوما جزءا منها، بالإستنكار والتضامن مع شعبها الذي استهدفه هذا الإرهاب العلني. أي تفه هذا الذي يحذو بدولة الى اعتماد النأي بالنفس، اي أن تنأى بنفسها عن نفسها وعن شعبها وعن مآسي شعبها وعن اعمال الغدر بشعبها وعن الأخطار التي تتهدد شعبها. أي تفه هذا تكتفي فيه الدولة بالإغاثة وتنظر بالريبة الى الحمايات الذاتية في ظل غياب القرار المركزي الناجع بإجتثاث الإرهاب ودرء الأخطار. أي تفه هذا الذي تكتفي فيه الدولة بترك اراضي القاع وما يسمى بمشاريع القاع سائبة ومستباحة. أي تفه هذا تكتفي فيه دولة او بعض رجال دولة بتوجيه اتهام العنصرية الى من يستشرف الأخطار ويتصدى للأخطار. أي تفه هذا لدولة تتجاهل مراسيمها، والكل منكم يتذكر المرسوم 4074 الصادر عام 2010 بالطلب من الجهات المختصة اجراء مخطط توجيهي لأراضي القاع يؤدي الى الفرز، الى الحماية. 180 مليون متر مربع هي مساحة اراضي القاع اي ما يساوي عشر مرات مساحة بيروت، اراضي القاع مستباحة ومتروكة لقدرها".
وختم: "احبوا لبنان قالوا، لبنان اولا قالوا، ونحن نقول لهم ما قيمة العشق ان لم تشهد المقل. احزموا امركم، اذهبوا جميعكم الى الثغور دافعوا عن شعبكم واعطوا الغطاء لجيش لا يحتاج اصلا الى غطاء عندما يتهدد شعب. توافقوا وتصالحوا مع روافد قوتكم، لا سيما من يقاتل منها الإرهاب حيثما كان، في اي وكر كان، فهم حماتنا. قالوا احبوا لبنان ولبنان اولا، نقول لهم اتفقوا، توافقوا ولا تفرقوا، هذا هو سر قوتنا والتاريخ لن يرحم".
درويش
ختام الكلمات كان مع المطران عصام درويش الذي قال :" وقفتنا التضامنية مع القاع واهلها اتت بطريقة عفوية لتعبر عما يجول في داخلنا من مشاعر محبة وتضامن مع هذه المنطقة العزيزة واهلها، فالقاع هي زحلة وزحلة هي القاع. المطران رحال قال في كلمته بالأمس ان القاع هي صخرة، صحيح، لأن الصخرة عليها تتحطم كل امواج الإرهاب، كل تطرف والصخرة تبقى في مكانها واهل القاع باقون في مكانهم. ونحن نواكب وداع الشهداء كانت اعيننا تدمع، لكن في الوقت نفسه شاهدنا في عيون شباب القاع عنفوان وقوة وتصميم على انهم باقون في ارضهم، يدافعون عنها وعن وجودهم في لبنان".
أضاف:"منذ يومين احتفلنا بعيد القديسين بطرس وبولس الذين يطلق عليهما لقب عمودي الكنيسة واعتقد ان كل واحد من اهالي القاع وكل واحد منا هو ايضا عمود لهذا الوطن وهيكل الوطن لا يبنى الا على اعمدة ابنائه. اعتبر اليوم ان شهداء القاع انضموا الى شهداء المقاومة وهكذا اختلط الدم المسيحي بالدم المسلم للدفاع عن الوطن. انا باسمكم جميعا اليوم أحيي شهداء القاع وشهداء الجيش وشهداء المقاومة،وقد بادرنا في المطرانية الى فتح حساب مصرفي لمساعدة اهالي القاع، وهذا الحساب نضعه في عهدة المطران الياس رحال. شكرا لدعمكم وحضوركم".
وختم اللقاء بتحية للجيش اللبناني عبر تقديم جوقة مار الياس المخلصية اغنية "تسلم يا عسكر لبنان".