وفد الحجاج الى ايطاليا بمناسبة سنة الرحمة يختتم برنامجه
ومن الجدير بالذكر معرفة ما حدث في هذه المدينة، ان في 11 شباط 1858 ظهرت مريم العذراء لفتاة عمرها 14 عاماً، اسمها برناديت في قرية لورد التي تقع في جنوب فرنسا، وطلبت منها السيدة العذراء أن تراها على مدار خمسة عشر يوماً. ووصفت برناديت السيدة العذراء كما ظهرت لها: كانت ترتدي ثوباً أبيضاً وعلى رأسها طرحة بيضاء تكشف قليلاً من شعرها غطى كتفيها حتى قدميها وعلى وسطها زنار أزرق وفي يديها مسبحة بيضاء وقد زينت قدميها وردتان من اللون الأصفر. سألتها برناديت: من أنتِ أيتها السيدة؟ أجابتها العذراء: "أنا التي حُبل بها بلا دنس"، تأكيداً لعقيدة الحبل بلا دنس التي أعلنها قداسة البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات. ودامت هذه الظهورات من 11 شباط وحتى 16 تموز، وكان عددها 18 ظهوراً، حدثت خلالها الكثير من الاعاجيب ومنها اعجوبة النبع الذي نبعت مياهه من ارض الكهف ولا زالت تنبع الى يومنا هذا ويتبارك بها المؤمنون الحجاج.
رسالة العذراء
كان للعذراء رسالة تريد أن توصلها للمؤمنين وهي:
– التوبة والرجوع إلى الله.
– الصلاة والأمانة والتقشف من أجل عودة الخطأة.
اليوم التاسع (الثلاثاء 30 آب)
غادر الحجاج مدينة فينيسيا متوجهين الى مطارها، كي يسافروا الى مدينة لورد الفرنسية التي وصلوها مساء اليوم نفسه. وشارك الحجاج ليلاً في مسيرة صلاة الوردية المقدسة حاملين شموعهم ورافعين صلواتهم مع العذراء مريم الى الله متأملين في حياة يسوع من خلال اسرار الحزن. وبعدها زاروا مغارة لورد التي تحتوي على نبع المياه العجائبي وكذلك على تمثال للعذراء مريم في مكان ظهورها، وفيها أكملوا صلاتهم من اجل كل النوايا التي اوكلت إليهم ان يصلوا من اجلها وبالأخص من اجل السلام. ومن الجدير بالذكر ان جميع الحجاج القادمون الى لورد يشاركون بهذه المسيرة وتصلى الوردية بعدة لغات.
اليوم العاشر (الاربعاء 31 آب)
بدأ الحجاج يومهم بالاحتفال بالقداس الالهي الذي ترأسه سيادة المطران مار شليمون وردوني مع الاباء الكهنة والحجاج العراقيين في مغارة الظهورات، وبعدها زاروا كنائس مزار العذراء في لورد وتعرفوا على اقسامه وما يحتويه من رموز روحية تساعد المؤمن على التأمل والصلاة ومنها كنيسة اسرار الوردية المقدسة التي فيها لوحات كبيرة من الموزاييك تعبر عن كل اسرار الوردية، وكنيسة المحبول بها بلا دنس، وايضا الكنيسة الرئيسية للمزار، وكنيسة البابا بيوس العاشر التي تحوي على صلوات بجميع لغات العالم وكذلك على مجموعة كبيرة من صور القديسين وذخيرة البابا القديس يوحنا بولس الثاني وكنيسة القديسة برناديت وزاروا القربان المقدس. وبعدها صلى الحجاج صلاة درب الصليب في تل درب الصليب الذي يحتوي على تماثيل تجسد هذه المراحل، وساروا طريق الالام كي يصلوا الى القيامة مع يسوع. وبعد الظهر شارك بعض الحجاج في مسيرة القربان المقدس وليلاً شاركوا في مسيرة صلاة الوردية وكان لنا نصيب في المشاركة بصلاة السلام الملائكي باللغتين الارامية التي صلاها الاب جميل نيسان، واللغة العربية التي صلاها الاب عماد البنا، وختمت صلاة الوردية ببركة الثالوث الاقدس من قبل سيادة المطران مار شليمون وردوني وبعدها طلب من الحاضرين ان يتبادوا السلام ويصلوا من اجل السلام.
اليوم الحادي عشر (الخميس 1 ايلول)
ابتدأ الحجاج يومهم بالقداس الالهي في كنيسة المحبول بها بلا دنس وهي اول كنيسة شيدت في المزار بطلب من العذراء مريم، ونال الحجاج فيها على سر المصالحة والغفران من خلال اعترافهم الفردي. وبعد القداس سار الحجاج على خطى برناديت مع السيد عماد، حيث زاروا اماكن ولادتها وعماذها وتناولها وكذلك عل محل اقامتها مع عائلتها، وشاهدوا فلما مترجماً الى الغة العربية عن القديس الشهيد ماكسيميليان كولب (قديس العائلة) الذي ضحى بنفسه بدلا عن أب عائلة.
وقام بعض الحجاج بالاغتسال بمياه النبع العجائبي في الاماكن المخصصة لذلك، وختم الحجاج حجهم بالمشاركة في مسيرة صلاة الوردية مع المرضى وكل الحجاج القادمين الى لورد من مختلف انحاء العالم.
اليوم الثاني عشر (الجمعة 2 ايلول)
الرجوع الى ارض الوطن محملين بهبات الحج، وناشرين اياها لجميع من سيلتقون به.
حج مبارك وصلوات مستجابة ومقبولة للجميع، من شاركوا بالحج، ومن رفعت من اجلهم الصلوات وعلى نياتهم، وبالأخص كنيستنا وابنائها جميعاً، ووطننا وسكانه، والعالم كله ومن بحاجه الى صلاة.