أميركا
24 تشرين الأول 2024, 13:30

وفاة الأب غوستافو غوتيريش، بطل الفقراء، عن عمر يناهز 96 عامًا

تيلي لوميار/ نورسات
تحدّى الأب غوستافو غوتيريش، الذي توفّي عن عمر يناهز 96 عامًا، الكنيسة لإعادة النظر في دورها في عالم يتّسم بعدم المساواة الاجتماعيّة والالتزام بشكل كامل بالدفاع عن الضعفاء، وفق ما أخبرت "فاتيكان نيوز".

 

كان الأب غوستافو غوتيريش رائدًا في لاهوت التحرير، وهي حركة تدعو إلى العدالة الاجتماعيّة وتحرير الفقراء.

توفّي ليلة الثلاثاء 22 تشرين الأوّل/أكتوبر عن عمر يناهز 96 عامًا.

ظهرت الحركة المذكورة في ستّينيّات القرن العشرين كردّ فعل على عدم المساواة الاجتماعيّة الهائلة في أميركا اللاتينيّة. أكّد لاهوت التحرير أنّ الإيمان المسيحيّ يجب أن يعالج القضايا الاجتماعيّة كالفقر والإقصاء من أجل الحفاظ على مصداقيّته.

كان كتاب الأب غوتيريش عام 1971 "لاهوت التحرير" أساسًا لهذه الحركة وشكّل بعمق الفكر اللاهوتيّ في أميركا اللاتينيّة وخارجها.

ولد الأب غوتيريش في البيرو عام 1928، ودرس الطبّ في البداية قبل أن يتحوّل إلى الفلسفة وعلم النفس واللاهوت.

رسم كاهنًا في عام 1959 ودخل الرهبنة الدومينيكيّة في عام 1999.

على مدى عقود، درّس في الجامعة الكاثوليكيّة في ليما، مع التركيز على التحدّيات الاجتماعيّة التي تواجه الناس في وطنه وعبر أميركا اللاتينيّة.

في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان في عام 2015، شدّد الأب غوتيريش على أنّ رعاية الفقراء أمر أساسيّ للرسالة المسيحيّة.

وقال: "الفقر هو الموت، إنّه يدمر الناس والأسر. الكنيسة تفهم هذا اليوم أكثر من الماضي".

واحدة من أكثر القصص سحرًا عن الأب غوتيريش كانت صداقته مع اللاهوتيّ الألمانيّ الكاردينال غيرهارد مولر، الذي كان رئيسًا لدائرة عقيدة الإيمان – أي الدائرة عينها التي أعربت ذات مرّة عن قلقها بشأن جوانب لاهوت التحرير.

تحدّث الكاردينال مولر إلى "فاتيكان نيوز" عن وفاة صديقه، الذي وصفه بأنّه "أحد كبار اللاهوتيّين في عصرنا".

كان للاهوت التحرير تأثير بعيد المدى على الكنيسة الكاثوليكيّة وعلى المجتمع. وتحدّى الكنيسة أن تعيد النظر في دورها في عالم يتّسم بعدم المساواة الاجتماعيّة وأن تلتزم بشكل كامل بالدفاع عن الضعفاء.

في هذا وبطرق أخرى كثيرة، لا يزال إرث الأب غوستافو غوتيريش حيًّا.