مصر
03 حزيران 2017, 07:54

وزير السياحة المصرية يستقبل وفد مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا

في اطار الاهتمام الذي توليه وزارة السياحة في السياحة الدينية و الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة، استقبل السيد يحيى راشد وزير السياحة وفد مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا، برئاسة المطران روبرت رباط رئيس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك في سيدني ، وعضوية عدد من مطارنة وأساقفة الكنائس القبطية والمارونية والأرمينية في أستراليا ونيوزيلندا، وذلك في مقرّ وزارة السياحة في العباسية.

ورحّب الوزير بأعضاء الوفد، معرباً عن امتنانه لهذه الزيارة التي تهدف في الاساس إلى التضامن مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب، و قال الوزير :"ان البشر يحتاجون لبعضهم البعض و ان يتعايشوا معا" في سلام بغض النظر عن دينهم أو خلفياتهم الثقافية، و دعا الوفد الى زيارة مسار رحلة العائلة المقدسة ، مشيرا" الى ان مصر احتضنت العائلة المقدسة التي أتت الى مصر باحثة عن الأمان، كما انه في مصر المكان الوحيد الذي كلم الله فيه نبيه موسى، و طلب الوزير من الوفد ان يكونوا سفراء لمصر في بلادهم بل وفي العالم، و ان يقوموا بدعوة الشعب الأسترالي و النيوزيلاندي الى زيارة مصر، البلد التي احتضنت كافة الأديان ، و ان يؤكدوا لهم على أمان مصر الذي لمسوه بأنفسهم في زيارتهم.
و أوضح الوزير راشد ان مصر قادرة على تجاوز كافة الصعاب والتصدي للإرهاب ومحاولاته للنيل من وحدة شعبها، مشيرا الى ان الإرهاب الان اصبح ظاهرة عالمية، و يجب علينا جميعا ان نتحد ونتكاتف و نتضامن معاً لمواجهته، و ان نعيد السلام و المحبة و التعاطف بين البشر.
و قال الوزير :" إنّ زيارتهم تمثّل رسالة الى العالم بأن مصر تفتح ابوابها بكل محبة و دفء لاستقبال ضيوفها.

و في اطار الاحتفال بمرور ٧٥ عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية قدّم وزير السياحة الدعوة الى الوفد لمشاركة مصر في الاحتفالية التي تقيمها بهذه المناسبة في شهر تشرين الاول القادم، و طلب الوزير من الوفد ان ينقلوا دعوته ايضاً الى أسر الجنود الأستراليين الذين فقدتهم استراليا على ارض مصر في تلك الحرب و الذين دفنوا في مقابر العلمين، و قد رحب الوفد بهذه الدعوة و قالوا انهم سينقلوها الى الحكومة الأسترالية فور عودتهم الى بلادهم .

و ألقى المونسينيور باسيل صوصانيه وكيل الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية في سيدني كلمة في بداية اللقاء نيابة عن الوفد أكد فيها على تضامنهم مع مصر و شعبها ، و قال "ان مصر كانت و ستظل أم الدنيا، ونحن نقف معكم ضد الإرهاب، وليشهد العالم على التناغم الحضاري بيننا و هذا بين البلد المضياف"، و اثنى في كلمته على التعايش المميز بين مختلف الطوائف و الفئات في مصر، ووصفه بأنه تعايش يجب ان يحتذى به، و أضاف" نحن جئنا أيضا لنشجع السياحة في مصر، فمصر تمتلك من المقومات ما يجعلها في مقدمة دول العالم الجاذبة للسياحة، فمصر تتمتع بمناطق اثرية فريدة، دينية و تاريخية، كما ان ارض مصر احتضنت الرسل و الأنبياء، فوصل اليها ابراهيم ويوسف ، و فيها عاش موسى و كلم ربه و منها كانت رحلة خروجه، و هي التي لجأ اليها السيد المسيح و عائلته"، و قال" الكنيسة المصرية تحتفل يوم الاول من حزيران من كلّ عام بدخول المسيح الى مصر، و مصر قد حافظت على التقاليد المسيحية على مرّ العصور"، و أضاف ان الحضارة المصرية الضاربة في جذور التاريخ و التي تعود لآلاف السنين، تغرس في كل مصري الانتماء لبلده و تجعله متمسكاً بوطنيته و دينه، و ان استراليا التي أتوا منها بلد جديد المنشأ يحاول ان يزرع كل ما عنده من تاريخ في قلب كل مواطن هناك ليجعله اكثر وطنية و انتماء لبلده، كما أكد المونسينيور صوصانيان على الأمان الذي شعر به الوفد خلال زيارته الى مصر خاصة بين الناس عندما قاموا بزيارة خان الخليلي، حيث لمسوا دفء مشاعر المصريين و حسن استقبالهم.
و من ناحيته قال المطران جوليان بورتيوس رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في هوبارت تزمانيا، انه جاء الى مصر عندما كان كاهنا شابا منذ اكثر من ٢٥ عاما، و انها كانت تجربة رائعة وقتها، و انه حتى الآن يشعر بالسعادة كلما تذكر تلك الفترة التي قضاها في مصر.

كما تطرق اللقاء الى زيارة البابا فرنسيس الى مصر في شهر نيسان الماضي، و أهمية تلك الزيارة و رسالة السلام التي بعثتها للعالم من ارض السلام ، و تحدي هذه الزيارة لكل محاولات الإرهاب الغاشمة للنيل من وحدة الشعوب .

و أكد الوفد على ان مصر تعد مقصدا سياحيا هاما بالنسبة للشعب الأسترالي، فهناك مايقرب من ١٠٠ الف استرالي زاروا مصر في الفترة الاخيرة، و طالب الوفد من وزير السياحة استمرار التواصل مع الوزارة حتى يتسنى لهم الترويج للسياحة لمصر في بلدهم.
و في نهاية اللقاء اتفق الوفد مع وزير السياحة على ان يقوموا بإعداد فيلم وثائقي قصير عن زيارتهم لمصر لدعوة العالم لزيارتها، و زيارة مسار العائلة المقدسة، و زيارة الجبل الذي كلم الله منه موسى في سانت كاترين، ويؤكدون فيه ان مصر بلد آمن يفتح ذراعيه دائما لاستقبال ضيوفه.
كما قدم الوفد هدية تذكارية لوزير السياحة عبارة عن لوحة من خشب الأرز محفور عليها الآية الكريمة "تعالوا الى كلمة سواء"
و في سياق متصل تحدث وزير السياحة السيد يحيى راشد، الى تيلي لوميار نورسات و التي رافقت الوفد في اثناء اللقاء ، حيث قال راشد ان الانسانية تعتمد على مبادئ هامة أهمها المحبة و التسامح و التعايش بسلام من أجل عالم أفضل لأولادنا ، و هذه المبادئ دعت إليها كافة الأديان، كما دعت الى نبذ الخلافات، و أكد على ان مصر حريصة على استقبال شعوب العالم على ارضها و ان الدفء و المودة التي يستقبل من خلالها المصريون ضيوفهم هي ما تجعلهم يأتون لزيارتها مرات كثيرة، على الرغم من التهديدات الامنية والاعمال الارهابية، التي لن تنسف النسيج الوطني المصري الموّحد.