متفرّقات
21 حزيران 2021, 05:22

ورشة عن دور الجامعات في إدارة النهضة المواطنية

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظّم "مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية"، بالشراكة مع مؤسسة "هانز زايدل" الألمانية وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، ورشة تفكير ونقاش بعنوان "دور الجامعات في إدارة النهضة المواطنية"، في سن الفيل، في حضور عميد الكلية البروفسور احمد رباح، رئيس المركز الدكتور ادونيس عكره وممثل للجمعية، بمشاركة عدد من المفكرين والاساتذة الجامعيين والناشطين في مجال المواطنية.

استهلت بجلسة افتتاحية بإدارة الدكتور مصطفى الحلوة، مقدما عكره الذي تحدث عن "علوم الإنسان ودورها الريادي في إدارة النهضة المواطنية، وخصوصًا أن المواطنية تتجاوز كل الانقسامات من اجل الحفاظ على الوطن منيعا قويا متطورا على كل المجالات والاصعدة".

 

رباح

وكانت كلمة لرباح قال فيها: "دور الجامعات في إدارة النهضة المواطنية مهم جدا، ونحن بأشد الحاجة إليه في هذه الأزمنة الصعبة التي نمر بها، وقد تكون المواطنية بما تتضمنه من سيادة للقانون، الحل في مواجهة مشاكلنا على أكثر من صعيد، فهي المخرج. وفكر المواطنة ليس ببعيد من وطن نظامه ديموقراطي في الدستور والقوانين، لكن، شتان ما بين المكتوب والممارسات والتطبيق. والواقع اللبناني الحالي خير معبر عن غياب مقومات المواطنية في تركيبة وطن يفتقر إلى سيادة القانون، وعن دولة لا يقوم القيمون عليها بما ينبغي عليهم من أجل منح أفراد الشعب الفرصة ليحققوا مواطنيتهم، فالمواطنية تفترض التزام الديمقراطية والمشاركة السياسية الفاعلة، والتحرر من التعصب والتمييز، والايمان بالأخوة الانسانية، والاعتزاز بالوطن والانتماء له، واحترام كرامة الانسان، والمحافظة على الأمن الوطني، والوحدة الوطنية والتضامن، وتعزيز مبادىء حقوق الانسان".

أضاف: "مع أننا نسمع غالبا هذه العبارات في الخطابات اللبنانية المكررة عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، إلا أن مقومات التنفيذ تغيب، أو قد تغيب الرغبة في التنفيذ وتتقلص على عتبة حسابات وتحسبات حقيقية قد تكون أو وهمية. ويبقى السؤال الواعي السائل عن بناء وطن: كيف نفعل تطبيق أهداف المواطنة؟ نحن في حاجة إلى ورش عمل مماثلة تبحث في آليات تطبيق هذه الأهداف، وبحاجة الى تنشئة أجيال على قيم البناء التي تضمن استدامة المجتمعات الديموقراطية، وتسهم في ترسيخ النظم المنفتحة على التعددية وقبول الآخر، فعلا وممارسة، شباب يلتزم القوانين، يؤمن بالدولة مرجعا أولا وأخيرا. ونحن في حاجة إلى دولة ترعى مواطنيها صحيا وأمنيا وتربويا، وتؤمن فرص العمل والوظائف، وتعنى بالمبدعين والمتعثرين، دولة تكون حاضرة من أجل حل الأزمات، لا متأخرة حينا، غائبة أو مغيبة نفسها أحيانا أخرى".

وتابع: "المواطنية تفترض وجود دولة ومواطن، تفترض طرفين في معادلة، وإن تقاعس طرف عن أداء واجبه تلاشت فاعليتها. المواطنية تفترض استراتجيات وخططا، تنفذ جنبا الى جنب في كل قطاع من قطاعات الدولة. المواطنية لا تبنى في يوم، وإنما هي نتيجة تربية وجهود متتابعة لبناء الثقة. وأي ثقة يمكن أن تبنى في عقول أطفال يتربون على سماع أخبار الانكسارات، وعلى الاستماع إلى قصص الفشل المتسلسل في يوميات ذويهم، وقصص هجرة محبيهم، وأمل السفر الى الخارج من أجل عيش أفضل، وانتشار أخبار الفساد الموصل الى الغايات، وانقلاب القيم؟ أي مواطنية تنشأ على تربية تبدأ منذ الصغر على العنف؟ العنف بأشكاله المتنوعة الظاهرة والمقنعة".

وشدد على أن "البحث في المواطنية اليوم هو بحث في الذهنيات، يفترض عقلا يخطط ويتخلى عن المذهبية ويجعل بناء الوطن أولوية، ليرسخه مفهوما وسلوك حياة. البحث في المواطنية يفترض عقلا واعيا وقلبا صافيا، وسعيا دؤوبا لإزالة العوائق أمام تطبيق عناصرها، يربط محاوره بالواقعين السياسي والاجتماعي، ويعمل على أن تكون تصوراته قابلة للتحقق في المجتمع، تستفيد من المشترك بين الناس، وتظهره إلى العلن وتستثمره، وهذا ليس بالأمر السهل، فقد يكون له أكثر من وجه، ويصطدم بمحاذير عديدة، إلا أنه أمر ضروري للوصول إلى النتائج المرجوة".

 

غريب

وألقى ممثل المؤسسة في لبنان أنطوان غريب كلمة عن "أهمية النشاط على صعيد مناهج البحث والموضوعات، وتكمن دائما الاهمية في آلية التطبيق".

 

عبيد

وشددت منسقة الورشة الدكتورة نور عبيد في كلمة على "استمرارية الجهود من عقد ورش عمل متتالية من اجل نشر ثقافة المواطنة واحترام سيادة القانون والعمل المؤسساتي في كل قطاعات الدولة".

ورسمت معالم ورشة العمل في ست جلسات قدمها عدد من الباحثين خلصوا إلى أهداف وتوصيات أهمها تفعيل دور الجامعة بكل مكوناته في النهضة، المواطنية لما لها من أهمية ودور وتأثير على عنصر الشباب في قيادة التغيير، المعوقات التي تحول دون قيام الجامعة بإتمام دورها على مستوى المواطن، التثقيف وتفعيل دور الشباب ليقوم بدوره في المجتمع، لتحويل المعرفة المواطنية إلى سلوك قيادي ورائد في الفضاء العمومي".