والدا القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع... إلهام العائلات!
هما يلهمان اليوم الكثيرين حول العالم بخاصّة العائلات. هما لم يلبسا ثوب التّكرّس يومًا، بل كسائر المتزوّجين ارتديا حلّة العرس في العام 1858. أنجبا تسعة أولاد، مات منهم أربعة وخمسة دخلوا الحياة الرّهبانيّة. عايشوا الأزمات الاقتصاديّة والظّروف الحياتيّة ومع ذلك واظبا على القدّاس اليوميّ وصلاة التّبشير الملائكيّ وصلوات المساء والصّوم ودعوة الفقراء إلى العشاء في بيتهم وزيارة المسنّين. باختصار كانا قدّيسين في بيتهما ومثالًا لأولادهم.
وكم نحن بحاجة في زمننا الحاضر، في كنف عائلاتنا الّتي تحدق بها مشاكل اجتماعيّة جمّة، إلى وجود قدّيسين كلويس وزيلي مارتان يكونان خير مثال للعائلة المسيحيّة الّتي تربّت على حبّ الطّفل يسوع فعبّدت طريقها إلى القداسة!
كم نحن بحاجة إليهما قدوة للأزواج وللعائلات ليتعلّموا منهما الوحدة في العائلة والتّسلّح بالإرادة والنّعمة من أجل عيش حياة مسيحيّة سليمة!
كم نحن بحاجة إلى تلك الخميرة الرّوحيّة الّتي نضجت في قلب هذه العائلة وأنضجت الدّعوة الرّهبانيّة في قلب بناتها الخمس... خميرة تطهّر قلب العائلات من الآفات الّتي تصيبها وتزعزع سلامها!
كم نحن بحاجة أن نتمثّل بهما، هما اللّذان كانا بحسب تعبير تريزيا الطّفل يسوع أجدر بالسّماء من الأرض. هما اللّذان كانا ينموان روحيًّا من خلال المشاركة بالقدّاس يوميًّا وممارسة الأسرار المقدّسة بخاصّة سرّيّ الاعتراف والمناولة والتّأمّل بهما والسّجود للإفخارستيّا، إذ كانا بذلك يخطوان خطواتهما نحو القداسة أمام ناظري أطفالهما فينقلان لهم الإيمان بالفعل وليس فقط بالقول!
كم جميلة هي الحياة، هذه النّعمة الإلهيّة المقدّسة وكم جميل هو الزّواج الّذي يغذّيه حبّ العائلة!
واليوم، ياربّ، نطلب أن تعطينا قلبًا كقلب لويس وزيلي مارتان لنحبّك ونخدمك بأمانة لامتناهية. ساعدنا أن نتغلّب على كلّ المشاكل الّتي من الممكن أن تواجهنا؛ وأن نحارب آفات العصر الّتي تهدّدنا يوميًّا فنقوى عليها بإرادة وثقة لا محدودتين، آمين!