أوروبا
21 أيلول 2016, 09:29

هل يغلب سلاح الصلاة سلاح الحروب؟

"جئنا إلى أسيزي بحثاً عن السلام ، نحمل في داخلنا الأمل والرجاء ونضع أمام الله تطلعات وهموم الشعوب ونطلب إليه من خلال الصلاة عطية السلام حتى نعانقه ونبنيه كل يوم بمعونة الرب". هكذا استهل الأب الأقدس كلمته أمام ممثلي الأديان في مدينة أسيزي بمناسبة اختتام لقاء الأديان العالمي للصلاة من أجل السلام، الذي نظمته جماعة سانت إيجيديو في أسيزي للمرة الثلاثين بعد انطلاق هذا الحدث في العام 1986 بطلب من البابا يوحنا بولس الثاني

 

وأضاف الأب الأقدس أنه للحصول على أجوبة روحية ملموسة علينا تخطي الانغلاق والانفتاح على الله وعلى الآخر ومواجهة اللامبالاة المنتشرة في العالم المتعطش بشدة إلى السلام، لا سيما في البلدان المنسية غالباً،  التي تعاني من الحروب وما ينتج عنها من تشريد وتهجير وما يستتبع ذلك من مآس تترك أثرها العميق في العائلات والأطفال والمسنين الذين نرغب أن نعطيهم صوتنا ليطلقوا من خلاله استغاثاتهم التي تندد بعنف السلاح وتدمّر فرح الحياة،مشدداً أن  ليس لدى المجتمعين في أسيزي  أسلحة سوى الصلاة التي يؤمنون بقوتها ومؤكداً أن ليس هناك حرباً مقدّسة ،مكررا  رفضه لاستعمال اسم الله في النزاعات مختتماً بالتذكير بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال إن السلام هو مسؤولية شاملة وليست عمل المتخصصين فقط.

وفي ختام اللقاء وجّه المجتمعون نداء مشتركاً دعوا فيه  رؤساء الأمم الى العمل على إخماد النزاعات في العديد من بلدان العالم مشددين على أهمية الصلاة المشتركة التي تحمي العالم وتنيره ، مؤكدين على أن السلام هو اسم الله وأن الحرب باسم الدين تصبح حرب الدين وأن العنف والإرهاب يتعارضان مع الروح الدينية الحقيقية ، ولا يتسببان سوى بالألم للفقراء والأطفال والأجيال الشابة وجميع الأبرياء محذرين من جشع السلطة والمال، وطمع تجار الأسلحة والمصالح الخاصة وهي مسببات رئيسة في اندلاع الحروب، مشددين على العمل والالتزام الملموس لاستئصال الأسباب الخفيّة للنزاعات ومنها  الفقر والظلم وعدم المساواة واستغلال الحياة البشريّة واحتقارها.

وختم  المجتمعون نداء بالتأكيد على التزامهم في الحوار والصلاة من أجل صنع السلام مع جميع ذوي الإرادات الصالحة