دينيّة
23 كانون الأول 2019, 14:00

هل تحضّرتم روحيًّا لعيد الميلاد؟

ماريلين صليبي
"إنّ "التّحضير" في الكنيسة مبدأ مهمّ جدًّا، إذ كلّ محطّة أو عيد كبير في الكنيسة بحاجة إلى تحضير روحيّ يتمّ على مستويات عدّة"، بهذا تحدّث الشّمّاس إيلي خويري عن التّحضير لعيد الميلاد المجيد في حديث لموقعنا".

 

وأضاف خويري أنّ كثيرةٌ هي الطّرق الكنسيّة واللّيتورجيّة التي من خلالها نتحضّر كمؤمنين لعيد الميلاد المجيد:

أوّلًا، نتحضّر من خلال زمن الميلاد الذي يختلف عن كلّ الأزمنة إذ يأتي قبل العيد، ذروة الزّمن. هو زمن يبدأ في أوائل تشرين الثّاني نتأمّل فيه في سلسلة من ستّة آحاد نعيش فيها كلام المسيح.

ثانيًا، نتحضّر من خلال صوم الميلاد، صوم يدوم 20 يومًا، من البربارة إلى 24 كانون الأوّل/ ديسمبر. إلّا أنّ البطريرك الرّاعي جعل فترة الصّوم هذا أقصر، أي من 16 إلى 25 كانون الأوّل، لتشجيع المؤمنين على التّحضير روحيًّا لهذا العيد.

ثالثًا، نتحضّر من خلال تساعيّة العيد الممتدّة من 15 إلى 23 كانون الأوّل/ ديسمبر، تساعيّة تُتلا فيها صلوات المساء وزيّاحات الميلاد وتراتيل خاصّة.

وأكّد خويري أنّه إلى جانب الطّرق الجماعيّة طرقٌ فرديّة على الإنسان أن يقوم بها ليتقرّب من خشوع العيد، فالله يخاطبنا شخصيًّا.

فالتّحضير للعيد يأتي من خلال فعل محبّة، فعل توبة، عادة سيّئة نتخلّى عنها، أو من خلال مبدأ المصالحة، الاهتمام بالعائلة، صحوة الضّمير في الحياة والعمل، وغيرها من الأمور التي تقرّبنا من الله.

وإختتم خويري قائلًا إنّ الاستعداد للعيد هدفه استقبال المسيح في قلوبنا، إلّا أنّنا نبقى، مهما فعلنا، غير مستحقّين وغير أهل لهذا الاستقبال.

لذلك ترافقنا عبارة قائد المئة لمّا طلب منه يسوع أن يذهب إلى بيته: "لست مستحقًّا أن تدخل تحت سقف بيتي، لكن كلمة واحدة تحيى بها نفسي".

باختصار، إنّ أعمالنا البشريّة مرتبطة بالأرض، لكنّ الأساس في العيد يبقى مبادرة السّماء، فحضور المسيح في حياتنا وحده يحضّرنا لليلة 24 كانون الأوّل/ ديسمبر المقدّسة.