مصر
28 كانون الثاني 2020, 08:50

هكذا افتتحت كنائس مصر أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين!

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح أمس مجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشّرق الأوسط أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، في كنيسة العائلة المقدّسة للأقباط الكاثوليك- الزّيتون، برعاية بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق، وبحضور النّائب البطريركيّ للأبرشيّة البطريركيّة الأنبا باخوم، ولفيف من الآباء الكهنة والرّهبان والرّاهبات ومؤمنين من الطّوائف المسيحيّة المختلفة.

بعد التّرحيب من راعي الكنيسة الأب أغسطينوس موريس، كانت ترانيم روحيّة أدّتها جوقة الكنيسة، وقراءات كتابيّة وألحان كنسيّة، لتُختتم بصلاة مشتركة من أجل الوحدة.

هذا وتخلّلت اللّقاء كلمات عديدة تلاها ممثّلون عن مخلتف الكنائس في مصر، وأبرزها كلمة الأنبا باخوم الّذي ألقاها بإسم البطريرك إسحق، فقال نقلاً عن "المتحدّث الرّسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة بمصر": 

"بإسم غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، أرحّب بمسؤولي الكنائس وأعضاء مجلس كنائس الشّرق الأوسط ومجلس كنائس مصر، وكلّ الحاضرين، وأشكر من أعماق القلب منظّمي هذا الاحتفال الآباء الرّعاة لكنيسة العائلة المقدّسة القمص أغسطينوس والأب ماجد وكلّ مجلس وأنشطة وأبناء الرّعيّة.

نجتمع اليوم لنصلّي من أجل وحدة الكنائس، وكم أتمنّى أن نشارك جميعًا في هذه الصّلاة، ليس فقط الحاضرين هنا أو رؤساء الكنائس ولكن الجميع، كلّ كنيسة بمسؤوليها أجمع، بشعبها أجمع، فلتكن رغبة الوحدة هي رغبة الكلّ، ورجاء الجميع وليس فقط نخبة. هذا ما أصلّي له اليوم، أن يوحّد الرّبّ رغبتنا وإرادتنا لهذه المسيرة، يوحّد أبناء الطّوائف أجمع: شعبًا وكهنة ورهبانًا وراهبات وقسس ومطارنة وأساقفة وخدّام، الكلّ يرغب، الكلّ يصلّي.

أحبّائي، الوحدة تنبع من المحبّة، والمحبّة مسؤوليّة. فلا حبّ بدون مسؤوليّة، فهي تجسّد هذا الحبّ بطريقة عمليّة في حياتنا اليوميّة. المحبّة ليست فقط شعورًا أو كلمات بل مواقف وقرارات وتحمل نتائجها، وأيضًا الدّفاع عنها: كما أحبّنا الله فدافع عنّا وبذل ابنه من أجلنا. تلك المسؤوليّة هي تجاه الذّات والآخر والله.

-المسؤوليّة تجاه الذّات تتجسّد في الحفاظ على الإيمان والعقيدة الخاصّة والطّقس والتّراث، والتّعمّق فيه بدون تطرّف من ناحية وبدون خطر وتجربة النّسبيّة من النّاحية الأخرى. النّسبيّة لا تؤمن بحقيقة ثابتة، فكلّ شيء متغيّر حسب الوقت والظّروف. أحبّائي هذا خطر ضدّ المسؤوليّة تجاه الذّات وبالتّالي ضدّ الوحدة. إيماننا ثابت وعقيدتنا ثابتة فليعلن كلّ منّا بنيان الإيمان من دون خوف.

- المسؤوليّة تجاه الآخر، وتظهر في معرفة الآخر معرفة حقيقيّة، نبحث فيها عمّا هو حقّ يجمعنا ويصبح نقطة انطلاق لمسيرتنا، من دون أحكام مسبقة، من دون رغبة في تغيير الآخر، وجعله صورة أو جزء منّا.
المسؤوليّة تجاه الآخر تتجسّد في احترام عقيدته وإيمانه واحتفالاته وطقوسه، بل وأقول أكثر: الدّفاع عنها، وحمايتها ضدّ كلّ من يسيء إليها بتعليق أو رأي أو إدانة. الدّفاع عنها، فالصّمت أو التّجاهل أو اللّامبالاة هو مشاركة في هذا العمل الّذي يقسّم ولا يوحّد. فلندافع عن بعضنا البعض، فلنحمِ بعضنا البعض، هذه مسؤوليّتنا لأنّنا نصلّي من أجل الوحدة.
المسؤوليّة تجاه الآخر تنمو بالتّعاون والتّقارب واللّقاء والعمل سويًّا على أرض الواقع. وألخّص: فلندافع عن بنيان إيماننا من دون هدم بنيان إيمان الآخر، بل نحميه، وندافع عنه.

- المسؤوليّة تجاه الله، ولذا نصلّي اليوم، فهذه مسؤوليّتنا تجاه الله أن نصلّي إليه ونقول: أيّها الرّبّ الثّالوث الواحد، المتنوّع في الأقانيم وواحدًا في الجوهر، تعالى ووحّدنا، مهّد الطّريق، أمحُ العثرات منه، خفّض التّلال الّتي تعوّقنا كي نصل إليك وللآخر، إمسح بغفرانك ما خلقته سنوات الانقسام، وأرسل روحك القدّوس، روح الحكمة والمشورة، روح الشّركة والمحبّة الّتي تتحمّل مسؤوليّاتها. أدعنا فنأتي إليك بقلب واحد وفكر واحد ونفس واحدة.

ختامًا، إخوتي وأخواتي، لنعلن اليوم هذه الكلمات: لنكن واحدًا مهما كلّفنا. فلننشرها على صفحاتنا، ونكتبها على أوراقنا ودفاترنا، لنعلنها لأبنائنا ونبشّر بها لمن حولنا. فلتكن هذه كلمات سلامنا، وتحيّتنا لبعضنا البعض من اليوم. لنكن واحدًا مهما كلّفنا.شكرًا وصلّوا لأجلي."

هذا وتستمرّ احتفالات أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين في مصر لغاية السّابع من شباط/ فبراير المقبل، تحت عنوان "فقدّم أهلها لنا إحسانًا غير المعتاد" (أعمال 28/ 2).