دينيّة
20 كانون الثاني 2022, 15:00

هذا ما نحتاجه اليوم من أجل الوحدة!

ريتا كرم
تحت عنوان "رأينا نجمه في الشّرق، فجئنا لنسجد له" (متّى 2: 2)، انطلق أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين في موعده الثّابت من 18 حتّى 25 ك2/ يناير، وسط محبّة ثابتة وإرادة متجذّرة من أجل الوحدة المنشودة.

إذًا كلّه ثابت، وما ينقص هو الوحدة الفعليّة بين مختلف الطّوائف المسيحيّة، تحقيقًا لإرادة المسيح في أن تكون الكنيسة "واحدة"، وأن يكون بالتّالي أبناؤها "واحدًا".

 

اليوم، وفيما العالم كلّه يتخبّط في الأزمات، وفيما الانقسامات والخلافات بخاصّة السّياسيّة إلى تزايد مولّدة شرخًا أكبر بين فئات لمجتمع في عدد كبير من الأوطان. لا بدّ من أن تضرب الكنيسة بيد من حديد وتكون هذا الصّوت الصّارخ في برّيّة العالم، موحّدة أبناءها من مخلتف الطّوائف، فتقودهم إلى محبّة الآخر بخاصّة المختلف، وإلى تقبّله كعطيّة من الله، والنّظر بتقدير إلى غناه لاسيّما غناه الكنسيّ، وإلى تقليده وإرثه وتراثه، وأكثر إلى التّغنّي بهذه المزايا.

نعم نحن بحاجة اليوم كأبناء لله إلى هذه المحبّة الّتي تدخلنا مع الآخر في حوار صادق لحلّ المسائل العالقة وإرساء الوحدة الحقيقيّة.

نحن بحاجة اليوم إلى النّظر إلى ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا، وأكثر إلى ما يوحّدنا.

نحن بحاجة اليوم إلى تذكّر شهادة الإيمان الّتي وحّدت المسيحيّين جيلاً بعد جيل، نتيجة الدّماء الّتي بُذلت إبّان الاضطهاد، هذه الدّماء الّتي لا تزال تروي المسكونة اليوم.

نحن بحاجة إلى وقفة شجاعة ضدّ ما يبعدنا عن الحقيقة.

نحن بحاجة إلى أخوّة حقيقيّة تعكس صورة الآب.

نحن بحاجة إلى غضّ النّظر عن التّفاصيل والتّركيز على الجوهر والأساس.

نحن بحاجة إلى الخروج من الظّلمة وإضاءة نجمة الرّجاء في حياتنا.

نحن بحاجة إلى الاتّحاد لإحلال ملكوت المحبّة والعدالة والسّلام.

نحن بحاجة إلى أن تشهد الكنائس للقيم الّتي تبني الإنسان والوطن بروح المحبّة الإنجيليّة والحوار والشّهادة معًا في كلّ مجال يدعو إليه الرّوح القدس.

بإختصار، نحن بحاجة اليوم إلى أفعال على الأرض.

نصلّي اليوم في هذا الأسبوع، وفي اليوم الثّالث منه، لكي ينزع الرّبّ يسوع منّا كلّ خوف واضطراب، ويجعل نوره يسطع في ما بيننا، ويضرم قلوبنا بحبّه ودفئه وأمانه، آمين!