الفاتيكان
23 كانون الأول 2022, 12:15

هذا ما تمنّاه البابا فرنسيس لموظّفي دولة حاضرة الفاتيكان!

تيلي لوميار/ نورسات
الهدوء والطّمأنينة والشّهادة للسّلام وصناعته، هي الأمنيات الّتي تمنّاها البابا فرنسيس لموظّفين دولة حاضرة الفاتيكان خلال لقائهم الخميس لتبادل التّهاني.

وللمناسبة، كانت للبابا كلمة قال لهم فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "علينا أوّلاً أن نشكر الرّبّ لأنّنا بمساعدته تغلّبنا على مرحلة الوباء الحرجة. لن ننسى ذلك أبدًا! عندما كنّا في الحجر كنّا نقول: من يدري كيف سيكون الأمر عندما سنصبح مجدّدًا أحرارًا في التّحرّك، واللّقاء ببعضنا البعض، وما إلى ذلك. ثمّ، ما إن تغيّرت الأمور، فقدنا ذاكرتنا وسرنا قدمًا كما لو لم يحدث شيء. وربّما لم نشكر الرّبّ حتّى! هذا الأمر ليس مسيحيًّا ولا حتّى إنسانيًّا. لا، نحن نريد أن نشكر لأنّنا تمكّنّا من أن نعود إلى العمل، وحاولنا أن نتغلّب على بعض المشاكل الرّئيسيّة الّتي نشأت خلال الفترة الأكثر صعوبة.

لا يجب أن ننسى أيضًا لأنّ الفترة الطّويلة للوباء قد تركت بصماتها. وليس فقط عواقب مادّيّة واقتصاديّة؛ بل تركت أيضًا علامات في حياة الأشخاص، وفي العلاقات، وفي هدوء العائلات. لهذا السّبب أتمنّى لكم اليوم الهدوء والطّمأنينة أوّلاً: الهدوء والطّمأنينة لكلّ واحد منكم ولعائلاتكم. إنَّ الهدوء لا يعني أنّ كلّ شيء على ما يرام، وأنّه ليس هناك مشاكل أو صعوبات. لا ليس الأمر هكذا. توضح لنا عائلة يسوع ويوسف ومريم المقدّسة هذا الأمر. يمكننا أن نتخيّل، عندما وصلوا إلى بيت لحم، بدأت العذراء تشعر بالآلام، ولم يكن يعرف يوسف إلى أين يذهب، فقرع الكثير من الأبواب، ولكن لم يكن هناك مكان... ومع ذلك في قلب مريم ويوسف كان هناك هدوء يأتي من الله ومن الإدراك بأنّهما في مشيئته، ويبحثان عنها معًا، في الصّلاة والمحبّة المتبادلة. هذا ما أتمنّاه لكم: أن يؤمن كلّ واحد منكم بالله وأن يكون هناك في العائلات بساطة الاتّكال على مساعدته ورفع الصّلاة إليه وشكره.

أريد أن أتمنّى الهدوء والطّمأنينة لاسيّما لأبنائكم، لأنّهم تأثّروا بشكل كبير بالإغلاق، وتراكم لديهم الكثير من التّوتّر. إنّه أمر طبيعيّ، إنّه أمر لا مفرّ منه. لكن لا يجب أن نتجاهل ذلك، بل علينا أن نفكّر ونحاول أن نفهم، لأنّ الخروج بشكل أفضل من الأزمة لا يحدث بالسّحر، وإنّما علينا أن نعمل على ذواتنا بهدوء وصبر. يمكن للأطفال أن يفعلوا ذلك أيضًا، طبعًا بمساعدة والديهم وأحيانًا بمساعدة أشخاص آخرين، ولكن من المهمّ أن يدركوا هم أيضًا أنّ الأزمات هي مراحل نموّ وتتطلّب منّا أن نعمل على أنفسنا.

هذه هي أوّل أمنية أتمنّاها لكم ولي: الهدوء والطّمأنينة. والأمنية الثّانية هي أن نكون شهودًا وصانعي سلام. في هذه المرحلة من تاريخ العالم، نحن مدعوّون لأن نشعر بقوّة أكبر بمسؤوليّة كلّ فرد بأن يقوم بدوره في بناء السّلام. وهذا الأمر له معنى خاصّ بالنّسبة لنا نحن الّذين نعيش ونعمل في مدينة الفاتيكان. ليس لأنّ هذه الدّولة الصّغيرة، الأصغر في العالم، لها ثقل مميّز وخاصّ، لا ليس لهذا السّبب؛ وإنّما لأنّ لدينا الرّبّ يسوع المسيح كرأس ومعلّم، يدعونا لكي نوحِّد التزامنا اليوميّ المتواضع بعمله في المصالحة والسّلام. بدءًا من البيئة الّتي نعيش فيها، من العلاقات مع زملائنا، وكيفيّة تعاملنا مع سوء الفهم والصّراعات الّتي يمكن أن تنشأ في العمل؛ أو في البيت أو في البيئة العائليّة؛ أو حتّى مع الأصدقاء أو في الرّعيّة. هناك يمكننا أن نكون بشكل ملموس شهودًا وصانعي سلام.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أتقدّم بأطيب التّمنّيات منكم ومن أحبّائكم. أنقلوا سلامي لأطفالكم ومسنّيكم في البيت: إنّهم كنز العائلة وكنز المجتمع. وأشكركم: أشكركم على كلّ ما تقومون به هنا، على عملكم وكذلك على صبركم، في بعض الأحيان، لأنّني أعرف أنّ هناك مواقف عليكم أن تتحلّوا فيها بالصّبر: أشكركم على ذلك. علينا جميعًا أن نمضي قدمًا بصبر وفرح ونشكر الرّبّ الّذي يعطينا نعمة العمل هذه، ولكن علينا أن نحافظ على العمل وأن نقوم بذلك بكرامة. شكرًا لكم على ذلك، شكرًا لكم على تقومون به هنا. أبارككم من كلِّ قلبي وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي. وميلادًا مجيدًا لكم جميعًا!".