دينيّة
29 تشرين الثاني 2019, 14:00

هذان هما ساتورينس وسيسينيوس...

ماريلين صليبي
عندما يكون العون بابًا للقداسة، تكون ذكرى القدّيسين ساتورينس وسيسينيوس...

 

الصّديقان الصّدّيقان يترجمان معنى التّعاون والتّضامن الحقيقيّ من جهة ومعنى الإيمان برجاء وصبر من جهة أخرى.

فعندما كان ساتورينس المزدان بالفضائل المسيحيّة يتحمّل أوامر الملك المضطهدة المسيحيّين، أي يطيع أمر الأشغال الشّاقّة أمام مراقبين لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة، امتدّت إلى جانبه يد العون من سيسينيوس.

الأخير انضمّ إلى قافلة الرّجاء الصّابر الرّاسخ في الإيمان الذي كان ساتورينس يقابل به السّخرة. ساتورينس كان حينها متعزِّيًا بأن يحمل صليب التّعب والآلام وراء المسيح الفادي، إلى أن جاءه سيسينيوس الذي لا يقلّ إيمانًا عنه. 

ولهذا العون المقدّس الذي ظهر جليًّا بين هذين الشّابّين المسيحيّين، كان السّجن مع مسيحيّين جزاء الملك لهما.

هناك، خلف القضبان والظّلم، جعل القدّيسين متنفّسًا للحرّيّة، إذ أخذ ساتورينس وسيسينيوس يناديان باسم يسوع المسيح، ليرتدَّ بفضلهما عددٌ وافر من الوثنيّين.

هي آية إلهيّة دفعت بالملك إلى إجبارهما نكران المسيح فصرخا معًا بعون مقدّس قائلَين: "لا يجوز السّجود إلّا ليسوع المسيح ابن الله الحيّ. ليسحق الرّبّ صنم الوثنيّين."

كلمات نابعة من قلب يذوب بجمال الإيمان صدرت لتُسقط الصّنم متكسّرًا ولتكون عبرة لجنديّين آمنا بالمسيح عندها.

وكمصير مسيحيّين كثر رفضا التّخلّي عن المسيح، كانت الشّهادة مصير الجنديّين عبر آلة عذاب ساحقة وجلد مبرح، أمّا ساتورينس وسيسينيوس، فتجلّت شهادتهما بحرق خواصرهما وبقطع رأسيهما.

نعم، هذا هو الإيمان، هذا هو الصّبر، هذا هو العون، هذا هو الفداء، وهذان هما ساتورينس وسيسينيوس...