هجوم على بيت مرسلات المحبّة في هايتي
حتّى ذلك الحين، كان المكان واحدًا من الأماكن الأخيرة المحترَمة في بلد غارق في العنف. ولكنّ الأمر لم يبقَ على حاله، لأنّ عصابة نهبت دير مرسلات المحبّة ومستشفاهنّ في بورت أو برنس قبل إشعال الحريق فيهما.
لم تصب أيٌّ من الأخوات بأذى.
كانت الشرطة طلبت، في نهاية أيلول/سبتمبر من الراهبات مغادرة الحي وإغلاق منزلهنّ، لصيرورة القتال مع العصابات خطرًا على حياتهنّ.
هي المرّة الأولى التي تتعرّض فيها مرسلات المحبّة لهجوم مباشر في هايتي. حتّى الآن، حتّى العصابات احترمت رسالتهنّ، وهي رسالةٌ ضروريّة للسكّان. «باربيكيو»، زعيم العصابة التي وراء هذا الهجوم، خطير بشكل خاصّ، يقول مصدرٌ عنه «لقد فقد العقلانيّة كلّها، الاحترام كلّه للأخوات وللشعب، لأنّه يعرف جيّدًا أنّ أفقر الناس هم الذين يستفيدون من خدمة الأخوات ومَن استفادوا منها طوال هذه السنوات».
في خلال الصيف، تدهور الوضع الأمنيّ في حي باس دلماس في بورت أو برنس، وأحرقت العديد من المنازل واضطر معظم المدنيّين إلى الفرار. وقال أحدهم إنّ المرسلات يقمن حاليًّا في البيت الآخر لراهبات الأم تيريزا في هايتي. لم يحدث من قبل أن اضطرّت الراهبات إلى مغادرة بيتهنّ، الذي أصبح قلب المنطقة.
افتتحت الأم تيريزا نفسها بيت مرسلات المحبة هذا في عام 1979، بعد أن رأت المرضى الذين تُركوا للموت في فناء المستشفى العامّ في بورت أو برنس. ومنذ ذلك الحين، مرّ الآلاف من الهايتيّين عند راهبات المحبّة، لتلقّي المعونة الغذائيّة أو الرعاية أو الجراحة أو العلاج الطبّيّ. وفي بلد يغرق في العنف، يمكن لهذا الهجوم المباشر على الراهبات أن يعرّض مهمتهنّ، في هايتي، للخطر.