هايتي: ارتفاع وتيرة تجنيد الأطفال في العصابات
يشكّل الأطفال الآن ما يقرب من نصف مجمل أفراد العصابات في هايتي، حيث تسيطر الجماعات المسلّحة على مساحات شاسعة من الجزيرة.
وفقا لتقرير صدر مؤخّرًا عن منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسف)، ارتفع عدد القصّر الذين تمّ تجنيدهم في العصابات المتحاربة بنسبة 70٪ في العام الماضي وحده. منذ عام 2018، عندما حرّك اغتيالٌ رئاسيّ الانهيارَ السياسيّ وحرب العصابات الوحشيّة، تعرّض الشعب الهايتي لأزمة إنسانيّة تزداد حدّة باستمرار.
النقص الحادّ في الغذاء والإصابات في صفوف المدنيّين والنزوح الجماعيّ هي مآسٍ تميّز الحياة اليوميّة. ومن بين 700.000 هايتيٍّ نزحوا بسبب النزاع، هناك ما يقدّر بنحو 365,000 قاصر، يعيش الكثير منهم في ملاجئ موقّتة في العاصمة بورت أو برنس.
لا تزال المدارس مغلقة، ويُفصل العديد من الأطفال عن أسرهم. في بلد يعيش فيه معظم سكّانه على أقلّ من 4 دولارات في اليوم، يفترس أعضاءُ العصابات الشباب الأولادَ الذين لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات، من خلال الوعد بآلاف الدولارات كحوافز ماليّة، ويهدّدونهم بالعنف الجسديّ إذا رفض الأطفال الانضمام.
"الأطفال في هايتي محاصرون في حلقة مفرغة - يتمّ تجنيدهم في الجماعات المسلّحة ذاتها التي تغذّي يأسهم"، قالت المديرة التنفيذيّة لليونيسف كاثرين راسل في بيان.
وفي الوقت عينه، يتفشّى الاعتداء الجنسيّ والعنف القائم على نوع الجنس ويؤثّران بشكل غير متناسب على الشابات والفتيات.
فصّل تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش في 25 نوفمبر/تشرين الثاني كيف يرتكب أفراد العصابات أعمال عنف جنسيّ مروّعة لبثّ الخوف في نفوس السكّان المدنيّين. ارتفعت الحالات التي تشمل الأطفال بنسبة 1,000 في المئة، مقارنة بالفترة عينها من عام 2023.