نيقوسيا تحتفل بعيد مار مارون
في عظته، وبعد التّرحاب بالحاضرين، قدّم المطران سويف هديّة تذكاريّة للرّئيس القبرصيّ باسم غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل أن تتمحور كلمته حول العلاقة اللّبنانيّة القبرصيّة العريقة والتي تبشر بتعاون مستقبليّ في ميادين عدّة.
منتقلاً للحديث حول صاحب العيد القدّيس مارون الذي عاش في أنصاف القرن الرّابع واختبر العادات الرّسوليّة للكنيسة الأنطاكيّة التي قبلت المسيحيّة مباشرة بعد القدس. كما أشار إلى ثقافة ذلك الزّمان التي حوّلها القدّيس مارون لثقافة المسيح القائم من بين الأموات. وقد شدّد على أن التّمثل بمسيرة القدّيسين والشّهداء في أيامنا المعاصرة من شأنه أن يجعل منا بناة لثقافة الإيمان والتّسامح والمحبّة.
كما أدان الوثنيّة الجديدة المنتشرة في عالمنا والمتمثّلة بالتّطرف والحروب والهجرة والجوع وغيرها من الآفات الآنية.
وأمّا عن قبرص أرض الرّسل التي اختبرت الإيمان المسيحيّ منذ انتشاره، فقد أكّد على استمراريتها في عيشه ليس فقط مع الجماعة المؤمنة بل مع مختلف الأطراف. وفي هذا السّياق تمنّى سيادته أن تثمر جهود فخامة الرّئيس في سبيل قبرص خاصّة بما يعنى بمناطقها الشّماليّة المحتّلة مطالبًا فخامته بعودة الموارنة إلى قراهم، خاتمًا بالدّعاء على نيّة السّلام وعودة المحبّة إلى القلوب.
بدوره ومع انتهاء القدّاس، مرحبًّا بوزير الخارجيّة اللّبنانيّ جبران باسيل، ومؤكّدًا على علاقة قبرص المميّزة بمحيطها الشّرق أوسطيّ، توجّه فخامة الرّئيس اناستاسياديس للحاضرين مسميًّا إيّاهم بالأخوة الموارنة ليشدّد على مساعيه الجدّيّة والدّؤوبة لإعادتهم إلى أرضهم في شمال قبرص منوّهًا بدورهم في مد جسور التّواصل بين مختلف مقوّمات المجتمع القبرصيّ. كما أصرّ أنّ الحكومة القبرصيّة ستستمر في العمل لإيجاد حلول سلميّة مع الجانب التّركيّ لإعادة الموارنةإلى أرضهم إلى جانب حلحلة أزمات أخرى في هذا الإطار.
هذا، وقد التقى الحاضرون فيما بعد حول مائدة محبّة حضرها ممثّلون زمنيّون وروحيّون قبارصة ولبنانيّين حيث كانت عدد من الكلمات أبرزها لوزير الخارجيّة اللّبنانيّ الذي تحدّث عن صمود الموارنة في أرضهم حتّى عندما انتشروا بسبب الظّروف، مؤكّدًا على ثقافة المحبّة والسّلام.