نصلّي لتبقى كنيسة القيامة فيض نور المسيحيّة
هو في الواقع عدوان جديد ومن نوع آخر على الوجود المسيحيّ في الأراضي المقدّسة. هي صدمة يكاد المسيحيّون لا يصدّقونها لهولها لأنّ أهمّ كنيسة في العالم تُقفل أبوابها حتّى إشعار آخر بأمر من بطاركة ورؤساء كنائس القدس، احتجاجًا على قرار سلطات الاحتلال بفرض ضريبة الأملاك على الكنائس المقدسيّة. هو في الواقع "محاولة لإضعاف الوجود المسيحيّ في المدينة" يؤكّد بيان رؤساء الكنائس.
اليوم، وفي مسيرة الصّوم هذه نحو القيامة، تخيّلوا أن يحلّ العيد ويشهد المسيحيّون حول العالم على غلبة المخلّص للموت، من دون أن تقرع أجراس الكنيسة احتفالاً أو أن ينبعث النّور من قبرها المقدّس إيذانًا بقيامة ملك الملوك.
تاريخ كنيسة تختصر كلّ إيماننا المسيحيّ يحاول قرار سلطة الاحتلال إلغاءه، هذه الكنيسة الّتي شُيّدت عام 335 ميلاديًّا فوق قبر المسيح المقدّس على أرض الجلجلة داخل أسوار أورشليم القديمة أُقفلت. كنيسة على أرضها سار يسوع حاملاً صليبه متألّمًا، وفوق أرضها عُلّق على خشبة العار وتحمّل العذاب من أجل خلاصنا مرتشفًا كأس الموت تعويضًا عن خطايانا. هناك، قُبر وقام في اليوم الثّالث بعد أن تزلزلت الأرض وصار القبر فارغًا والميت حيًّا.
اليوم، على هدي القيامة، نرفع الصّلاة إلى يسوع القائم من الموت كي يرسل روحه القدّوس ويوقف هذا "الاعتداء" على كنيسته وشعبها، ويرسي السّلام في أرض شهدت في الأساس على ولادة ملك السّلام، ويزيل كلّ حكم جائر وقرار ظالم.
اليوم، نصلّي لكي يثبت قادة الكنيسة في الأراضي المقدّسة فيثبت معهم المسيحيّون في أرضهم ويبقون حرّاسًا لمهد المسيحيّة، ولتبقى كنيسة القيامة نبض المسيحيّة في العالم والشّاهدة على أعظم حدث في التّاريخ: قيامة يسوع المسيح!