متفرّقات
10 أيلول 2021, 06:20

نصر في لقاء إعلامي: رؤيتنا المستقبلية المحافظة على الرسالة التربوية الكاثوليكية وخدمة كل فئات مجتمعنا وصون حقوق المعلمين

الوكالة الوطنيّة للإعلام
عقد لقاء اعلامي، بدعوة من الأمانة العامة للمدراس الكاثوليكية في لبنان، في مقر الأمانة - عين نجم، تناول أوضاع المدارس الكاثوليكية في الوقت الراهن ورؤية استراتيجية للمستقبل والاستعدادات لبدء العام الدراسي المقبل وتحدياته والاعلان عن المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية في 15 و16 ايلول.

وألقى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر كلمة، أشار فيها إلى أنّ الهدف من اللقاء هو "الإضاءة على حقيقة الواقع في الأمانة العامة وعلى رؤيتها الإستراتيجية للمرحلة المقبلة".

وقال: "اسمحوا لي بداية أن أنوّه بدور الإعلام في هذه المرحلة الصعبة الدقيقة من تاريخ التربية في لبنان والتي لم يشهد مثيلا لها منذ بداية التربية الممأسسة في المجمع الماروني المنعقد في دير سيدة اللويزة عام 1736. فهو يعمل حاليا وبكل ما في وسعه للاضاءة على أهمية العودة الى التعلم الحضوري ويساعد في تحديد المشاكل التي تعيق إنطلاقتها ويساهم في إيجاد الحلول التي تذلل العقبات وتفسح المجال أمام عودة المعلم والتلميذ معا الى كنف عائلتهم التربوية في المدرسة".

أضاف: "إنطلاقًا من ذلك، أود أن أشير إلى بعض الأمور المتعلقة بدور الإعلام في التربية بشكل خاص. نحن نعتبر أنكم جزء من عائلتنا التربوية وتكملون ما نربي عليه أجيالنا، إنكم تشكلون صوت الحق، الصوت الصارخ والداعي إلى أتباع الحقيقة، الصوت الذي يعرف من مصداقيته وواقعيته وأمانته ووفائه وإخلاصه للرسالة التي أؤتمن عليها. أنتم بأدائكم المميز لرسالتكم تعكسون حقيقة الواقع وتضيئون على ما هو إيجابي في عملنا ورسالتنا التربوية وذلك انطلاقًا من قول السيد المسيح: "إذا كانت عينك خيرة فجسدك كلّه يكون نيّرًا". هذا يشكل جزءًا من رسالتكم والجزء الآخر هو تبيان المخالفات والتجاوزات التي لا يخلو منها أي عمل إنساني مهما سما وارتقى. وهنا ندعوكم إلى لفت نظرنا عليها والتعاون معنا لتذليلها. فبذلك تكونون رسلًا للخير ودعاة للسلام وتحافظون على التربية الكاثوليكية في لبنان".

وتابع: "إنطلاقًا من الواقع الأليم الذي يشهد إنهيارًا للبلد وتخبطًا في السياسية وارتفاعًا متصاعدًا لأنين الشعب وتفاقمًا لصرخة المدارس، تنبعث رؤيتنا المستقبلية للتربية الكاثوليكية في لبنان والتي تقوم على ثالوث واحد غير قابل للتجزئة:

1. المحافظة على وجود الرسالة التربوية الكاثوليكية في المشهد التربوي اللبناني من خلال ديمومة مؤسساتنا التربوية الكاثوليكية.

2. ضمان إتاحة الخدمة التربوية الكاثوليكية لكل فئات مجتمعنا لئلا تنحرف لتصبح حكرًا على الأغنياء.

3. صون حقوق أفراد الهيئة التعليمية في العيش الكريم ليتمكنوا من تأدية واجبهم التربوي وفق قيمنا التربوية ومعايير الجودة المطلوبة".

 

وأشار إلى أنّ "كل خطة استراتيجية تنبثق عن هذه الرؤية تقوم على ركيزتين أساسيتين:

أولًا: إعادة تحديد نظم إدارة المؤسسات وطريقة عملها. هذه الركيزة تنطبق على الأمانة العامة كما على كل المؤسسات التربوية وهي تتضمن على سبيل المثال لا الحصرالإلتزام بنموذج إقتصادي جديد قائم على الحوكمة والشفافية والمساءلة والمواطنة والمسؤولية الإجتماعية على مستوى المؤسسات وليس فقط الأفراد.

ثانيًا: اعتماد ميثاق تربوي جديد بالنسبة للمدرسة يعيد تحديد العلاقة بين مكونات الأسرة التربوية المؤلفة من إدارة ومعلمين وأهل وتلامذة، وبالنسبة للأمانة العامة يعيد تحديد دورها ومكانتها في علاقتها، ومع المؤسسات التربوية من جهة، ومع المراجع الرسمية والهيئات النقابية وإتحادات لجان الأهل ومندوبي التلامذة ومسؤولي الصناديق الوطنية ومختلف الشركاء من جهة ثانية.

ثم تحدّث كل من الخبير التربوي ليون كلز، مؤسس ورئيس مؤسسة "وزنات" التي تعنى بالتدريب والتوجيه وإلإرشاد سمير قسطنطين، عضو الهيئة التنفيذية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الأخت عفاف ابو سمرا التي تناولت المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية المزمع عقده في 15 و16 أيلول في مدرسة سيدة اللويزة -ذوق مصبح برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

 

كلزي

ثم عرض الخبير التربوي ليون كلزي بالأرقام لحقيقة الواقع التربوي من خلال دراسة أجريت على عينة من 116 مدرسة كاثوليكية لكلفة التعليم في القطاع الخاص، وانعكاسات التدهور الاقتصادي على القسط المدرسي والتي أظهرت ان زيادة الرواتب للمعلمين بنسبة 50 بالمئة وزيادة نفقات التشغيل في المدارس وبدل النقل سترفع الأقساط بنسبة 100 بالمئة، أي أن متوسط الأقساط سيكون حوالى 10 ملايين ليرة.

وخلصت الدراسة إلى "تراجع في أعداد المتعلّمين الاجمالي بنسبة 6,25 بالمئة، وازدياد نسبة الأقساط غير المحصلة إلى 31 بالمئة، واقفال 9 مدارس ومضاعفة عدد المعلمين الذين يتركون التعليم لأسباب مرتبطة بالوضع الاقتصادي، وعدم قدرة أغلبية المدارس الخاصة منفردة على الصمود ما لم تتأمن لها مساعدات وازنة ومستمرة".

 

قسطنطين

من جهته، شدّد مؤسس ورئيس مؤسسة "وزنات" سمير قسطنطين على "دور الإعلام في نقل الحقيقة والإضاءة على الدراسات والأرقام التي عرضت"، متمنيًا على وسائل الإعلام "استضافة من لهم صفة تمثيلية في المجال التربوي".

كما دعا الإعلام إلى "التعاون من أجل التربية من منطلق استراتيجي مع الأخذ بالاعتبار صورة لبنان، ما يفيد لبنان والأهل والتلامذة".

وقال: "المدرسة والاهل والمعلمون كل من جهته على حق، إلا أن الموارد محدودة، لذلك على الاعلام ان يصغي لجميع الاطراف ويساهم في ابراز الحل وليس المشكلة، وعندما يلعب الاعلام هذا الدور يمكن الوصول الى وضع افضل مما نحن عليه".

 

ابو سمرا

وفي الختام عرضت عضو الهيئة التنفيذية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الاخت عفاف ابو سمرا لبرنامج المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية بعنوان "المدرسة الكاثوليكية في لبنان نحو إمكانيات جديدة"، الذي سيعقد في 15 و16 الحالي، في مدرسة سيدة اللويزة في ذوق مصبح، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره.

وأشارت إلى أنّ "المؤتمر سيتناول الأزمات التي يعاني منها لبنان حاليًّا وانعكاسها على سير العمل التربوي في المدارس، ويهدف إلى النظر في السبل المتاحة لمواجهة هذه الاشكالية منها المسؤولية المشتركة والتعاضد، الالتزام باستراتيجيات حديثة لحل المعضلات الآنية، وتموضع المدارس الكاثوليكية في عملية الانقاذ، إضافة إلى التغيير في ذهنية العاملين في الحقل التربوي لناحية القيم الإنسانية وطرق جديدة للتصدي لكل الأزمات النفسية والاجتماعية والتربوية التي ستواجهنا بعد عودة التلامذة الى المدارس".

 

أسئلة

وردًّا على سؤال، قال نصر: "الأمانة العامة أعدّت اقتراح قانون لتعديل القانون 515 المتعلق بموازنات المدارس على أن يتم طرحه في لجنة التربية البرلمانية، نظرًا لاستحالة تطبيق هذا القانون لأنّ الزيادات أصبحت امرًا واقعًا، إنما علينا اعتماد سياسات اقتصادية لا تعرّضنا لانتقادات لاذعة في ظل مخالفة القانون. لذلك علينا أن نكون حكماء لتأتي مخالفتنا للقانون مبررة ومنطقية ومعتدلة".

من جهتها، طالبت أبو سمرا وزارة التربية بـ"إصدار تعميم لتعليق مفاعيل القانون 515 ووضع أطر تعامل واضحة لهذا العام".