لبنان
07 آذار 2019, 14:29

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل ظهر اليوم، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، سفير منظّمة فرسان مالطا الجديد في لبنان بيرتراند بوزانسينوت في زيارة بروتوكوليّة أعرب بعدها عن العلاقة القديمة الّتي تربطه بلبنان "أرضًا وشعبًا" نظرًا لكونه قد أمضى مرحلة الطّفولة فيه.

 

وقال بوزانسينوت: "ما زلت أعتبر لبنان بلدي الثّاني، ولشدّة محبّتي لهذا البلد ولأهله سكنت خلال دراستي الجامعيّة في فرنسا في المنزل  اللّبنانيّ- الفرنسيّ، وتسلّمي اليوم  لمهامي الجديدة فيه ما هو إلّا عودة إلى الجذور."

وتابع: "لقد عرضت لغبطته لأبرز النّشاطات الّتي تقوم بها المنظّمة في لبنان، فهناك 25 مؤسّسة تعمل في خدمة المحتاجين والمسنّين وأصحاب الإعاقة الجسديّة والفكريّة، وهذه أعمال تجسّد مبادئنا المسيحيّة، وإنّه من الجيّد دائمًا التّذكير بوجود هذه القيم العالميّة الّتي تهتمّ بكرامة الإنسان . كذلك كان بحث في العلاقة بين الكنيسة المارونيّة وتدعيم آليّات العمل الممكنة بيننا، ولقد وضعنا أنفسنا في تصرّف كلّ محتاج."

ثمّ التقى البطريرك الرّاعي وزير العمل كميل أبو سليمان، وكان توافق على "ضرورة تطوير عدد من القوانين القديمة الّتي لم تعد تتناسب ومتطلّبات العصر"، إضافة إلى "إعطاء أولويّة في سوق العمل للعامل اللّبنانيّ مع احترام العامل الأجنبيّ."

ولفت أبو سليمان بعد اللّقاء إلى أنّ "ما يربطني بهذا الصّرح البطريركيّ علاقة تاريخيّة كذلك تجمعني بأبينا الرّوحيّ البطريرك الرّاعي صداقة عائليّة قديمة. ولقد شكّلت هذه الزّيارة مناسبة تداولنا خلالها بشؤون البلاد وشجونها، وقد زوّدني غبطته بإرشاداته ومنحني بركته."

وختم أبو سليمان: "إنّني مدرك للهواجس والهموم الّتي تشغل غبطة البطريرك وأنا أتابع عظاته باهتمام كبير وأستمع  جيّدًا لتوصياته الّتي هدفها مصلحة جميع اللّبنانيّين، لاسيّما في ما يتعلّق بالعمل على وقف الهدر وتخفيض المصاريف والسّهر على حسن سير عمل ماليّة الدّولة".

بعدها استقبل الدّكتورة سلوى غدّار يونس السّفيرة الأمميّة ورئيسة مبادرات الدّكتورة سلوى غدّار يونس للتّنمية الإنسانيّة الّتي قدّمت للرّاعي جائزتها العالميّة جائزة الثّقافة والسّلام في العالم، يرافقها الخوري ميشال قمبر، وأعضاء المؤسّسة الدّكتورة ماجدة خليفة، الدّكتورة ريم يونس وشيرين مكتبي.

وأعربت غدّار عن تقديرها الكبير "لشخصيّة صاحب الغبطة ولعظاته الّتي تخاطب المجتمع بكلّ فئاته"، وقالت: "لقائي بغبطتكم اليوم يعود بي بالذّاكرة إلى ما قاله سماحة العلّامة السّيّد محمّد حسين فضل الله بأن تكون إنسانًا هو أن تعيش الإنسان كلّه في معنى إنسانيّتك. وأن تكون الينبوع المتدفّق الّذي يتفجّر ولا يسأل عن طبيعة الأرض الّتي ينساب فيها."

وتابعت: "وأنا في حضرتكم اليوم لا بدّ من الإشادة بعظاتكم الّتي تخاطب المجتمع بكلّ فئاته كما الينبوع المتدفّق الّذي يثري الأرض عطاء. تلك العظات الّتي لطالما أشارت إلى صحوة الضّمير واليقظة الوطنيّة وإلى كلمة الله الهادية الّتي تنير وجودنا التّاريخيّ لنعيشه مكلّلاً بالمحبّة وبالدّعوة إلى سلام عادل يعطي كلّ إنسان حقّه في العيش الكريم."

وأعربت غدّار عن تقديرها للكلمة الّتي ألقاها البطريرك الرّاعي في أبو ظبي خلال مؤتمر الأخوّة الإنسانيّة الّذي انعقد الشّهر الماضي خلال زيارة البابا الرّسميّة للبلد، وقالت: "لا أنسى كلمتكم الرّائعة حول ثقافة الأديان والسّلام بين النّاس والّتي أكّدتم فيها على أنّ الأديان جميعًا تدعو إلى الأخوّة والتّفاهم وذكّرتمونا بأنّنا أبناء إله واحد وبأنّ اللّقاء المسيحيّ- الإسلاميّ هو أكبر ثورة في وجه السّياسات الّتي تعمل على تفريق الشّعوب من أجل مصالحها."

وأضافت غدّار: "كلمتكم هذه أثارت مشاعري فأنتم توأم الإنسانيّة والتّواضع والانفتاح على الآخر ولكم دور رئيس في مسيرة السلّام ليس على الصّعيد المحلّيّ فحسب بل وعلى الصّعيدين الإقليميّ والدّوليّ".

بدوره شكر الرّاعي الدّكتورة يونس مثنيًا على "نشاطها في الحقلين الإنسانيّ والاجتماعيّ ودورها في نشر ثقافة السّلام والحوار بين الأديان متمنّيًا لها ولمؤسّستها النّجاح الدّائم في خدمة الإنسان والإنسانيّة."