لبنان
03 تموز 2018, 12:30

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الثّلاثاء 3 تمّوز/ يوليو- بكركي

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل ظهر اليوم، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، النّائب الرّسوليّ ورئيس طائفة اللّاتين في لبنان المطران سيزار آسيان يرافقه وفد من كهنة الجماعة المريميّة واحة السّلام oasis de la paix.

 

ولفت آسيان بعد اللّقاء إلى أنّ "جماعة واحة السّلام لديها التزاماتها في لبنان وهي تضمّ إلى جانب أفرادها عددًا من اللّبنانيّين. لقد أنشئت هذه الجماعة للعمل من أجل السّلام والعمل على الفرد ليتمكّن من إيجاد السّلام الدّاخليّ في حياته، من خلال مشاركته الحياة الرّوحيّة والصّلاة والحياة الجماعيّة. والتمسنا من غبطته بركته الأبويّة والرّسوليّة للعمل الّذي تقوم به الجماعة في لبنان والعالم."

بعدها التقى البطريرك الرّاعي عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب شوقي الدّكّاش في زيارة تمّ خلالها "عرض الأوضاع المحلّيّة الرّاهنة على كافّة المستويات والمبادرات العمليّة الّتي يجب إطلاقها لتصويب مسار عدد من القضايا الأساسيّة في حياة المواطن اللّبنانيّ."

وأعرب الدّكّاش بعد اللّقاء عن "تقدير ودعم التّكتّل لمواقف صاحب الغبطة الوطنيّة"، مثنيًا "على دور الصّرح البطريركيّ المشهود له في تاريخ لبنان وفي حياة اللّبنانيّين من دون استثناء."

وقال الدّكّاش: "لقد وجّهت لغبطته دعوة باسم حزب القوّات اللّبنانيّة للمشاركة في قدّاس الشّهداء السّنويّ في التّاسع من أيلول المقبل، وكانت مناسبة تطرّقنا فيها إلى عدد من المواضيع أبرزها الأزمة الّتي تعاني منها المدارس الكاثوليكيّة في لبنان ووضعها الحاليّ. وكان تأكيد على ضرورة تعاون المعنيّين بهذا الملفّ وهم الأهل وإدارة المدارس والأساتذه فالموضوع يعنينا جميعًا سيّما وأنّ تاريخ هذه المدارس مشهود له في حياة اللّبنانيّين عامّة والمسيحيّين خاصّة وهي أساس في هذه المنطقة ويهمّنا عدم إقفالها. وفي هذا الشّأن سنعقد يوم الخميس المقبل اجتماعًا للبحث في إيجاد حلّ يسمح باستمراريّة وبقاء هذه المدارس في السّاحة اللّبنانيّة."

وتابع الدّكّاش: "كما كان بحث في موضوع تأليف الحكومة. ونقلت لغبطته إصرار التّكتّل على دعم العهد وإنجاحه والحفاظ على الاتّفاق المسيحيّ وصونه. بدوره بارك غبطته هذا الكلام  داعيًا إلى الحفاظ على لحمة اللّبنانيّين والمسيحيّين وتسهيل الأمور لما هو خير للجميع. كذلك عرضنا لمشكلة العقار المتنازع عليه بين بلدتي اليمّونة والعاقورة وأكّدنا لغبطته دعمنا المطلق لمواقفه الوطنيّة المحقّة الّتي يتّخذها لأنّنا جميعنا نريد تطبيق القانون وإحقاق الحقّ فهو الحكم الفاصل في القضايا الشّائكة."

ولفت الدّكّاش إلى أنّه نقل للرّاعي أجواء الزّيارات الّتي قام بها إلى الدّوائر الرّسميّة في منطقة كسروان ومنها زيارة مركز الضّمان والاطّلاع على المشاكل الّتي يعاني منها، وقال: "لقد لمسنا الذّلّ الّذي يعاني منه المواطن في هذه المراكز بسبب ضآلة عدد الموظّفين مقارنة مع عدد المستفيدين لذلك نطالب الدّولة بتصحيح الوضع بأسرع وقت ممكن. كما تفقّدنا مركز سجلّات النّفوس وهنا لا بدّ من التّشديد على أهمّيّة مهام هذه الدّائرة الّتي تعنى بهويّتنا اللّبنانيّة لذلك ناشدنا الدّولة بأن يكون لها حضور أكثر فعاليّة لمراقبة حسن تطبيق العمل فيها."

وختم الدّكّاش: "لقد آن الأوان لإيجاد آليّة لوقف الفساد والهدر في إدارات الدّولة واعتماد خطّة إصلاحيّة تنهض بها من واقعها المرير فينعكس أداؤها السّليم والمتقن على حياة المواطن اللّبنانيّ من خلال تمتّعه بحياة كريمة وعيش كريم على كافّة المستويات."

ثمّ استقبل غبطته السّيّد نجاد عصام فارس وعقيلته زينة وكان تشديد على "ضرورة الإسراع في تأليف حكومة جديدة تلبّي آمال ورغبات اللّبنانيّين في العيش بكرامة في وطن آن الآوان لأن يتخلّص من عبء أزمات ومشاكل اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة وغيرها أتعبت مواطنيه وشتّتتهم في دول العالم الواسع."

 

وتحدّث فارس بعد اللّقاء، وقال: "معروفة هي روابط محبّتنا لشخص غبطة البطريرك الرّاعي وروابط ولائنا لمقامه الرّوحيّ والوطنيّ. لقد نشأنا في بيت عصام فارس على محبّة البطريرك وعلى التّعلّق به مرجعيّة وطنيّة كبيرة. ونحن على تواصل دائم مع غبطته وعلى تعاون مع المؤسّسات البطريركيّة حول مبادرات إنسانيّة وإنمائيّة، وتندرج زيارتنا اليوم في هذا الإطار."

وتابع فارس: "لقد كانت مناسبة لبحث أوضاعنا الرّاهنة الّتي يقاربها غبطته مقاربة أبويّة حكيمة حاضنة لتطلّعات جميع اللّبنانيّين وبخاصّة لجهة تشكيل حكومة منتجة قادرة على مواجهة التّحدّيات السّياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة الرّاهنة. ونحن نضمّ صوتنا إلى صوت غبطة البطريرك الدّاعي إلى حكومة تعزّز ثقة اللّبنانيّين بوطنهم وثقة المجتمع الدّوليّ بمستقبل هذا الوطن."

وردًّا على سؤال حول إمكانيّة مشاركته أو مشاركة والده الرّئيس عصام فارس في الحكومة أجاب: "إنّ موقفنا معروف لجهة التزامنا الدّائم بخدمة لبنان وبدعمنا لمسيرة العهد بقيادة رئيس البلاد العماد ميشال عون والمدخل المؤاتي لمشاركتنا هو مناخ الثّقة والارتياح الّذي تولّده تشكيلة الحكومة المرتقبة. إنّ ما يسهم في تعزيز هذا المناخ بقيادة الرّئيس عون هو التّعاون القائم بينه وبين الرّئيسين برّي والحريري بصفتيهما الدسّتوريّة والميثاقيّة، ومتى طلبت منّا المشاركة في حكومة بهذه المواصفات نحن على استعداد للخدمة."

بعدها استضاف البطريرك الرّاعي السّيّد نجاد وعقيلته على مأدبة الصّرح البطريركيّ.