لبنان
06 تشرين الثاني 2018, 12:49

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الثّلاثاء- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركيّ في بكركي، مدير عامّ الموارد المائيّة والكهربائيّة الدّكتور فادي قمير، والأمين العامّ الدّائم لأكاديميّة ما وراء البحار بيار جيني، في زيارة شكر بعدها جيني البطريرك على حفاوة الاستقبال وقال:" لقد شكّل اللّقاء الودّيّ مع صاحب الغبطة فرصة تمّ خلالها تبادل وجهات النّظر حول عدد من المواضيع."

 

وتابع جيني: "لقد تطرّقنا إلى الوضع الاستثنائيّ للبنان وللجماعة المسيحيّة الّتي تعيش فيه وعلاقاتها بالدّول المجاورة ولاسيّما تلك الدّول الّتي تأذّت من الحروب والنّزاعات الرّاهنة فيها، وهي سوريا والعراق بشكل خاصّ والشّرق الأوسط بشكل عامّ. وكان توافق على ضرورة إيجاد حلّ مشترك لهذه النّزاعات طريقه السّلام.
هذا وشدّدنا مع صاحب الغبطة على ضرورة وأهمّيّة عودة كلّ الشّعوب النّازحة والمهاجرة إلى بلدها الأمّ. وفي سياق متّصل وجّهت إلى غبطته دعوة لزيارة أكاديميّتنا في فرنسا للاستماع إلى رأيه في عدد من المواضيع، إيمانًا منّا بأنّ رأي غبطته يساهم في تعزيز وإغناء وتطوير نظرتنا حيال الحلّ الخاصّ بالشّرق الأوسط وتحديدًا بالأقلّيّات وسط النّزاع الحاليّ."

بدوره رأى قمير "اهتمام الجماعة الكاثوليكيّة بكلّ مسيحيّي الشّرق الأوسط ولاسيّما لناحية تنظيم عودتهم إلى أرضهم الأصيلة، إذ أنّ هذه العودة تساهم بتقارب الشّعوب والحضارات وإعادة الإشراق والتّسامح إلى هذه المنطقة وإلى شعبها لأنّها منطقة شهدت الكثير من النّزاعات والصّراعات والمآسي، وحان وقت التّحدّث بلغة غير لغة الحرب فيها."

وتابع قمير: "كما استفدت من المناسبة لأقدّم للبطريرك الرّاعي كتابي الجديد "ديبلوماسيّة المياه وروابطها"، وهو يدعو إلى تحقيق السّلام بين الشّعوب وذلك من خلال إظهار تأثير الماء الّذي هو عنصر من عناصر الحياة. وإذ نؤكّد على تقديرنا العميق محبّتنا واحترامنا لسّيّد الصّرح البطريرك الرّاعي، نذكر بما قاله يومًا الرّئيس الفرنسيّ الرّاحل جاك شيراك عندما زار الصّرح والتقى سيّدنا البطريرك صفير: "عندما أزور بكركي كرسيّ الموارنة يتوقّف الوقت". واليوم توقّف الوقت مع زيارة هذا الصّرح العريق وسيّده البطريرك الرّاعي."

ثمّ استقبل المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، وكان عرض لعدد من المواضيع على السّاحة المحلّيّة أبرزها "أهمّيّة عقد مؤتمر روحيّ لوضح حدّ للبرامج التّلفزيونيّة المشينة بسبب تأثيرها السّلبيّ على المجتمع اللّبنانيّ".
ورأى قبلان بعد اللّقاء: "إنّ زيارة صاحب الغبطة اليوم يكمن جوهرها بمتابعة اللّقاءات الدّوريّة الّتي كانت تحصل بين المرجعيّات الدّينيّة والرّوحيّة، وكان هناك توافق في الرّؤية حول موضوع تشكيل الحكومة. وطبعًا كما غبطة البطريرك وآراء المرجعيّات الدّينيّة لا بدّ من المسارعة الأكيدة في تشكيل الحكومة ونزع كلّ العقبات من أمام إعلان تشكيلها. وحمّلنا صاحب الغبطة تمنّياته إلى الإخوة في حزب الله أن يساعدوا في حلّ هذه العقبات وهذا أمر بحاجة إلى حكمة ورويّة للمساعدة في قضايا الدّولة والوطن."
وتابع قبلان: "لقد تمنّى غبطته علينا أن نسعى جاهدين مع كلّ القيّمين للمساعدة على عمل كلّ ما يلزم لتتشكّل الحكومة والبدء في معالجة قضايا الوطن والدّولة. أمّا محور اللّقاء الأساسيّ فكان عقد قمة روحيّة مرجعيّة بين غبطته والمجلس الشّيعيّ ودار الفتوى ومشيخة العقل، يدور اللّقاء فيها حول قضيّة الإعلام وبعض البرامج التّلفزيونيّة الّتي تعرض على الشّاشات اللّبنانيّة مع ما تتضمّنه من إسفاف وانحطاط وصلت إليه بعض البرامج وهي تؤثّر سلبًا على أجيالنا وشبابنا. وتمنّى غبطته أن يكون اللّقاء قريبًا لكي تعالج هذه القضيّة ليس من النّاحية الشّكليّة وإنّما في جوهرها، بمشاركة وزير الإعلام واللّجنة الإعلاميّة في مجلس النّوّاب والحقوقيّين والمراقبين أصحاب الباع في هذه المسألة. وسنعمل مع كلّ المعنيّين من أجل المساعدة على تشكيل الحكومة في أسرع وقت."

وردًّا على سؤال حول إمكانية تجاوب حزب الله حول موضوع تشكيل الحكومة أجاب قبلان: "حزب الله ليس ضدّ المسارعة في تشكيل الحكومة وهو من ينادي بها، ولكن القضيّة تحتاج إلى حوار وحزب الله  منادي لهذه المسألة بالحوار. القضايا الّتي يتعرّض لها لبنان أكبر بكثير ولاسيّما ما نشهده في المنطقة إقليميًّا ودوليًّا من نزاعات ونرى خطورة الواقع الإقليميّ المأزوم اليوم وخاصّة أنّ الإخوة في حزب الله قد يذهبون إلى حلول تتعلّق بهذه المسألة".

وعن الخلاف حول أرض لاسا، لفت قبلان إلى أنّه تم التّطرّق إلى الموضوع مشيرًا إلى "توافق تامّ بين المجلس الشيعيّ الأعلى وغبطته حول معالجة هذه القضيّة بما نراه مناسبًا وليس كما يراه البعض بالتّحدّي والكيديّات والمناكفات. سيكون هناك لجنة رسميّة من المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى ستطرح القضيّة مع الإخوة في البطريركيّة وسيكون هناك وضع حلول أو مقدّمات لحلّ هذه القضيّة انشاءالله."

وفي إطار آخر قلّد البطريرك الرّاعي مؤسّس المؤسّسة المارونيّة للانتشار ورئيسها الفخريّ الوزير السّابق ميشال إدّه مساء أمس في منزله، وسام مار مارون تكريمًا له وتقديرًا للعطاءات الكثيرة الّتي قدّمها للكنيسة وللمجتمع اللّبنانيّ.