لبنان
07 آذار 2019, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي عصر الأربعاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، أعضاء اللّائحة المرشّحة لانتخابات الرّابطة المارونيّة برئاسة النّائب السّابق نعمة الله أبي نصر الّذي القى كلمة عرّف فيها بأعضاء اللّائحة المؤلفة من 17 عضوًا من مختلف المناطق اللّبنانيّة ومن مختلف الاختصاصات، كالاقتصاد والسّياسة والثّقافة والطّبّ وإدارة الأعمال وغيرها، وقال: "إنّه لأمر طبيعيّ أن نزور هذا الصّرح المبارك لنسترشد بنصائح غبطتكم الرّوحيّة والسّياسيّة، لأنّ هذا الصّرح يمثّل رئاسة الطّائفة المارونيّة."

 

وأضاف: "نحن اليوم نقول إنّ هناك استفتاء أمام الهيئة العامّة للرّابطة المارونّية الّتي تضمّ 1243 عضوًا، و741 منهم سيشتركون في الانتخابات المقبلة ليقرّروا من الأجدر بخدمة الطّائفة والرّابطة المارونيّة. لهذه الرّابطة أهمّيّة كبرى، فهي تمثّل مختلف شرائح الطّائفة المارونيّة داخل الدّولة وفي المجتمع اللّبنانيّ، وأنا هنا أحيّي أعضاء الرّابطة لأنّها الوحيدة دون سواها، باستثناء صاحب الغبطة، الّتي تملك الصّفة والمصلحة في مقاضاة أيّ مرسوم أو قرار صادر عن الدّولة إذا ما كان يمسّ بمصلحة الطّائفة المارونيّة".

واختتم أبي نصر: "هذا الحقّ المهمّ، أيّ الصّفة والمصلحة، كرّسه مجلس شورى الدّولة وكلّنا يعلم اليوم أنّ هناك العديد من المراسيم والقرارت الّتي تصدر وتمسّ بالطّائفة المارونيّة، كمرسوم التّجنيس وغيره، وعلينا جميعًا أن نتباهى بانتمائنا إلى هذه الرّابطة وهذه المؤسّسة."

 

من جهته، رحّب البطريرك بأعضاء اللّائحة وقال: "أنا سعيد اليوم باستقبالكم جميعًا، وما يميّز هذه اللّائحة هي أنّها تشبه الفسيفساء بأعضائها وتنوّع اختصاصاتهم وخبراتهم. وإنّه من الجميل أن يكون هناك لائحتان تتنافسان لتعكسان الدّيمقراطيّة، والأهمّ هو برنامج عمل يطبّق، وما سمعته من الأستاذ نعمة الله، يؤكّد مسؤوليّة الرّابطة الوطنيّة والسّياسيّة والّتي تخصّ الطّائفة المارونيّة".

 

وأضاف غبطته: "أريد هنا أن أغتنم الفرصة لأنطلق من إسم الرّابطة، أيّ الّتي تربط وتلمّ الشّمل، فنحن بحاجة إلى لمّ الشّمل من أجل لبنان، ونحن عبر التّاريخ لم نعمل يومًا لأجل الموارنة فقط، بل من أجل كلّ لبنان، منذ أيّام البطريرك الياس الحويّك الّذي رفض هذه الفكرة قائلاً إنّ طائفته هي لبنان وليس المارونيّة. اليوم نحن بأمسّ الحاجة لهذا الفكر، ولجمع الشّمل المارونيّ من أجل كلّ لبنان واللّبنانيّين.

 

وتابع: "عندما يوحّد الموارنة كلمتهم وموقفهم، سينعكس هذا إيجابًا على لبنان ككلّ، شئنا أم أبينا، وهذا من أساسيّات دور الرّابطة، ومن جهة ثانية فإنّ الرّابطة هي حضور الكنيسة والبطريركيّة على الأرض. والبطريرك لا يستطيع دائًما أن يتكلّم بكلّ الأمور بينما تستطيع الرّابطة أن تتكلّم ببعض الأمور نيابة عنه. وهي لا تقول عكس ما يفكّر البطريرك. فالبطاركة لم يطالبوا مرّة بقضايا مارونيّة بحت إنّما تحدّثوا عن لبنان واللّبنانيّين، ودور الرّابطة هنا التّعاطي في الشّؤون المارونيّة والبحت خصوصًا إن لديها الصّلاحيّات للقيام بذلك.

 

نحن كمورانة نجتمع على مبادئنا وثوابتنا على رغم التّنوّع الموجود داخل الطّائفة، ولكن ما يهمّنا هو أن نجتمع على خدمة مجتمعنا ومصلحة الوطن والمواطن اللّبنانيّ، فإنّ تشرذمنا وانقسمنا يؤثّر هذا حتمًا على الوضع اللّبنانيّ ككلّ."

وأضاف: "على من ينتخب أن يقوم بالانطلاق إلى الأمام عبر التّخطيط والبرنامج الّذي تقدّم به، ونحن كبطريركيّة وأساقفة ندعم كلّيًّا مساعيكم وعملكم، وسنتعاون من أجل خدمة لبنان وشعبنا وفي حمل رسالتنا اللّبنانيّة، وهكذا ننطلق من واقعنا المارونيّ إلى واقعنا اللّبنانيّ، ونحن لم نكن يومًا منطوين على ذاتنا على الإطلاق، لأنّ الانطواء على الذّات هو الموت ولكن نحن نقوم بتقوية ذاتنا من أجل لبنان لأنّنا فئة ومكوّن أساسيّ في لبنان، والمكوّن الأساسيّ في لبنان لديه دور يلعبه كمكوّن، ويُطلب من المكوّنات الأخرى أن تلعب دورها أيضًا، ولا نستطيع التّضحية بالمكوّن المارونيّ، ومعروف أنّ هذا الدّور التّاريخيّ لا يزال تأثيره في المجتمع، وإذا وحّد الموارنة كلمتهم "يمشي البلد" واذا لم يوحّدوا كلمتهم "لا يمشي البلد" وهذا ما قاله الرّئيس رفيق الحريري رحمه الله".

 

وأنهى البطريرك الرّاعي قائلاً: "من خلال هذا الوعي نحضّر لانتخابات جديدة في الرّابطة وهنا أحيّي رئيس الرّابطة الحالي وأعضاء الهيئة التّنفيذيّة بمناسبة انتهاء ولايتهم ونشكرهم على كلّ ما قاموا به، ونأمل أن يكون يوم 16 آذار يومًا رائعصا وجميلاً للرّابطة المارونيّة، وأن يكون النّاخبون مدركين للعمل الوطنيّ الّذي يختارون فيه الهيئة الجديدة للرّابطة".