لبنان
09 تشرين الثاني 2017, 06:39

نشاط البطريرك الرّاعي أمس الأربعاء 8 ت2/ نوفمبر- بكركي

أجرى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي مساء الأربعاء اتّصالًا هاتفيًّا بمفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان وعرض معه لآخر التّطوّرات معربًا عن دعمه للجهد الوطنيّ الّذي تبذله دار الفتوى في هذه المرحلة الدّقيقة.

 

وكان الرّاعي قد استقبل بعد ظهر أمس في الصّرح البطريركيّ في بكركي، المجلس التّنفيذيّ للرّابطة المارونيّة وكان عرض لآخر المستجدّات على السّاحة المحلّيّة. وبعد اللّقاء قال رئيس الرّابطة المحامي أنطوان قليموس:"لقاؤنا مع سيّد بكركي الّذي هو اليوم في موقع لا يحسد عليه وفي الوقت عينه يحسد عليه لأنّه يشكّل صمّام الأمان لكلّ المفاصل التّاريخيّة الّتي يمرّ بها الوطن."

وتابع: "زيارتنا إلى الصّرح كانت مبرمجة قبل استقالة الرّئيس الحريري ولكن تمّ تسريع الموعد ومشكور سيّدنا البطريرك وكانت مناسبة لنتكلّم في أمور قديمة وجديدة ومن المؤكّد أنّنا تناولنا موضوع السّاعة وهو استقالة الرّئيس الحريري وما تركت من آثار وذيول وموضوع زيارته إلى السّعوديّة. بالنّسبة للاستقالة كما استشعرنا كلبنانيّين كانت مناسبة للالتفاف حول المصلحة الوطنيّة وكما يقولون هناك محاصصة سياسيّة سلبيّة دائمًا أكثريّة السّياسيّين يرون ماذا ستكون حصّتهم في معرض العمل السّياسيّ ولكن هذه المرّة استشعرت بإجماع السّياسيّين اللّبنانيّين أنّهم يمارسون محاصصة إيجابيّة أيّ أنّهم يبحثون عن حصّة من المسؤوليّة الوطنيّة وهذا أمر إيجابيّ جدًّا وقد لمسناه ونأمل أن نبقى في هذا المنحى لنتمكّن من الوصول إلى خشبة الخلاص."

وأضاف:"أمّا في ما يتعلق بزيارة سيّدنا البطريرك إلى السّعوديّة من المؤكّد أنّه ما من أحد يملي على غبطته موقفه وإنّما تمنّينا عليه أن يكون هناك نوع من التّنسيق بينه وبين فخامة الرّئيس في هذا المفصل التّاريخيّ الأساسيّ وهذا القرار يعود إليه في نهاية الأمر لتقييم الوضع واتّخاذ الخطوة الّتي يراها مناسبة للمصلحة الوطنيّة بالدّرجة الأولى وسيّدنا عنده مروحة مداولات واتّصالات وهو منفتح على الجميع وعلى كلّ الأفكار ويبقى التّقييم النّهائيّ له وما يلهمه عليه الله والمصلحة الوطنيّة بأخذ القرار المناسب."

بالنّسبة للقاء الرّئيس عون أكّد قليموس دعم موقف رئيس الجمهوريّة والّذي بات هناك إجماع حوله قائلاً: "ونحن كرابطة نلتزم بموقف بكركي وموقف رئيس الجمهوريّة لأنّنا نعتبرهما يصبّان في خانة المصلحة الوطنيّة وليس في مصلحة أنانيّة أو فئويّة."

ثم التقى البطريرك الرّاعي الوزير السّابق ناظم الخوري الّذي أشار إلى أنّ "الزّيارة جاءت في ظروف معيّنة يمرّ بها لبنان لذلك بحثت مع غبطته في احتمال  قيامه بزيارة إلى المملكة العربيّة السّعوديّة بدعوة كريمة كانت سابقة. وكان استعراض لكيفيّة الإفادة اذا ما تمّت الزّيارة على الصّعيد الوطنيّ اللّبنانيّ وأن يكون هدفها تصحيح خلل إذا أمكن والإفادة أن تعود على كلّ الشّعب اللّبنانيّ. والعلاقات اللّبنانيّة السّعوديّة هي علاقات تاريخيّة ومتشعّبة وهناك مئات آلاف اللّبنانيّين الّذين ساهموا في النّهضة السّعوديّة والإنماء السّعوديّ وطبعًا مسؤوليّة الجميع المساعدة في تدعيم هذه العلاقة وألّا يصيبها الخلل الّذي يتهدّدها الآن ."

وختم: "زيارة غبطته تكون زيارة تاريخيّة على الرّغم من الظّروف المحيطة بها ونأمل إن حصلت هذه الزّيارة أن تعود بالخير على الوطن."

كما استقبل النّائب نديم الجميل الّذي أوضح أنّ "الموعد مع غبطته كان محدّدًا قبل الأزمة الّتي يمرّ بها لبنان وقبل طرح كلّ المواضيع وأردنا وضعه في أجواء الحكم الّذي صدر في قضيّة بشير الجميّل ورفاقه. وفي نفس الوقت لم يمكننا إلّا التّطرّق لكلّ الظّروف السّياسيّة الّتي يمرّ بها البلد وخاصّة بما يتعلّق بزيارة سيّدنا إلى السّعودية. من هنا نرى أنّ السّعوديّة هي دولة صديقة ودولة عزيزة ودولة تحتضن الكثير من اللّبنانيّين ومن الضّروريّ اليوم أن تكون هذه الزّيارة الّتي هي تاريخيّة والّتي لأوّل مرّة يقوم بها بطريرك مارونيّ لبنانيّ من المهمّ جدًّا اليوم أنّه إذا قرّر سيدنا أن يزور أن يحمل معه مشروع الوطن اللّبنانيّ الّذي نتغنّى به كمسيحيّين وكموارنة وهو مشروع الانفتاح والتّواصل ومشروع التّفاهم بين الأديان وهذا مشروع سيّدنا وشعاره شركة ومحبّة. ونتمنّى أن تكون هذه الزّيارة وطنيّة تمكّننا من الانفتاح على العالم العربيّ كما كان الموارنة روّادًا في بناء الدّولة أن يكونوا روّادًا في الانفتاح والتّواصل مع العالم العربيّ."

ومن زوار الصّرح السّفيرة الأميركيّة اليزابيث ريتشارد ورئيس جامعة الرّوح القدس الكسليك الأب جورج حبيقة، ثمّ الوزير السّابق روجيه ديب الّذي رأى ضرورة الاستماع إلى مواقف صاحب الغبطة ورأيه حيال ما يجري من مستجدّات ولا شكّ أنّ لبنان قادم على وضع دقيق نتمنّى أن يتمكّن المسؤولون والحكّام من إدراك دقّة الظّروف. فالمطلوب من الجميع التّضحيات للحفاظ على الاستقرار في لبنان.