لبنان
13 آب 2020, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الدّيمان صباح أمس الأربعاء، عضو كتلة لبنان القويّ النّائب ابراهيم كنعان، وعرض معه مجمل التّطوّرات على السّاحة اللّبنانيّة لاسيّما المرحلة السّياسيّة المقبلة.

فغالي ورئيس التّيّار الأخضر المحامي سعيد علام اللّذين وضعا البطريرك في أجواء ما يقوم به المركز التّيّار الأخضر، طالبين بركته ومؤيّدين مواقفه الوطنيّة الحكيمة لاسيّما المتعلّقة بموضوع الحياد الإيجابيّ.

ثمّ استقبل البطريرك الرّاعي الوزير السّابق يوسف سلامة والدّكتور بيتر جرمانوس وعرض معهما لتداعيات الكارثة الّتي أصابت العاصمة بيروت وأبناءها.

كما التقى البطريرك الرّاعي الوزير السّابق ريشار قيومجيان على رأس وفد قوّاتيّ ضمّ إلى جانب الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، أعضاء من جهاز الشّهداء والمصابين والأسرى برئاسة جورج العلم ومسؤول جمعيّة "رام" فؤاد سعيد.

وألقى الوزير قيومجيان كلمة شكر فيها البطريرك على مواقفه الوطنيّة الّتي أعادت الأمل إلى نفوس اللّبنانيّين ناقلاً تحيّات رئيس الحزب الدّكتور سمير جعجع، لافتًا إلى العمل الجبّار الّذي يقوم به جهاز الشّهداء والأسرى ومؤكّدًا على أنّ القوّات ستواصل العمل على قانون خاصّ لتحرير الأسرى وإعادتهم إلى ذويهم.

وألقى العلم كلمة استهلّها بمقطع من كلام الرّاعي الّذي قاله للدّكتور جعجع في بقاعكفرا والمتضمّن "عندما كنت تتكلّم مرّ في خاطري كلّ شهداء المقاومة اللّبنانيّة، كلّ الّذين أراقوا دماءهم على أرض لبنان من أجل أن نعيش بكرامة، من أجل أن نحافظ على هذا الوطن الّذي ثمنه كان دماء شهدائنا."

ولفت إلى أنّ كلام البطريرك الرّاعي سيكون شعارًا يتصدّر مركز الجهاز.

وتابع: "سيّدنا سنزورك في وقت قريب لنضعك في أجواء ما قمنا به على صعيد ملفّ الأسرى في السّجون السّوريّة قبل أن نعقد مؤتمرًا صحفيًّا بهذا الخصوص. أنا لست هنا اليوم لأتكلّم فقط باسم شهداء المقاومة القوّاتيّة فقط إنّني هنا لاشكرك باسم 15 ألف شهيد وأهاليهم الموجودين في السّماء يحمون مسيرتنا. وكما تعوّدنا على مواقف بكركي التّاريخيّة سنكمل بها لأنّها خشبة الخلاص لنا. ورغم مواقف البطاركة العظام إلّا إنّنا نشهد لأوّل مرّة موقفًا بطريركيًّا يخصّ شهداء المقاومة اللّبنانيّة لذلك نشكرك باسم الجميع على هذا الموقف الّذي هو فخر لنا جميعًا.

ثمّ قدّم الوزير قيومجيان والعلم ونصر غرسة أرز تحمل شعار القوّات اللّبنانيّة وجهاز الشّهداء والمصابين والأسرى.

بدوره رحّب البطريرك الرّاعي بالوفد شاكرًا للوزير قيومجيان كلمته ولعلم إيمانه بالوطن مؤكّدًا أنّ "لبنان لم يسلم لولا شهدائنا واليوم ورغم الانفجار الّذي حصل وما خلّفه من شهداء وخراب، فإنّني مؤمن أنّه وبفضل الشّهداء الخمسة عشر ألفًا إضافة إلى الشّهداء الّذي سقطوا بالأمس والخراب والدّمار والإصابات والأضرار سنصل إلى ولادة جديدة للبنان، وبخاصّة في ظلّ هذا التّحرّك الدّوليّ للمساعدة بعد أن كنّا متروكين من الجميع لكن أملنا بالعناية الإلهيّة لخلاص لبنان.

ما طرحناه في الخامس من تمّوز عن الحياد الإيجابيّ وما نتج عنه من ردّات فعل ومواقف إيجابيّة تؤكّد على أنّ الحياد سيخلّصنا من المعاناة الّتي أوصلتنا إلى الحضيض. وأقول لكلّ اللّبنانيّين الّذين يعيشون اليأس والإحباط نحن أبناء الرّجاء، فالمسيح فدى البشريّة بدمه على الصّليب وقام. ونحن سائرون اليوم بالحياد المقبول من جميع اللّبنانيّين. ونعدّ وثيقة سنعلن عنها يوم الثّلاثاء المقبل في مؤتمر صحافيّ تحت عنوان "لبنان والحياد النّاشط" وسنسعى لتوحيد الفكرة مع الجميع ونبدأ العمل مع سفراء الدّول لنصل بعدها إلى مجلس الامن كي يحصل تصويت على حياد لبنان واحترام سيادته الدّاخليّة. بعيدًا عن الصّراعات الإقليميّة والمحاور وتتمكّن الدّولة من الدّفاع عن نفسها في وجه أيّ اعتداء عليها بواسطة جيشها ومكوّناتها الشّرعيّة."

وإختتم مكرّرًا القول بأنّ "شهداءنا القدّيسين هم الّذين يتشفّعون لنا في السّماء من أجل أن نكمل مسيرتنا لخلاص لبنان."

وبعد اللّقاء قال الوزير قيومجيان: "قمنا اليوم بزيارة غبطته برفقة جهاز الشّهداء والمصابين والأسرى في حزب القوّات اللّبنانيّة لشكره على الالتفاتة الكريمة للصّلاة لشهدائنا والمصابين ونثمّن كلمته الأخيرة الّتي وجّهها لشهداء المقاومة اللّبنانيّة والأسرى، وقد قدّمنا له أرزة عربون شكر ووفاء أيضًا لشكره على مواقفه الوطنيّة الّتي تشكّل خارطة طريق لإنقاذ الوضع اللّبنانيّ من المشاكل الّتي يتخبّط فيها. وسيّدنا يعتبر أنّ الانفجار الّذي حصل مخلّفًا وراءه الضّحايا والجرحى والخراب والدّمار هو من علامات الأزمنة، لذلك علينا أن لا نفقد إيماننا. وغبطته يدعو المؤمنين إلى المزيد من التّشبّث بإيمانهم وأرضهم، والبطريرك يعتبر أنّنا على قاب قوسين من ولادة لبنان الجديد. ويؤكّد أنّ الأزمات الكبيرة تولّد حلولاً ويعتبر أنّ شهداء المقاومة اللّبنانيّة لن يذهب هدرًا ومن خلال دمائهم سيولد لبنان جديد بإرادتنا وثقافتنا وإيماننا وتشبّثنا بأرضنا الّتي لن نبيعها ونتخلّى عنها، فأبناء الأشرفيّة والصّيفي والمدوّر والرّميل لن يبيعوا أرضهم وهم متشبّثون بها مهما غلت الأثمان. لذلك ومن هذا المنطلق أكّدنا على الحياد الّذي طرحه البطريرك لأنّه السّبيل الوحيد لخلاص لبنان في ظلّ الاهتمام الدّوليّ به والمساعدات الدّوليّة الّتي توزّع مباشرة إلى الشّعب اللّبنانيّ".

وأنهى: "نحن بحاجة إلى ولادة لبنان جديد نريده أن يكون على صورة شهداء بيروت وشهدائنا. والحياد هو السّبيل الوحيد لنجنّب من خلاله لبنان الأزمات والمخاطر وقد آن الأوان لأن يعيش الشّعب اللّبنانيّ بسلام وطمأنينة وراحة بال بعيدًا عن تدخّل أيّ فريق لبنانيّ بأزمات المنطقة وإن شاء الله سنعيد بناء لبنان الجديد الّذي يحلم به الشّباب والأجيال القادمة."

وظهرًا استقبل البطريرك رئيس مجلس إدارة تلفزيون الـ MTVالمهندس ميشال المرّ فالسّيّد سليم دحداح.