نشاط البطريرك الراعي - بكركي
وتابع خليل: " ان حرص الرّئيس برّي كبير لإبقاء هذا التّواصل قائما مع بكركي والتوافق معها. هذا الأمر الذي عكسه بيان المطارنة الموارنة الأخير، وموقف الرّئيس برّي منه هو الموقف الإيجابي الذي عبّر عنه بتأييده للبيان الذي يلتقي مع توجّهاتنا. نحن حريصون على تسهيل إجراء الإنتخابات النيابية والإسراع بإقرار قانون جديد للإنتخابات النّيابيّة، وأن يكون هناك تفاهم وإجماع بين اللبنانيين على هذه المسائل."
وأضاف خليل: "أنا اليوم أكثر شعور بالمسؤوليّة نتيجة النّقاش الذي جرى مع غبطته والذي لامس المخاطر الإجتماعيّة والإقتصاديّة والماليّة التي يعيشها البلد، نتيجة هذا الشّلل المؤسّساتي الكبير. ناقشنا التّقرير الذي أعدّه المجلس الإقتصادي في البطريركيّة والذي سلّط الضّوء على هذه المشكلة والتي عبّرت عن تأييدي الكامل لمضمونه. ونأمل أن تحمل الأيّام القادمة إيجابيّات على صعيد ما جرى من نقاشات."
وعن ابلاغ الرئيس الحريري كتلته النيابية عدم توافق الشخصيات السياسيّة ومن بينها الرئيس بري على اسم عون، وعن سبب هذا الإعتراض، أكّد خليل: "الرّئيس برّي لم يعبّر عن الموقف النّهائي حول هذه المسألة. وليس لدينا مواقف شخصيّة من أشخاص. الأمر يتعلّق بمجموعة التّفاهمات التي طرحها الرّئيس برّي والتي لا تعني على الإطلاق أي تقييد لرئيس الجمهوريّة ولصلاحيّاته، وأي مسّ بالدّستور وبالصّلاحيات المنصوص عليها في هذا الدّستور. ليس لدينا مواقف من الأشخاص، والرّئيس برّي حريص على من يتمّ الإتّفاق عليه بين اللّبنانيّين، والدّليل هو أنّ الرئيس برّي وكتلتنا النّيابيّة يشاركون في كلّ الجلسات التي يتمّ الدّعوة اليها لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. نحن لم نعطّل نصاباً، ولم نقاطع جلسةً وسنبقى نحضر الجلسات. أمّا من ننتخب، فهذا أمر نعبّر عنه في أوانه في الجلسة النيابية."
وعمّا إذا تم التحدث مع البطريرك الراعي حول موضوع مضمون السلة، أجاب: "كل ما يقيّد الرئيس نحن ضدّه، وبالتّالي نحن نلتقي مع بكركي حول هذا الموضوع. تعبير "السلّة" أصبح مستخدماً إعلاميّاً، ولكن من طرحه هو التّفاهم على أمور تسهّل عمل رئيس الجمهوريّة المُقبل، ولا تقيّده على الإطلاق."
وحول ما إذا كان يمكن للبطريرك أن يُجري تفاهما بين من له الحظّ بالوصول إلى رئاسة الجمهوريّة والرّئيس برّي، قال خليل: "لا أريد أن أتكلّم عن غبطة البطريرك، لكنّ غبطته دائماً مع كل من يسهّل عمليّة الإنتخاب، ومع توافق القوى السياسيّة على هذه العمليّة."
وعن رفض بري ترشيح عون على الرغم من ان الأطراف المسيحية الوازنة قرّرت ترشيحه، وعما اذا كان بري قد تمنى على البطريرك الراعي عدم تبني ترشيح العماد عون، أوضح خليل: "لا نسمح لأنفسنا بأن نشترط أو ان نطلب من البطريرك اشتراط موقف ما، هو صاحب الكلمة وصاحب القرار، وهو حريص دائماً على الأمور التي تسهّل. لقد تشاورنا وتناقشنا مع غبطته واستمعنا بإيجابيّة الى وجهة نظره حول القضايا التي تسرّع في انتخاب رئيس. أكرّر من جديد، ليس لدينا موقف شخصيّ من أحد، وموقفنا نابع من تقديرنا للمصلحة الوطنيّة ولازلتُ اصر على أنّ ما يتّفق عليه اللّبنانيّون جميعا، نسير به."
وردا على سؤال حول اشتراط الكتلة الحصول على حقيبتي المال والخارجية اكد خليل انه": لم يحصل أي نقاش اطلاقا حول اية مسألة مرتبطة بتشكيل الحكومة المقبلة، وهذا الأمر هو غير مطروح، والرّئيس برّي كان واضحاً، أنّ التفاهم الذي يريده هو جدول أعمال الحوار الوطني الذي توافقت عليه كلّ القوى السياسيّة مجتمعة، وتمت مناقشته، وكانت القاعدة التي انطلق منها وهي أنّ البداية بعد الإتفاق ستكون انتخاب رئيس للجمهوريّة."
وعمن يعرقل الإنتخابات الرئاسية اشار خليل:" ان اللبنانيين يعرفون جيدا موقفنا الواضح فنحن نحضر الجلسات ونحن إيجابيّون في اللقاءات، وسنمارس حقّنا بالتّصويت عندما يكتمل النّصاب في المجلس."
وعمّا إذا كانت هناك نيّة صادقة لانتخاب رئيس، أجاب: "مسألة انتخاب رئيس ليست ترفاً سياسيّاً، كلّ الوقائع في البلد اليوم، تؤكّد ان انتخاب الرّئيس أصبح ضرورة. لا يمكن الإستمرار على المستوى الإقتصادي والمالي أبداً من دون إعادة الإنتظام للمؤسسٍّات الدّستوريّة الذي لا يمكن أن يحصل بغياب رئيس للجمهوريّة."
وعن لبننة هذا الإستحقاق، أوضح خليل:"منذ البداية قال الرئيس برّي، دعونا نستفيد من فرصة انشغال العالم عنّا، ونحوّلها إلى إيجابيّة ونعمل على توافق لبناني داخلي حول هذا الموضوع."
وعن عدم تمكن المسيحيين من اختيار زعمائهم على غرار الطائفتين السنية والشيعية وهل ان هذا الامر اصبح واقعا، لفت خليل: "بالنّسبة الينا ليس هناك من فيتو على أحد، من حقّ كل طرف في السياسة أن يعبّر عن حقّه باختيار الأشخاص، لكن الأهم أن ننزل جميعنا إلى المجلس النيابي ونمارس هذا الحق، ونوصل من يريد."
وحول ما اذا كان حزب الله هو من يدفع بالرّئيس برّي لوضع "سلّة" تعجيزيّة لقطع الطّريق على العماد عون، أجاب خليل: "مبدأ السؤال مرفوض، لأنّ موقف الرئيس برّي واضح منذ البداية، وهو الذي يحدّده وهو من يأخذ القرار في هذا الخصوص ولا أعتقد أنّ أحدا يدفعه لاتّخاذ موقف خارج قناعاته الوطنيّة. وهذا رأي الدّكتور جعجع الذي نختلف معه في هذا الشأن بالتأكيد، وبالتأكيد هو يدل على أنّه لا يزال لا يعرف تماماً الرئيس برّي."
وعن انتخاب الطوائف لزعمائهم اكد خليل:" ان الرئيس بري لم ينتخب يوما من الشيعة. بل انتخب من عموم اللبنانيين."
وعن رأيه بأن هناك غبنا في الإدارات الرسمية لجهة توظيف المسيحيين، أجاب: "لا أحب هذا المنطق، وإذا كان هناك أي خلل تتم معالجته وفق الأصول. على الأقل هناك إدارات نجد فيها العكس، وبالتّالي انتظام عملها يفرض هذا الأمر. مثلاً، على مستوى وزارة المالية، عدد المسيحيين فيها هو أكبر من المسلمين، وهذا لا يعني أنّ هناك غبنا للمسلمين. في وزارات أخرى هيمكن ان يكون العكس صحيحا."
وعن مطالبة البطريرك الراعي إلغاء المذكّرة الصّادرة في مسألة مشاعات العاقورة أوضح خليل: "أعود وأكرر من هنا، وتوضيحاً لهذا الأمر، ان المذكّرة لا تنطبق على أراضي حكومة جبل لبنان القديم الممتدّة من جزّين حتّى بشري، وبالتّالي تعليماتنا واضحة وخطيّة لفرق المساحة، بأن يحترموا عند إجراء عمليات المسح في اراضي حكومة جبل لبنان القديم وفق المادة 5 من قانون 1339، ان يحترموا نص المادة 5 التي تقضي باحترام هذه الأراضي. نحن وغبطة البطريرك متفقون تماماً، وأي شيء يريح غبطته نحن جاهزون لأن ننفذه."
ثم التقى غبطته رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذي شدد على ضرورة انتخاب رئيس يكون حكما وليس طرفا. وبعد اللقاء اشار سليمان الى ان " زيارة غبطة البطريرك اليوم هي للتعبيرعن تأييدنا لنداء المطارنة الذي صدر يوم الأربعاء، والذي اشار الى ضرورة تطبيق الدّستور والمصالحة الوطنيّة، و الشّؤون الإقتصاديّة واختصر مواصفات الرّئيس ب"الرئيس الحكم".
واضاف سليمان:" لقد كانت هذه الزّيارة مناسبة للتّداول بموضوع "السلّة"، الذي حُكيَ عنه. اشارة الى ما حصل في الدّوحة عند انتخابي. للتذكير انا رفضت الشّروط، لذلك تّأخر الإنتخاب 6 أشهر، وكان 7 أيار عندما تم الاتّفاق بين النوّاب من 8 و14 آذار على انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهوريّة. أمّا النّقاط الباقية والتي هي قانون الإنتخاب وتشكيل مجلس وزراء و التي لم يتّفقوا عليها، توجهوا الى الدّوحة واتّفقوا فيما بينهم، ورئيس الجمهورية يومها وهو انا لا علاقة لي بما اتفق عليه هناك بصرف النّظر إذا كان هذا الإتّفاق مفيداً أو غير مفيد. ولذلك كان خطاب القَسَم واضح لناحية الأفكار الخالية من اي التزام ، وهي أفكاري أنا، وليس أفكارَ اي احدٍ آخر. لذلك ربط الرئيس بالسلة هو امر خطأ. عظيم امر التفاهمات ولا احد يرفضها وخصوصا ان هيئة الحوار مؤلّفة من نوّاب، وهمّ نوّاب موجودون، وليست مؤلّفة من أحزاب مُعارضة وموالاة. وكأنها هيئة مصغرة من المجلس النّيابي وتتّفق على مواضيع في الدّاخل ومن ثمّ تؤيّدها. ولكن "الرئيس الحَكَم" لا يمكن أن يكون حكماً إذا التزم بشروط مسبقة، وأنا فقط يمكنني أن أقول بأنّ الرّئيس يستطيع أن يلتزم، ليس "بسلة"، بل بتطبيق إعلان بعبدا، وإلاّ لا أهميّة للحوار كلّه. وضرورة إقرار الإستراتجيّة الدّفاعية التي رُفعت إلى طاولة الحوار."
واعتبر سليمان أنّ "نداء المطارنة حرّك الوضع في لبنان، وحرّك الموضوع الرئاسي، وكما تناول أيضاً موضوع الأراضي والعقارات في لاسا والعاقورة، وطبعاً كان هناك تجاوب من قِبل وزير الماليّة علي حسن خليل. ما يهمّ هو أن يستمر هذا الإندفاع في الشأن السياسي و الإنتخابات الرئاسية. العالم لم يعد يحترمنا ولم يعد باستطاعتنا طلب الأمور منه ونحن لا نقوم بواجباتنا. علينا اعادة تكوين سلطاتنا الدستورية وننتظر الرأي العام الدولي ليساعدنا في باقي الإستحقاقات."
وعن اعلان البطريرك الراعي اسم مرشح يؤيده، قال سليمان: "قالها غبطته في البيان، "الرئيس الحَكَم"، وليس الرئيس الطرف أو الرئيس الصَوري."
وحول من يعرقل انتخاب الرئيس، أوضح: "التحرّك الذي يحصل اليوم يدلّ على أنّ هناك رغبة في انتخاب رئيس. منذ شهرين كان هناك من يُعرقل، أمّا اليوم فالظّروف مختلفة. وكرّرناها مراراً، أنّ حزب الله هو مسؤول عن عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولكن اليوم الوضع مختلف فلنرى ماذا سيحدث في هذين الأسبوعين. أقول هذا لأنّ الميثاقيّة في لبنان، جوهرها أنّ المسيحي يحافظ على المواقع المُسلمة في الدّولة، والمسلم يُحافظ على المواقع المسيحيّة في الدّولة. وأي طرف مسلم يقاطع الإنتخابات الرئاسيّة يعني أنّه حرم المسيحيين في لبنان من الحضور في الدّولة، لذلك قلت هذا بصراحة، انه على حزب الله أن يتوجه إلى المجلس وينتخب المرشّح الذي يريده، لا احد يفرض عليه شيئا ولكن أن نبقى بلا رئيس للجمهوريّة لمدّة سنتين ونصف، فهذا أمر خطير غير مقبول. واعود واناشد حزب الله بأن يحزمَ أمره وينزل الى مجلس النواب وينتخب الرئيس الذي يريد."
وردا على سؤال اعتبر سليمان ان المرشَّحين الحاليّين العماد عون وسليمان فرنجية هما طرف، وقال: كذلك اذا اتى احد من 14 آذار فهو طرف ايضا. ولكن "كما قال البطريرك، "عندئذٍ يكون الرئيس الحَكَم، إذا استطاع أن يخرج من إلتزاماته"، ولا أعرف إلى أي حدّ يمكن لأحدهم الخروج من التزاماته السابقة، والتي هي خارج لبنان، وان يبقى على التزاماته داخل لبنان، اي الدولة وفقط الدولة، وليس الدُّويلة. بقدر ما يتخلون عن التزاماتهم بقدر ما يتحررون والقَسَم يحرّر."
وعمّا إذا كان نداء المطارنة قد أوحى بأنّه لا يريد عون او فرنجية رئيساً للجمهورية ، أجاب سليمان:"لا أعرف، يجب أن تسألوا البطريرك. ولكنّي استنتجت من البيان أنّ المفضّل هو الرّئيس الحَكَم."
وعما اذا كان المطلوب من تأخير الانتخابات هو انتخاب رئيس غير مقيد وان لا يكون حكما كما كان ميشال سليمان وان تكون عنده شعبية تدعمه، اجاب سليمان: "أعتقد أنّ هذا الكلام كان متداولاً في البداية، ولكن عندما أخذ الرئيس سليمان موقفاً مع الدّولة والسيادة، ولبنان والجيش وعدم التدخلّ من الخارج، أصبح طرفاً بنظرهم. ورئيس الجمهوريّة ليس بعدد الأصوات، وأعود وأذكّر بالعبارة التي قلتُها: رئاسة الجمهورية هي لرجال دولة، قاموا بأدوار كبيرة في الوطن ومارسوا مواطنيّتهم على كل المستويات، سواء الأمني او العسكري أو ألاقتصادي أو القانوني أو الشّعبوي . ولكن هذا لا يمنع انتخاب رئيس يتمتع بشعبيّة. وأعتقد أنّ فؤاد شهاب وشارل ديغول لم يكن عندهما شعبيّة عندما انتُخبا."
وعن حظوظ العماد عون في الوصول إلى بعبدا، أجاب سليمان: "طبعاً لديه حظوظ، وتظهر المبادرة التي يسير بها الرئيس سعد الحريري باتجاه العماد عون، وهو عبر عنها اليوم قائلا: "خيار العماد عون من ضمن الخيارات الأخرى الموجودة" ولكنني لا أؤيّد وصول طرف لا من 8 ولا من 14 آذار. ولكن بعد أن يصل إلى الرّئاسة، يكون قد أصبح رئيساً. إذا تحرّر من التزاماته يصبح كما قال البطريرك "الرئيس الحَكَم"، وهنا يُحاسب على مواقفه. لقد تحرك الملف الرئاسي ولا ننسى نداء البطريرك والمطارنة بالأمس الذي حرّك الموضوع بشكل كبير جدّاً."