نشاط البطريرك الراعي – بكركي اليوم الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016
وتابع جعجع: "بالأمس تكلّمت مع رئيس حزب الكتائب الشّيخ سامي الجميّل بالموضوع، وقبل إعلان الإتفاق كانوا على اضطلاع أنّنا نحاول التوصّل إلى شيء ما مع الجنرال عون، ولا أعتقد أنّ الكتائب تجاه هكذا محاولة توحيد ومحاولة إجراء انتخابات رئاسيّة يمكن أن يكون موقفها سلبيّاً، خصوصاً وأنّهم من أكثر النّاس الذين ينادون بأولويّة انتخاب رئيس للجمهوريّة." وتمنى جعجع "الذّهاب مباشرةً إلى الإنتخابات الرئاسية بدلاً من التلهّي بعقد جلسات تشريعيّة للمجلس النّيابي أو بتفعيل العمل الحكومي معتبرًا ان الفرصة اصبحت الآن متاحة انطلاقاً من إطار سياسيّ واضح جدّاً، قِوامه النّقاط العشر التي طُرحت بالأمس بوجود الجنرال عون وبوجودي وبوجود من حضر في معراب."
وردا على سؤال: ان الوزير فرنجيه مستمر بترشيحه وان من يؤيده يعرف عنوان بيته، قال جعجع: "أنا اعتقد ان بيت القصيد يكمن هنا وليس في الجزء الأوّل من السؤال، وأعتقد أنّ الوزير فرنجيّة بغض النّظر إذا اتّفقنا أو اختلفنا معه في السياسة، الجميع يعلم أنّه يقف عند كلامه؛ لطالما كان يقول الوزير فرنجيه "إذا كان للجنرال عون حظوظ في انتخابات الرّئاسة، أنا معه وسأصوّت له"، والآن أعتقد أنّ حظوظ العماد عون أصبحت مكتملة تقريباً. ولذلك أنا شخصيّاً أتوقع ان يبقى الوزير فرنجية على كل الكلام الذي قاله في السابق، وأعتقد أيضاً أنّ هذا هو مغزى كلامه أن "الجميع يعرف عنوان بيتي". ولذلك لست متشائماً من الموقف الذي سيتّخذه الوزير فرنجيه، لان الوزير فرنجيه لم يقل يوما كلاما ثم عمل بعكسه، وانشالله بوقت قريب ننزل الى الجلسة ويتم انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية."
وعمّا إذا كان هناك تطمينات من حزب الله لجهة نزوله إلى الجلسة لانتخاب رئيس، أجاب جعجع: "بما يتعلّق برئاسة الجمهوريّة، حزب الله في السرّاء والضرّاء مع الجنرال عون."
وعن العلاقة بينه وبين الرّئيس الحريري، أكّد جعجع: "هي كما كانت دائماً. والذي يجمعنا مع الرّئيس الحريري وتيّار المستقبل أكبر من كلّ الخطوات السياسية الكبيرة والصّغيرة منها. لا أُنكرُ أبداً أنّ هناك خلاف حول من يجب ترشيحه على انتخابات رئاسة الجمهوريّة، ولكن في الوقت نفسه، أؤكّد أكثر وأكثر على النّظرة الأكبر للأمور التي نحن متّفقون عليها، وأنا أعتقد أنه من خلال التّبادل المستمر الذي لم ينقطع أبداً مع تيّار المستقبل، سنتوصّل إلى موقف يجمعنا بإذن الله، أقلّه بالمبدأ من ناحية حضور الجلسات وغيره. وهذا المبدأ هو ثابت عند تيّار المستقبل بما يتيح إجراء انتخابات رئاسيّة والخلاص من الفراغ."
وأضاف جعجع: "سنضع جهدنا لإجراء الإنتخابات الرّئاسيّة في أسرع وقت، إمّا في الجلسة المقبلة في 8 شباط، أو حتّى قبل هذا التّاريخ، ولكن هذا يقتضي نوايا سليمة ونوايا إيجابيّة من قِبَل الجميع للخلاص من الفراغ الرئاسي. ومن لم يوافق على النّقاط العشر، نحن مستعدّون أن نتحاور ونتّفق معه، وما عدا ذلك، من المؤلم أن نستمر بالفراغ الرّئاسي أكثر من ذلك."
وفي الختام استبعد جعجع حدوث شرخ بين المسيحيين في نظام ديموقراطيّ في حال جرى تنافس في مجلس النواب بين الجنرال عون والوزير فرنجيه، معتبراّ أنّه "من انتخابات بلديّة في ضيعة صغيرة إلى انتخابات رئاسة جمهوريّة إن كان في لبنان أو أستراليا أو أميركا أو في فرنسا، أحد المرشّحين سيربح وآخر سيخسر، ولا يمكن لأحد أن يربح طوال الوقت. وبكلّ بساطة، إذا حصلت الإنتخابات هكذا، نتوجّه إلى مجلس النوّاب ونصوّت بكل روح ديمقراطية."
وفي سياق آخر، استقبل غبطته سفير دولة تونُس في لبنان، محمد كريم بودالي في زيارة بحث خلالها مع البطريرك في "الواقع الإقليمي والدّولي وضرورة الحفاظ على السّلام والتّسامح بين الدّول وضرورة إرساء ومواصلة الحوار بين الحضارات والدّيانات."
واستقبل غبطته أيضاً رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان الذي بحث مع غبطته الأوضاع السياسية والقضائية في لبنان، وأمل أن "تسير الأمور بالإتّجاه الذي يؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة ولمشروع إعادة النّهوض بالدّولة، لأنّ مؤسّسات الدّولة اللّبنانيّة في حالة يُرثى لها"، مشيراً إلى أنّ "انتخاب رئيس الجمهورية لا يكفي، بل يجب أن يقترن الإنتخاب بمشروع إعادة بناء الدّولة والنّهوض بالدّولة كي تلبّي ولو بالحدّ الأدنى احتياجات اللّبنانيّين."
وختم سليمان: "ما حصل البارحة خطوة إيجابيّة جدّاً، لأنّ كل تقارب بين الأطراف اللّبنانيّة هو إيجابي، خصوصاً وأنّ الإنقسامات بلغت حدّاً خطيراً جدّاً."
وكان البطريرك الراعي قد استقبل مساء امس رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه وعرض معه للتطورات خصوصا في ضوء تأييد الدكتور جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
المصدر : الصرح البطريركي