نشاط البطريرك الراعي – بكركي، السبت 5 تشرين الثاني 2016
وكان البطريرك الراعي قد زار قبل ظهر اليوم كرسي ابرشية انطلياس المارونية في قرنة شهوان، في اطار جولاته على المطرانيات ومشاركته في اجتماعات الكهنة الشهرية فيها، وكان في استقباله راعي الابرشية المطران كميل زيدان وراعي السابق المطران يوسف بشارة والمطران سمعان عطالله منسق مكتب شؤون الكهنة في الدائرة البطريركية اضافة الى كهنة الابرشية. ورافق غبطته النائب البطريركي العام المطران حنا علوان والمعاون البطريركي المطران جوزف نفاع والمطران طانيوس الخوري.
في مستهل اللقاء القى المطران زيدان كلمة رحب فيها بغبطته في ابرشيته الام لافتا الى اهمية هذه اللقاءات التي تتيح للبطريرك التعرف عن كثب على سير الاعمال والادارة في الابرشيات وعلى النشاط الراعوي في الرعايا. ثم عرض سيادته لهيكلية الابرشية ولكيفية عمل مجالسها ولجانها واجهزتها كما تطرق الى شؤون الاكليريكيين والى انشاء رعايا جديدة تضاف الى الرعايا الـ 93 في الابرشية.
ثم كان عرض مفصّل قدّمه على التوالي: النائب العام المونسنيور روكز براك، عن الاوقاف ولجان الفن الكنسي، التوأمة وتقاعد الكهنة، والمدارس. والخوري ايلي مظلوم عن النيابة القضائية ومركز الاصغاء، والاحصاءات والدليل القانوني الجديد الذي يتضمن نماذج عن كيفية تحضير المعاملات. ثم تحدث الخوري ايلي صفير عن الشؤون الادارية والمالية ودائرة المحاسبة الداخلية والخارجية ونظام الموظفين والشؤون العقارية والاعلام. من جهته عرض الخوري انطوان ابو نجم عن دائرة التنشئة الروحية والرسالة التي تنظم حاليا دورات لـ 127 طالبا كما تتولى تأمين اساتذة للتعليم المسيحي في المدارس الرسمية، اضافة الى ارشاد الحركات الرسولية الشبابية في الابرشية. واخيرا تحدث الخوري جوزف طنوس عن راعوية الزواج والعائلة ومواكبة العائلات المتعثرة.
بعد ذلك كانت كلمة للبطريرك الراعي نوّه فيها بحسن سير العمل في اجهزة الابرشية وبالمكننة التي احدثها راعي الابرشية في الادارة كما وبالنشاط الروحي والراعوي والاجتماعي الذي تطلع به. ثم اجاب على اسئلة الكهنة فشدد على المحافظة على الصلاة الفردية واليومية للكاهن والتي يحمل فيها كل المؤمنين والكنيسة الجامعة وهذه الصلاة تشكل السلاح الاقوى في الكنيسة. ولفت الى حاجة الشرق الاوسط للحضور المسيحي الفاعل مشددا على دور المؤسسات الكنسية في دعم بقاء المسيحيين في ارضهم على كل المستويات واضاف: "لا يمكن ان نتعامل في مؤسساتنا بتعال وفوقية مع الناس ولا ان نغرق في اداراتنا انما يجب ان نتعامل معهم بمحبة واحترام وان نستمع باهتمام اليهم والا نغيّب الوجه الروحي والانساني والاجتماعي عن رسالتنا ودعوتنا. كما علينا ان نوفر لهم اكبر عدد من فرص العمل ومن امكانية استثمار الاوقاف."
وإذ شكر الكردينال الراعي الله على انتخاب رئيس للجمهورية امل ان يستطيع الرئيس الجديد مع الحكومة النهوض بالاقتصاد اللبناني وبوضع حد لنزيف الهجرة الذي يطال الطاقات الشابة من اللبنانيين واعتبر ان الادوية المهدئة والمخدرة لم تعد تنفع في هذا الاطار. وتابع نيافته: "لا يزال المسيحيون اقوياء جدا وقد رأينا ماذا يمكنهم ان يفعلوا حين يوحدون جهودهم ولا ينقصنا سوى التعاون اكثر لمصلحة لبنان والشرق، فهم حماة جذور المسيحية العالمية ولا يمكنهم ان يتخاذلوا او ان يتصرفوا بلا مبالاة حيال دورهم ورسالتهم."
وعن ازمة النازحين الى لبنان قال البطريرك الراعي: "نحن نتضامن انسانيا معهم ونتفهم معاناتهم ولكن لا يمكن ان يتحمل لبنان اكثر من طاقته، كما لا يمكن ان نقبل ان تُسحب لقمة العيش من فم اللبنانيين بحيث ان الكثير من ارباب العمل باتوا يستغنون عن خدمات اللبنانيين لمصلحة يد عاملة اجنبية اقل كلفة وهذا يهدد الاستقرار الاجتماعي لا بل يشكل مشروع تهجير من لبنان. فنحن لا نريد ان يترك اي من اللبنانيين لبنان لا مسيحيين ولا مسلمين كي يحل احد مكانهم. ونحن نعمل مع الاسرة الدولية ايضًا على وجوب خلق اماكن امنة للنازحين في بلدانهم تتم فيها مساعدتهم على كافة الصعد كي لا يتم استبدالهم بارهابيين واصوليين يحتلون مكانهم واراضيهم."
ودعا البطريرك الراعي الابرشيات والرعايا والمدارس والجامعات الى "تفعيل التنشئة الوطنية والانطلاق بورشة تساعد شبيبتنا على الانتماء اكثر الى لبنان وعلى محبة وطنهم والتعلق به وتشجيعهم على الانخراط في مؤسساته واداراته العامة كما وفي السلك العسكري من خلال الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، والتحلّي بروح المسؤولية والتضحية في سبيله. لافتا الى ان الجيش يحتاج الى عناصر والى عديد بقدر يفوق حاجته الى الضباط والاداريين."
وختم غبطته متمنيا ان تشكل الحكومة الجديدة في اسرع وقت لان امامها تحديات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية آملا في ان تكون المرحلة القادمة مرحلة تعاون وتضامن بين اللبنانيين مسؤولين ومواطنين تعيد الى لبنان موقعه المتميز ورونق رسالته ودوره في المنطقة.
وقبل ظهر امس زار البطريرك الراعي المجمّع الماروني في ذوق مصبح حيث جال على مكاتب المجالس واللجان الذي تشغله ثم ترأس اجتماعا عاما لرؤساء ومنسقي ومدراء المكاتب واطلع منهم على عملهم وعلى نشاطاتهم مؤكدا على وجوب تركيز عمل المؤسسات الكنسية في خدمة المحبة وفي مساعدة المؤمنين على تحمل اعبائهم الاجتماعية والوقوف الى جانبهم في حاجاتهم.