لبنان
14 آذار 2017, 15:00

نشاط البطريرك الراعي - بكركي الثلاثاء ١٤ آذار ٢٠١٧

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 14 آذار 2017، في الصرح البطريركي في بكركي، المهندس انطوان ازعور المنسق العام بين المؤسسات المارونية التابعة للبطريركية المارونية الذي عرض للتقرير الأولي حول عمل هذه المؤسسات البالغ عددها 16 مؤسسة "وللتحديات التي تواجهها والآليات المقترحة لتفعيل مهامها بما يضمن وصولها الى الهدف الذي من أجله تاسست وهو الخير العام لأبناء الطائفة."

 

ثم التقى غبطته السفير المصري في لبنان نزيه النجاري في زيارة اكد فيها على "حرص مصر الدائم على تعزيز العلاقة مع غبطته الذي زار مصر حديثا والتقى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشارك مشاركة هامة وفعالة ومؤثرة في مؤتمر الحرية والمواطنة الذي استضافه الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الشيخ الأزهر."

وأضاف النجاري:" لقد بحثنا خلال اللقاء في كيفية متابعة نتائج المؤتمر وتفعيلها بما يعود بالخير على لبنان ومصر والمنطقة التي هي بحاجة الى تعميق وتفعيل قيم التسامح والتعايش بين المكونات المختلفة لشعوب دول المنطقة على اساس المواطنة."

 

ثم استقبل غبطته الوزير السابق بطرس حرب الذي رأى انه من "الطبيعي في مثل هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان ان نزور صاحب الغبطة لنتشاور حول المخاطر التي يتعرض لها الكيان اللبناني ومن ضمنه النظام السياسي بنتيجة العجز المتمادي في حل مشاكل البلد ولا سيما حل موضوع قانون الإنتخابات، لأنه ان تعطلت عملية الإنتخابات فهذا يعني تعطل النظام السياسي في لبنان."

وأضاف حرب: "ما يقلقنا في هذا الشأن هو ان كل فريق يحاول انشاء قانون ليحفظ مصلحته من دون ان يأخذ بعين الإعتبار عملية صحة التمثيل وغيرها. وبالنسبة لي قانون الإنتخاب يوضع لينتخب الشعب ممثليه وليس العكس. ونحن مع صدور قانون جديد للإنتخابات ولكن ان عجزت القوى السياسية عن الإتفاق على قانون انتخاب جديد لا يمكن ان نقبل بأن يعطل الدستور وتعطل القوانين وبالتالي ان يدير البلد سلطة تنفيذية وهذا الأمر مخالف لكل المبادئ الدستورية وهذا ما دعاني للقول اما ان تجتمع الحكومة وتتفق القوى السياسية فيها على مشروع قانون ترسله الى مجلس النواب واما ان تستقيل الحكومة لأنها عجزت عن ادارة شؤون البلد، اما البقاء في حالة من الضيعان فهو تعريض البلد للخطر وكذلك النظام السياسي. وسأحاول بذل المساعي لإيجاد مخارج  والإلتزام بالمبادئ التي تدار بها الدول الديمقراطية بحيث لا نقع في الفراغ."

 

واستقبل صاحب الغبطة وفد اللقاء التشاوري الوطني لمنطقة بعلبك الهرمل ضم راعي ابرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، مطران بعلبك وزحلة للسريان الاورثوذكس انطونيوس الصوري،  مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح، رئيس المحكمة الجعفرية الشيخ محمد اليحفوفي ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من ابناء المنطقة الذين طلبوا من غبطته رفع الصوت معهم "لتقدم لهم الدولة على غرار مواطنيهم الإنماء المتوازن الذي حرموا منه من سنين طويلة."

والقى المطران رحمة كلمة عبرت عن "معاناة اهل المنطقة الذين يحلمون بعودة الدولة وبسط سلطتها ورعايتها لأبنائها،" وقال:" نضع بين ايديكم يا صاحب الغبطة معاناتنا فابناء المنطقة لا يريدون ان يكونوا خارج الدولة. يمكنهم ان يكونوا سندا للبنان على كل المستويات. يريدون ان تعود الدولة اليهم لا لقمعهم وانما لفتح الطرقات وتأهيلها وتأمين الحماية لهم ولأبنائهم وتقديم تنمية شاملة لكي يبتعد يؤمنوا مورد رزقهم لعيش عيشة كريمة."

بدوره رأى الشيخ مهدي اليحفوفي انه انطلاقا من"مسؤوليتنا تجاه اهلنا جئنا لزيارة غبطتكم لأننا نعتبر هذه الدار لكل مواطن لبناني. واكثر ما يهمنا هو العيش المشترك الذي نجسده من خلال عيشنا معا. مذكرة بكركي الوطنية كانت قد اظهرت ان مقولة العيش لمشترك ليست شيئا عارضا فنحن نجسد هذا العيش ولا نعتبره شعارا. وجودنا هنا يدا واحدة بتنوعنا يشخص هذا العيش ولكننا نطالب بالإنماء المتوازن وهو امر مهم ليتساوى اللبنانيون. المناطق المحرومة هي التي يجب ان تستفيد اكثر من غيرها في البقاع والهرمل."

ثم كانت كلمة للمفتي خالد صلح قال فيها: ان ابناء المنطقة جاؤوا لمقابلة هذه القامة الشامخة التي زارت منطقتنا ونشكرها على هذه الزيارة. انها قامة غبطتكم انتم الذين لمستم من خلال زيارتكم لنا معاناة اهلنا ولم تتمكنوا من الوصول الى عدد من القرى نظرا لوعورة الطريق. "

وتابع: "بعلبك ليست خارجة عن القانون وهي اول من التزم القانون وهي منطقة معطاء لطالما غذت اهراءات روما من زراعتها. نسألكم اليوم ان ترفعوا الصوت معنا لاننا محافظة حبر على ورق لا انماء ولا مراكز للمحافظة فيها. غير صحيح ان ابناء المنطقة كما يصورهم البعض هم من المجرمين والهاربين من وجه الدولة. نحن لا ننتمي الى اي تنظيم لأننا ننتمي الى هذا الوطن ونريد ان نرفع صوت الذين لا صوت لهم امام غبطتك."

ورأى المطران الصوري ان "للمنطقة تراث كبير وفيها حياة مشتركة بين المسيحيين والمسلمين ونريد لهذه المنطقة ان تحافظ على روح الشراكة والمحبة وان تكون نموذجا من اجل الشهادة للإنسان. منطقتنا مهملة ككل الأطراف حتى مدينة زحلة بحاجة الى انماء وكل ما هو خارج العاصمة مهمل. نحن بتنوعنا نتعاطى انسانيا واخلاقيا وتراثيا نطلب من محبتكم ان توصلوا صوتنا جميعا الى كل المسؤولين الروحيين والمدنيين."

وختم الصوري:" من يعبث بأمن الناس لا بد من ان يتأدب وهذا امر من المحبة. نطلب من الدولة المساعدة لإيجاد فرص عمل للشباب ليؤمنوا عيشة كريمة ولا ينحرفوا بسهولة نحو اساليب ضد تعاليمنا وتراثنا واخلاقنا كشعب في هذه المنطقة.""

وكانت كلمة لرئيس بلدية عرسال باسل الحجيري شدد فيها على ان ما يجمع ابناء المنطقة هي "المحبة والتسامح الذي توفر بفضل جهود ابناء المنطقة"، ولفت الى "حاجة المنطقة لرعاية الدولة وللأمن والإنماء"، مطالبا الأجهزة المختصة  بإحضار المجرم وتأديبه والدولة باحضار وزاراتها للإنماء.

 

في الختام القى غبطة البطريرك كلمة قال فيها: "فرحتنا كبيرة اليوم بلقاء ابناء منطقة بعلبك الهرمل هذه المنطقة العزيزة والتي لا يمكن انكار تاريخها او تراثها او قيمتها. قلعة بعلبك العظيمة التي بناها الرومان لا نجد مثلها في روما. منطقتكم هي منطقة الكرم والسخاء والجودة وهذا معروف. لا ننسى المشاعر الإنسانية الصادقة التي لمسناها عندكم في خلال زيارتنا الى منطقتكم. انا آسف لأن تهمل الدولة اللبنانية اعز منطقة تاريخية وسياحية وهي تحتاج لحضور فعال هناك. وما يزعجنا هو اظهار الوجه السلبي لأبناء المنطقة  وهذا لا يخفي القيم الإيجابية والروحية العالية التي تتمتعون بها. من يشوه وجه المنطقة يجب ان تصل اليه العدالة فتحمي الشعب الطيب الذي لا يجب ان يدفع الثمن. انا لا اقول ابدا الأطراف وانما اؤكد واشدد على القول بانكم سياج الوطن الذي يحميه بصموده. انتم تسهرون للقضاء على الحركات الإرهابية انتم حماة لبنان ونحن معكم والى جانبكم وسنرفع مطالبكم الى المعنيين."

 

بعدها تلا رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ بيانا تضمن المطالب التي يرفعها ابناء المنطقة الى الدولة، بعد ان سلم غبطته نسخة عنه، وابرز ما تضمنه: دعوة الدولة الى الحضور الفاعل بمؤسساتها العسكرية والأمنية كافة لأنه لم يعد مسموحا ان يبقى الأمن متفلتا، العمل على حل مشكلة المطلوبين، انشاء فروع للجامعة البنانية في المنطقة، ادراج سدود على لا ئحة مجلس الإنماء، دعم الإنتاج الزراعي واصدار مرسوم بالفرز والضم لمنطقة البقاع الشمالي، وتفعيل المستشفيات الحكومية.